فلسطين في الذاكرة من نحن تاريخ شفوي نهب فلسطين English
القائمة الصراع للمبتدئين دليل العودة صور  خرائط 
فلسطين في الذاكرة سجل تبرع أفلام نهب فلسطين إبحث  بيت كل الفلسطينيين على الإنترنت English
من نحن الصراع للمبتدئين    صور     خرائط  دليل حق العودة تاريخ شفوي نظرة القمر الصناعي أعضاء الموقع إتصل بنا

سبلان: سَبَلان

مشاركة ramzi في تاريخ 24 آذار، 2009

صورة لقرية سبلان - فلسطين: : منظر في القرية المدمرة ويظر مقام النبي سبلان في المقدمة وبيت لفلسطيني مغتصب غير مدمر في الخلف، اُنقر الصورة لتكبيرها. 1990 أنقر الصورة للمزيد من المعلومات عن البلدة
(قُبيْل سنة 1948 م )
الاسم :
"سبلان " إسم قرية صغيرة تقع في شمال فلسطين تبعد حوالي 20 كلم عن حدود بلدة رميش اللبنانية. أهالي القرية و القرى المجاورة يقولون بأن "سبلان" هو إسم أحد الأنبياء , مع العلم بأن هذا الإسم ليس مذكوراً في القرآن الكريم فإن أهالي القرية يعللون السبب بأن كثيراً من الأنبياء لم يأت على ذِكر أسمائهم في القرآن , إذ يقول الله عز و جل مخاطباً رسوله محمد صلى الله عليه و سلم : [ ولقد أرسلنا رسلاً من قبلك منهم من قصصنا عليك و منهم من لم نقصص عليك ] سورة غافر (78) . و يوجد في القرية مقام لهذا النبي أو الولي يُقدسه جميع أهل المنطقة و بخاصة الطائفة الدرزية , و يقوم جميعهم بزيارة هذا المقام حتى غلب عند أكثرهم تسمية القرية بإسم "المزار" بدلاً من "سبلان".
الموقع :
تقع قرية سبلان على رأس جبل تحيط به غابات شجر السِنديان من جميع الجوانب , و يوجد بين السِنديان أنواع أْخرى من الأشجار الوعرة على سفوح الجبل . أما أعلى الجبل فهو أرض منبسطة خصبة . و تعيش في الغابات وحوش كثيرة منها : الذئاب و الضباع و الثعالب و بنات آوى , و كانت النمور تـُرى أحياناً . و تقع في أسفل الجبل من الناحية الشمالية قرية "حـُرفيش" و غالبية أهلها من الدروز و فيها قليل من النصارى و المسلمين . و تتبع قرية سبلان بالإضافة إلى قرى سعسع و الصفصاف و الجِشّ و قرية حـُرفيش إلى قضاء صفد , و تقع على مسافات أبعد بلدات : الدير القاسي، سحماتا ، طَرشيحا والبقيعة. و هذه القرى الأخيرة تتبع لقضاء عكا .
النشاط الاقتصادي :
• الزراعة : تعتمد قرية سبلان مثل غالبية قرى المنطقة على الزراعة و من أبرزها :

1. التبغ : و الذي يُسمى أيضاً (الدخّان) و سنُفصّل شيئاً عن زراعة و تصنيع التبغ لأنه كان المادة الأساسية في حصول السكان على النقود لأنه لم يكن في القرية موظفون تابعون لقطاع الدولة أو القطاع الخاص.
وكان يعمل رجال و نساء و أولاد القرية في زراعة و تصنيع التبغ حيث كانوا يجمعون بُذور التبغ الجافة في آخر الموسم ( أواخر الصيف ) , وهي بُذور صغيرة جداً أصغر من بُذور التين . و في موسم الزرع يـُرشّ بِذر التّبغ في مشاتل مخصصة لها على أن تكون خصبة و قريبة من الماء , لأنها بحاجة إلى السقاية يومياً برشاشات مناسبة . ولذلك كانت مشاتل سبلان في أسفل الجبل في وادي من الناحية الجنوبية .و تؤخذ فسائل التبغ من المشاتل و على جُذورها بعض من الأتربة و تزرع في الأرض المـُعدة لها إعداداً جيداً, حيث يحمل الرجل بيده (العُتول) الذي يغرزه في الأرض , و يصب عليه الماء من الإبريق الذي يحمله بيده الأخرى ثم يسحبه من الأرض , و تكون مع الرجل امرأته التي تحمل الفسائل , فتغرز الفسيلة في الحفرة و تطمرها بالتراب بعد أن يكون الرجل صبّ عليها مزيداً من الماء . و بعد نمو التبغ يجري إلى قطف الأوراق ثم شكّها بالميبر و الخيطان ثم تعليقها لتجف, و في الليل تتم تغطية التبغ المعلّق في السقالة لحمايته من رُطوبة الندى الذي يحصل من برودة الجو . و قبل بدء مطر الشتاء تُجمع كبوش التبغ الجاف وتُعلق في سُقوف البيوت, ثم تُوضب في بالات للبيع . وكان يوجد في حيفا شركة الديك التي كانت تشتري التّبغ من المزارعين .

