فلسطين في الذاكرة من نحن تاريخ شفوي نهب فلسطين English
القائمة الصراع للمبتدئين دليل العودة صور  خرائط 
فلسطين في الذاكرة سجل تبرع أفلام نهب فلسطين إبحث  بيت كل الفلسطينيين على الإنترنت English
من نحن الصراع للمبتدئين    صور     خرائط  دليل حق العودة تاريخ شفوي نظرة القمر الصناعي أعضاء الموقع إتصل بنا
السابقة

النقيب: عبد الله اليوسف بلال ابن النقيب البار

  4 تعليقات
التالية

English

صورة لقرية النقيب - فلسطين: عبد الله اليوسف بلال ابن النقيب البار. تصفح 70 ألف صورة تدون الحياة والتراث الفلسطيني جلهم قبل النكبة

مشاركة نقيبي رُفعت في24 حزيران، 2012
 
شارك السابقة   1   2   3   4   5   التالية القمر الصناعي
 

شارك بتعليقك

هذه الخاطرة مهداة لكل أبناء فلسطين و خصواً أبي عبد الله اليوسف .
محمد بلال
هناك و في صباح صيفي حار نادته شجرة الليمون الوحيدة في حاكورة البيت , فقطف من ثمارها و اتّكأ في جلسته المقدّسة على ساقها النديّ, فكانت جلسة الوداع ,و إحدى طقوس الموت في حضرة الأرض , و تجسيداً لحالة الحنين الحارّ المتبادل بين الإنسان و جذوره المتمثّلة بالأرض و التراب و الخصب و الاخضرار.
جميعنا يعرف يا أبي لماذا آثرتَ هذا الموت الصامت المعطّر برائحة الليمون , المشذّى بعبق الأرض , الموشّح بلون التراب , الناضح بالحبّ كلّ الحبّ لمفردات العطاء و الانتماء؟
و جمعنا يعلم أيضاً ماذا كانت تمثّل لك تلك الشجيرة ؟ و أنت الفلاّح العاشق لأشجار الصفصاف و الزيتون و الليمون , المتعلّق أبداً شتلات البندورة و الباذنجان و غيرها من عناوين الخصب التي شكلّت محور حياتك.
و كلنا يعلم يا أبي أنّ الصهاينة إنْ كانوا نجحوا في إبعاد جسدك عن أرضك , لكنّهم أبداً لم ينجحوا في اقتلاع جذورها من قلبك أو انتزاع قلبك من جذورها, فكانت تلك الحاكورة الحبل السريّ الذي يعني استمرار تماهيك بأرض الوطن, و الذي يربط ذاكرتك بأرضك التي كنتَ تحسّ بها و قد باتت تشعر بالغربة و أنت بعيد عنها,
أو ربّما هي عنوان ارتباطك بفردوسك المفقود , فعاملتها برفق و حنان , و كثيراً ما سقيتها بدفء قلبك النّابض بالحبّ , المتوهّج بالعطف, النّاضح بالعطاء .
لذلك يا أبي كنتَ تبتسم عندما كنّا نصف و من باب الدعابة تلك الحاكورة بأختنا الكبرى , فكانت حقّاً كواحدة من أولادك و بناتك , تحظى بحنانك اللا متناهي كما نحظى نحن أبناءك.
نعم يا أبي علّمتنا في حياتك الحبّ الصادق للأرض للإنسان للوطن بعفويتك المعهودة من دون ما تشدّق أو ادّعاء, و في مماتك علّمتنا الحبّ الصامت الموشّى بحرارة الانتماء و المطرّز بالحنين المتبادل بين الإنسان و الأرض, فاخترتَ أن تعيش لحظاتك الأخيرة متنسّّماً عبير الأرض مطيّباً برائحة التراب و الليمون ,و من غير ضجيج انسابت روحك إلى باريها و قد تركت بصمة طيّبة في الأرض و في النفوس , و حملت معها الطيبة و البراءة و الحنين إلى فردوسها المفقود .
رحلت يا أبي و ما رحل الحنين إلى فردوسك ذلك الفردوس الحلم المتوهج في أعماقنا الساكن في قلوبنا ما حيينا.

يتأهب فينا الحنين إلى الماضي و ينهض الشوق فينا أبداً
إلى الجذور و عبق رائحة الأرض
إلى رائحة بحيرة طبرية و كأنها طفلة تمرح بعبث و تحلم بمستقبل مشرق بيرق من عينيها الزرقاوين و يتلألأ في جدائلها الذهبية.
إلى نسائم عليلية ساعة المساء تملأ صدرونا بنكهة القهوة العربية
تتمهاهى مع أنغام المهباش و نحنحة رجل عجوز تفصح عن كبرياء الرجال و أنفة العرب.
إلى عبق الصفصاف و الكينا و الدفلة و العوسج و الحميض
إلى عشبة تحدّت الرمال و أبت إلاّ أن تعانق أشعة الشمس الذهبية في صبح ندي
إلى أولئك الرجال أبناء التراب
و عشق التراب
عاشوا بسطاء و ماتوا بقامات ما انحنت لعدو.
المجاهد عبد الله يوسف بلال
الأصل الطيّب يونّس
 
American Indian Freedom Dance With a Palestinian


الجديد في الموقع