قصة أبو سميح
هذا الرجل الطيب هو أبو سميح من حمولة العجاينة وهو بمثابة الحارس الأمين لبلدته لوبية التي استمر في زيارتها وحراستها لأكثر من خمسين عاما. لجأ أبو سميح عام 1948 من لوبية إلى قرية مجاورة اسمها دير حنا وهي أيضا من قرى الجليل، وكان عمره آنذاك حوالي ثمانية عشر عاما. يعيش الآن أبو سميح لاجئا في دير حنا ولكنه لم ينس يوما من الأيام قريته لوبية التي أحبها وأخذ على نفسه أن يحرسها باستمرار. منذ النكبة اعتاد أبو سميح أن يذهب كل يوم إلى لوبية ويجلس في أرضه وأرض أجداده التي منع من الاستقرار فيها ومن زراعتها لأنها أصبحت من أملاك الغائبين!!! يتوضأ أبو سميح في أرضه ويصلي ثم يتناول طعام الغداء وبعدها يعود إلى دير حنا. ولكي يخفف على نفسه عناء استعمال المواصلات العامة لهذه الرحلة اليومية الشاقة اشترى أبو سميح تراكتور زراعي، ولكن لا يسمح له بقيادة التراكتور إلا بعد الحصول على رخصة سواقة. تدرب أبو سميح على قيادة التراكتور ثم تقدم إلى امتحان السواقة. كان أحد أسئلة الامتحان يدور حول ماذا يجب عليه أن يفعل إذا كان يقود التراكتور عند تقاطع الطريق مع سكة الحديد وتزامن ذلك مع مرور القطار. حزن أبو سميح كثيرا لهذا السؤال الذي لا علاقة له بالموضوع وقال: " أنا أريد أن أذهب إلى لوبية، ولوبية لا يوجد فيها سكة قطار، القطار بعيد من هنا وهو في حيفا، ولا حاجة لي بالذهاب إلى حيفا". بعد ذلك حصل أبو سميح على رخصة السواقة، ويؤكد كل من يعرفه أنه ما زال يزور لوبية يوميا ولكن باستعمال التراكتور هذه المرة.
شارك بتعليقك