2. القمح : يعتبر القمح من الزراعات الأساسية , و كان أهل القرية يزرعون القمح كما يزرعون التّبغ , و كانت زراعة القمح من أجل استهلاكه أكثر من بيعه , لأنه كان عماد غذاء الناس . و بحكم كون غالبية السكان من الفلاحين و المزارعين فقد كانوا يزرعون حاجيتهم من العدس و الحمص و الفول الخضار . و كانوا أيضاً يستفيدون من النباتات التي تنبت طبيعيا في الأرض . و كانوا يزرعون الشعير و الجلباني و الكرسنة لدوابهم , و يحفظون تبن القمح و تبن العدس و الكرسنة لإطعام الدواب في فصل الشتاء . و إذا نفذ التبن و مُنعت الدواب من الخروج إلى المراعي بسبب المطر , كان السكان يذهبون إلى غابات السنديان المحيطة بالجبل فيُقطعون الأغصان و يقصفون الأطراف بأوراقها الطرية و يحملونها إلى الزرائِب لإطعام الدواب .
3. الأشجار المثمرة : ومن أهمها : التين ,العنب ,الزيتون ,التفاح و السفرجل . و كان أغلب أهل القرية يملكون كروما من العنب و التين و الزيتون و عدداً محدوداً من أشجار التفاح و السفرجل والمشمش. و كان أغلبية استهلاك السكان للتين و العنب , إذ كان يُشترى العنب من السكان و يُباع في المدن مثل عكا و حيفا .و كان يُصنع الزبيب و دبس العنب و التين المجفف و دبس التين حيث كان يُباع الزبيب و التين المُجفف .

• الصيد :
كان الصيد غالباً يجري في فصل الصيف حيث أن كثيراً من أنواع الطيور و العصافير تتكاثر حول شجر التين لأنه كان من أفضل الغذاء لها . و كان الناس يستعملون " الدِبق " لصيد العصافير و كان أغلبية الصيادين من صغار الشباب الذين يستطيعون تسلق الأشجار بِخفة . و كان الواحد منهم يصيد في اليوم ما بين خمسين إلى مئة طير . و كانت تعيش حول القرية أنواع من الطيور و بخاصة طير الحَجَل ( الشنّار ) خاصة في موسم القمح , و كان يستعمل ما يسمى ب ( الخطاطير ) لصيد الحَجَل , و ذلك بوضع سنبلة قمح داخل مكان صغير يُبنى خصيصاً لهذا الغرض , و يُوضع على باب المكان خيط مجدول , فيمد الحَجَل رأسه إلى سنبلة القمح من خلال الخيط فيطبق الخيط على عنقه , و يكون طرف الخيط الآخر مربوطاً بحجر فيبقى الطير مربوطا في مكانه إلى أن يأتي صاحب الخطاطير . و تكون هذه الخطاطير كثيرة بحيث إذا فشل بعضها ينجح بعضها الآخر .و أحياناً يختنق الحَجَل و يموت من شدة فرفرته , و أحياناً يأكله حيوان بري مثل ثعلب أو واوي أو هر . و صاحب الخطاطير يتفقدها مرتين يومياً مرة وقت الضحى ومرة عند المغيب و يُصلح ما يجده قد خُرب. ومن أنواع الصيد أيضاً صيد بعض الحيوانات من أجل فِرائها مثل ( السمور ) و هو حيوان يُشبه الهر لكن جِلده ثمين , و كان يجري الصيد بالجفت و الخُردُق. و أيضاً كان يصطاد السمك من الوادي ولكنه كان قليلاً .

