مضت السنون وتلاحقت الأيام , وكبر الصغار , وقضى الكبار , وظنوا أنهم نجوا بفعلتهم , وأقاموا دولة.
إنهم لا يعلمون ما خبأت لهم جداتنا في قلوبنا ولا يعلمون ما ربانا عليه آباؤنا وأمهاتنا,ظنوا بعد مرور ستين عاما أن الدهر قد طوى , وأن زرعهم قد إستوى , لا يعلمون ما يجول في خاطر الصبيان في أزقة المخيم ولا يعلمون ما تدندن الأم لوليدها في المهد , إنها الحياة التي ظنوا أنهم أطفؤا نورها وكتموا صوتها , لا يعلمون اننا نصحوا كل صباح على زقزقت الحساسين التي لم نرها يوما , ونشم عبق الزعتر والطيون مع اننا لم نرهما يوما , ونقبل يدي جداتنا اللواتي إرتحلن , وننصب عينينا إلى الأقصى وإلى كل حبة تراب أخذت غصبا وقهرا , فلينتظرونا عند كل حجر فإننا قادمون.
شارك بتعليقك