أبكي بصمتْ
عاش أهلي - عائلة الترعاني - في قرية سـمخ لسنوات طويلة الى أن جاء ذلك اليوم؟ , ...
في ذلك اليوم الذي تم فيه رتكاب أكبر الجرائم فظاعة في القرن العشرين, جريمة اغتصاب فلسطين, في 15 مايو 1948 يوم احتل صهاينة الغدر فلسطين, غادر أبي - مصطفى سليمان الترعاني - فلسطين عبر الحدود اللبنانية, بينما غادرها بقية أهلي عبر الحدود الأردنية والسورية.
قضى أبي الأيام والأشهر يبحث عن مصير أهله, يبحث عن زوجته ؟ أمي - ابنة الثمانية عشر ربيعا, يبحث عن ولده الذي لم يتجاوز حينها من العمر ألا بضعة أشهر ؟ أخي الأكبر-, يبحث عن أمه وأبيه ؟ جدي وجدتي -, ومضت الأيام والأشهر وأبي يجهل مصير أهله, وجدي يجهل مصير ولده , ينتظر عودته...., وهذا كان حال جدي في تلك الأيام العصيبة ... . *
جدي يعيش قصة يوسف
يقرأ قصة يوسف
يردد بانكسار:
"صبرٌ جميلٌ والله المستعان"
ولدي
ابحث عنك في السهول و الكروم
أسأل المليون لاجئ
أسأل الكواكب والنجوم
أسألها عن فتى ً في أوج الربيع
فتى ,ً ترك لي حمله الوديع
أقدم العمر , والعمر أبيع
لمن يعيد ولدي
علّ السماءَ تمطر
وتتفجر الينابيع
جدي يعيش قصة يوسف
يقرأ قصة يوسف
يردد بانكسار:
"صبرٌ جميلٌ والله المستعان
ولدي !!!
ولدي !!!
هل قتلوك؟
بيتي
هلْ فوق الرؤوس دمروك?
أخي... اختي
هلْ جيوش العُرب أنقذوك ?
أبكي بصمتْ
خوفا ً من المجهول
أهيم في البراري والسهولْ
ويتكرر السؤال
ولدي !!!
هل قتلوك ؟
حفيدي
هل يتموك ؟
أناغيك َ
أناغيك َ
وأجهش ُ بالبكاء !!!
"أشكو بثي وحزني الى الله
"أشكو بثي وحزني الى الله
* كلمة النكبة هي من صنع الصهاينة والتي توحي كانما هي كارثة طبيعة وليست جريمة انسانية ... فلنغير قاموس القضية الفلسطينية ونلغي منه كلمة النكبة ونستبدلها بكلمة جريمة اغتصاب فلسطين.
شارك بتعليقك