• السياحة :
من الأمور البارزة في سبلان و التي أعطاها شهرةً وجود المقام أو المزار الذي يقدسه الناس هناك. و لقد سبق و أن ذكرنا أن الغالبية يعتبرون سبلان نبياً و البعض يعتبره ولياً ( أي رجلاً صالحاً ), و الدروز يعتبرونه أحد الحدود الخمسة التي يقدسونها . و لذلك تختلط الخرافات بغيرها في شأن صاحب هذا المقام .
كثير من أهل المنطقة يقولون : ( عنزات سبلان تسرح و ترجع وحدها ولا يأكلها الذئاب ), و هذا غير صحيح لأن الذئاب و الضباع كانت تأكل منها . و يُقال : ( إذا حَلَف شخص في المقام كاذباً يفضحه الله فوراً ) , و لهذا كان الناس يأتون من القُرى المجاورة من أجل أن يُقسموا اليمين لتبرئة أنفسهم من تهمة ما ، و كان كثير من المُتَّهِمين يُصرون على الذي يتّهمونه و يُنكر بالذهاب إلى المقام و الحلفان داخله . و من الأمور التي لها قداسة عند غالبية الناس هنا هي الشجرات المباركات . و هي مجموعة من شجر السنديان في بقعة لا تتجاوز مساحتها ( 1000 متر مربع ). و تقع هذه الشجرات بين قرية سبلان و قرية حُرفيش و لكنها تتبع لسبلان . ميزة هذه الشجرات عن غابة السنديان حولها أنها شجرات باسقات طول الواحدة منها يزيد عن خمسة أمثال طول أشجار الغابة , و هي من الأشجار المُعمّرة . و يبدوا أن تميزها هذا في الطول أوهم الناس أنها شجرات مقدسة و بخاصة أنها تابعة لسبلان النبي حسب ظنّهم . و لذلك كان كثير من الناس يُقبّلون جُذوع هذه الأشجار حتى يمرون بينها ، و كانوا يعلقون فيها الأقمشة ( الستائر ) على غِرار الستائر التي يعلقونها داخل المقام ، و لكن هذه الستائر المُعلقة غلى الأشجار تَبلى مع الوقت بفعل المطر و الريح و تتمزق و تُصبح ( شراطيط ) أي قُماشاً مُمزقا ، و لذلك طغى على هذه المجموعة من الأشجار إسم ( أُم الشراطيط ).و كانوا احيانا ينذرون النذور لإضاءة هذه الأشجار بالليل بإشعال الشموع . و بطبيعة الحال فإن مثل هذه المُعتقدات هي دون أصل في الدين و هي مجرد خُرافات . و كانوا ينذرون النذور لسبلان إذا : شُفي المريض ، أو حملت المرأة التي لا تلد ، أو وجد الفاقد لبعض ماله ما فقده ... إلخ . و كان خادم المقام يطوف على القُرى و يجمع النُذور .و لكن النُذر الأكبر هي زِيارة المقام . و هذه الزيارة قد تكون مع وفد محدود العدد ، و قد تكون مع عدد يتراوح بين المائة و مئات عدة . حيثُ عندما يكون عدد الزوار كبيراً تنشغل بهم البلدة . أصحاب النَذر الذين يأتون للزيارة يدعون معارفهم من قرى المنطقة ، و يأتي المدعوون في يوم الزيارة و يأتي أصحاب الدعوة قبل يوم و معهم الذبائح و الأرُز و السمن و كل لوازم الطبخ لإعداد الطعام للمدعوين و لأهل سبلان ، و يوجد في المقام أدوات الطبخ من قدور كبيرة و صدور و حطب و ماء كما يوجد مكان للاحتفال و الدبكة ، و هذه الزيارات عادة تحصل في فصل الصيف و المساحات في القرية واسعة . و غالبية الزوار يأتون وقت الضحى و يعودون قبل المساء . و الزوار ليسوا بحاجة إلى مراحيض، فهم يقضون حاجتهم في أطراف القرية ، و أهل القُرى كانت بُيوتهم في الغالب دون مراحيض و يذهبون إلى الخلاء خارج القرية .
الماء في سبلان كان قليلاً ،فالوادي ( وادي الحبيس ) كان بعيداً في أسفل الجبل و الناس ينقلون الماء على الدواب ، و لكن الماء كان من أجل الزوار فقط ، فقد كان في سبلان بئران كبيرتان من مياه المطر , واحدة ماؤها نقي سائغ للشرب و الآخر يستعمل لسقي دواب الزوار . و كام مفتاح البئر مع خادم المقام . و خادم المقام كان قصاباً هو من يذبح الذبائح و يساعده غيره عند الحاجة. و كان هو من يهيئ الماء و الحطب و القدور ، و أصحاب الزيارة يقومون بالطبخ . و أحياناً كانت الصدور و الصحون و الصواني لا تكفي , فيقوم خادم المقام باستعارة ما ينقص من بيوت أهالي البلد . و أحياناً كانوا يغسلون الحصيرة أو عدة حُصُر و يسكبون الأرز عليها و يبقى المرق في الأواني .

