فلسطين في الذاكرة من نحن تاريخ شفوي نهب فلسطين English
القائمة الصراع للمبتدئين دليل العودة صور  خرائط 
فلسطين في الذاكرة سجل تبرع أفلام نهب فلسطين إبحث  بيت كل الفلسطينيين على الإنترنت English
من نحن الصراع للمبتدئين    صور     خرائط  دليل حق العودة تاريخ شفوي نظرة القمر الصناعي أعضاء الموقع إتصل بنا

الفراضية: عيون تتدفق حنينا وحكايات

النسخة الأصلية كتبت في تاريخ 8 أيار، 2022

صورة لقرية الفراضية - فلسطين: : مقام لولي يهودي جوار القرية. 2002 أنقر الصورة للمزيد من المعلومات عن البلدة
الناصرة ـ «القدس العربي»: يروي الشيخ ممدوح كنج العطور (ابو رايق) (77 عاما) المهجر من بلدة فراضية قضاء صفد في شهادة تاريخية، مشاهد الحياة في الجليل قبل النكبة التي وقعت في مثل هذا الربيع من 1948 بمشاعر مختلطة من الحزن والفرح.
يستعيد الرجل رحلة العذاب بعد التهجير والمذبحة المروعة التي اقترفتها العصابات الصهيونية بغية دفع الأهالي للرحيل الى لبنان. ويسترجع تفاصيل العودة شبه المستحيلة والاستقرار في بلدة الرامة المجاورة لمسقط رأسه «فراضية» بعدما سكنوا شهورا في مغر بلدة عين الأسد المجاورة. ويقول إن عائلته التي عادت من لبنان اضطرت لمغادرة المغارة بعدما طالب أصحابها من عين الأسد باستعادتها فانتقلوا للإقامة في خيمة رجل بدوي من عرب الهيب قريبا من الرامة بعدما أصر على تقاسمه معهم البيت المتواضع.
يقول ابو رايق بلغته العامية لـ القدس العربي «رفض أبوي ان يبدل الأرض في «فراضية»، وقال لهم متسائلا حدا: ببدل ابنه ببندوق؟. ويتابع مقدما مثالا على مجموعة أشخاص مجهولبن صمموا على التخلص من اللجوء في بيادر بنت جبيل في جنوب لبنان، والبقاء بكل ثمن في الوطن، وومضات الحنين تلمع بعينيه: «مية فراضية بتسوى الدنيا كلها. ما بعنا ولا راح نبيع. شرينا أرض في الرامة وعمرنا وصرنا حمولة وصار عنا أراضي..»
بالأمس وضمن نزهات الربيع ورحلة البحث عن الرواية زرنا «فراضية» وللتو اتضح كم صدق أبو رايق، فشلالات المياه تتدفق بغزارة تغذيها عين الرميلة في أعالي الغابة المكتظة بأشجار الخروب والدوم والبلوط والزيتون واللوز الممتدة على طول جبل الزابود. على أغصان الشجر المتشابك كانت تعزف طيور على وقع خرير المياه لحن الخلود وكأنها سيمفونية الطبيعة.. ربما تعزف فرحا بسماع لغة اصحاب الدار الناطرين امام هذه الجموع من المتنزهين والعائلات في نهاية الأسبوع، يقول ابو رايق وهو يحث خطاه من أمامنا نحو منبع عين الرميلة. وتابع «انظر الدنيا ربيع لكن الجو اليوم صيفي ومياه فراضية «بردوا الروح».. ولذا تجتذب اعدادا كبيرة من الزائرين من فلسطينيي الداخل الذين يخففون على أطلال القرية مشاعر اغترابها. وبهذه الزيارة التجربة الحية ربما تدرك ما أعنيه وأشعره الآن والحنين يكوي قلبي لمراتع الطفولة والصبا».
وتقوم «فراضية» في موقع أثري روماني يدعى «بارود»، واحدة من البلدات الفلسطينية المالكة لمساحات أرض واسعة وأقيمت على أنقاضها عدة مستوطنات منها «كيبوتس فرود د» و«كيبوتس اميريم». وتحيطها القرى الفلسطينية، الرامة والظاهرية وعين الأسد وبيت جن، أما جارتها الشقيقة فهي كفر عنان المهجرة فهما على تلتين متقابلتين، وهي واحدة من بنات صفد أكبر قضاء في فلسطين من ناحية تعداد قراها (77 قرية).
ويؤكد محمد كيال من لجنة الدفاع عن المهجرين في البلاد ان «فراضية» كانت تشتهر بمزرعتها النموذجية المعروفة بمحطة التجارب البستنية والفلاحية وتبلغ مساحتها 300 دونم. وكان الغرض من إنشائها القيام بتجارب على زراعة التفاحيات، وتحسين البذار، وخدمة مزارعي الجليل وإرشادهم إلى أحسن وسائل تربية الدواجن والنحل.
واستنادا لشهادات أهل البلدة يوضح كيال انه قد عهد بالإشراف على المزرعة إلى خبير عربي فلسطيني متخرج من جامعة مونبلييه الفرنسية، وبدأ العمل سنة 1932. ومن الأعمال التي أنجزها هذا المشروع العربي أنه أوجد وحسن 26 نوعاً من الزيتون، و10 أنواع من التين، و37 نوعاً من الكرمة، وأربعة أنواع من المشمش، و11 نوعاً من الكمثرى، و16 نوعاً من التفاح، و19 نوعاً من الكرز، وخمسة أنواع من اللوز، وأسس قسماً لتربية الدواجن من أنواع محسنة، وأنشأ أيضاً منحلة ومشتلاً يستنبت حوالى 20 ألف غرسة كانت توزع على الفلاحين. وبفضل وفرة المياه اعتاشت «فراضية» على زراعة الكروم خاصة التفاح والمشمش علاوة على الزيتون وتربية العسل، كما تؤكد أم خالد رمزية رباح السموعي المهجرة من السموع المجاورة، وهي أرملة رجل من «فراضية». لم يبق من «فراضية» سوى عين البلد وطواحين المياه وذكرياتها ومقام الشيخ منصور ومقبرة شبه دارسة ونصب تذكاري متواضع يخلد أسماء شهدائها الكثر خاصة أنها شهدت عمليات قتل وترهيب بشعة. المفارقة الساخرة بل الوقاحة كما تقول أم خالد ان مؤسسة «الكيرن كييمت» أي سلطة الأراضي الاسرائيلي قد أسمت المتنزه على أراضي «فراضية» في غابة السلام. وتتساءل ساخرة إذا كان هذا سلاما فكيف إذن تكون الحرب عندهم؟

ملاحظة

مضمون المقالات، المقابلات، أو الافلام يعبر عن الرأي الشخصي لمؤلفها وفلسطين في الذاكرة غير مسؤولة عن هذه الآراء. بقدر الامكان تحاول فلسطين في الذاكرة التدقيق في صحة المعلومات ولكن لا تضمن صحتها.

 

شارك بتعليقك

 
American Indian Freedom Dance With a Palestinian


الجديد في الموقع