سيدي
في محطة سماخ دنا من القطار رجل مصري ، فنزل إليه كثير من الركاب وازدحموا عليه وهويأخذ من واحد تلو واحد ، وثيقة السفر ويسأله بقوله : ( إلى أين تريد أن تذهب سيدي ، أإلي سماخ سيدي ، خذ ، وثيقتك سيدي ، مع السلامة سيدي ).
فعلمت أن الرجل مأمور الجوازات ، وانه يعبث بالدمشقيين لما اشتهر عنهم من تكرير كلمة سيدي ، وبعد ان فرغ من هؤلاء الذين يريدون النـزول في سماخ ، صعد القطار ، وبدأ يجمع الوثائق من الركاب وهو ينادي بأعلى صوته ( باسبورت ، باسبورت ) وكان يمشي ، معه ضابطان انكليزيان ، وبعد أن جمع الوثائق بدا له ان يقعد في غرفتي ، فسلم علي واستأذن بالقعود وأخذ يقرأ الوثائق واحدة واحدة ، حتى أتى عليها ، وأخذ خلاصتها ، ومذ أنتهى من عمله اعاد نظره على تلك الخلاصة وهو يقول : ( مملكة الحجاز ! مملكة العراق ! سلطنة نجد !دولة دمشق ! دولة حلب ! دولة العلويين ! دولة لبنان الكبير ! دولة جبل الدوز! دولة فلسطين ! دولة شرق الأردن !
قُلِ اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء ... ) .
نقلاً عن
كتاب: دمشق والقدس في العشرينات الصفحة 14
المؤلف: خليل مردم بك 1895- 1959 ( رئيس المجمع العلمي العربي بدمشق)
شرح وتقديم عدنان مردم بك
الناشر: مؤسسة الرسالة . الطبعة الأولى 1978م
نايف ترعاني
شارك بتعليقك