وصف المقام

كان المقام مؤلفا من أربعة غرف كبيرة ، و في كل من القاعتين الجنوبيتين يوجد محراب ، أي أن المقام عبارة عن مسجد , و القاعات مفتوحة على بعضها . و يوجد في القاعة الجنوبية الغربية أقمشة مُعلقة على جدرانها كلها . و هذه الأقمشة منها فساتين و منها قطع أقمشة غير مُخاطة , يأتي الزوار بها للمقام و يقوم غالبية الزوار بطلب قطع صغيرة من هذه الأقمشة , يطلبونها من خادم المقام ليتباركوا بها ، فيربطوها بأعناقهم أو أعلى أذرعهم أو يلفوا بها رؤوسهم .و على سطح المقام يوجد أربع قباب , قُبتان كبيرتان و قبة وسط و رابعة صغيرة . كان أولاد البلد ( سبلان ) يلعبون على سطح المقام و يركضون لتسلق قبة كبيرة ركضاً ، و كان قلةٌ منهم من يستطيع ذلك .
كان أمام المقام مكان مُبلّط بِبلاط مقطوع من الصخر ، و هو مربع كبير و جميع جوانب هذا المربع مبنية للجلوس عليها . و كان هذا المكان مسقوفاً بعريش من العنب ، إذ كانت عدة اشجار من العنب تُغطيه تَغطية كاملة ، و كان في وسط المربع عمود خشبي و على محيط المربع توجد أعمدة لتحمل الجسور الخشبية العالية التي يمتد عليها عريش العنب . و كانت حلقات الدبكة تُعقد في هذا المكان ، و العتابا و الناي و المِجوِز , و مباريات قوّالي الشعر الشعبي و الزجل .

في بعض الزيارات يأتي كثير من الزوار ركوباً على الخيل . و يوجد في سبلان مكان اسمه (الميدان ) ، و يتباهى كثير من الزوار بفرسه ، فينتصب سباق الفرسان في الميدان أمام حشد الزُوار الذين يستمتعون بهذه الرياضة . و هناك ميدان آخر قرب المقام و لكن مداه أقصر من الميدان الأساسي .
و قُبيل إنتهاء الزيارة يحضُر الشخص الذي كان نُذر الزيارة ويركب فرساً و عليها سرج مُزيّن ، و يلتف حوله الشباب ، و تمشي النساء من الخلف و يبدؤون بالطواف عدة أشواط حول المقام و حول بيوت القرية الملاصقة للمقام من ثلاث جهات الشمالية و الغربية و الجنوبية ،( من الناحية الشرقية، أمام المقام يوجد العريش الكبير حيث تُعقد جلسات الشِعر و حلقات الدبكة التي ذكرناها ). أثناء الطواف تكون ( المُحَورَبَة )و يتخللها الزغاريد ، و ينتهي ذلك بالدعاء إلى الله ، ثم ينصرف الزوار كُلٌ إلى بلده . و ينشغل نساء سبلان بِغسل القدور وآنية الطعام ، و يوزع خادم المقام ما بقي من الطعام و اللحوم و السمن و الأرز و غيره على أهل البلد و بخاصة النساء النشيطات في تنظيف الآماكن و غسل الآنية .
هذه نبذة عما كانت عليه الحال في قرية سبلان قبل ستين عاماً ، أي قبل الاحتلال اليهودي لفلسطين. أما اليوم فإنه لم يبق في سبلان أحدٌ من أهلها ، بعضهم هاجر منها إلى لبنان سنة 1948، و بعضهم الآخر هاجر إلى قرى فلسطين التي لم تطرد إسرائيل أهلها ، و بخاصة قرية حُرفيش المجاورة لسبلان لأن أهل حُرفيش غالبيتهم من الدروز . و قد استلم الدروز خدمة مقام سبلان و مازالوا يخدمونه و مازالت الزيارات تتم إلى مقام سبلان ، و لكن من القرى الدرزية بشكل خاصو من المسلمين الذين لم يهاجروا من القرى المجاورة لسبلان إلى خارج فلسطين .
نسأل الله أن يمكننا من العودة إلى فلسطين و إلى سبلان ، ليس تحت حكم اليهود ، بل أعزاء منتصرين.



إذا كنت مؤلف هذه  مقال وأردت تحديث المعلومات، انقر على ازر التالي:

ملاحظة

مضمون المقالات، المقابلات، أو الافلام يعبر عن الرأي الشخصي لمؤلفها وفلسطين في الذاكرة غير مسؤولة عن هذه الآراء. بقدر الامكان تحاول فلسطين في الذاكرة التدقيق في صحة المعلومات ولكن لا تضمن صحتها.

 

شارك بتعليقك

 
American Indian Freedom Dance With a Palestinian


الجديد في الموقع