فلسطين في الذاكرة | من نحن | تاريخ شفوي | نهب فلسطين | English |
![]() |
الصراع للمبتدئين | دليل العودة | صور | خرائط |
فلسطين في الذاكرة | سجل | تبرع | أفلام | نهب فلسطين | إبحث | بيت كل الفلسطينيين على الإنترنت | English | |
من نحن | الصراع للمبتدئين | صور | خرائط | دليل حق العودة | تاريخ شفوي | نظرة القمر الصناعي | أعضاء الموقع | إتصل بنا |
إبحث |
أريحا |
بئر السبع |
بيت لحم |
بيسان |
جنين |
حيفا |
الخليل |
رام الله |
الرملة |
صفد |
طبريا |
طولكرم |
عكا |
غزة |
القدس |
نابلس |
الناصرة |
يافا |
تبرع |
سجل |
إتصل بنا |
فديوهات |
شارك بتعليقك
أم لمسة يدك الدافئة التي كانت تداعب شعري في ليلة شتاء باردة؟
أم شغفك اللاهث لإرضائي عندما كنت أتددل عليك صغيراً, و ربما كنت أستغل حبك اللامتناهي ببراءة الأطفال لتعطيني مصروفي أكثر من مرة, أو أطمع بزيادة الفرنكين إلى ربع ليرة, نعم كنت أفعل هذا و كنت تعطيني ما اشاء برضا و طيب خاطر؟
من أين لي أن انسى حدسي حينما كنت أشعر بوصولك إلى كاراج درعا قادمة من الشام , فأركض إلى مدخل المخيم أنتظرك, و يخفق قلبي كثيراً عندما أراك مقبلة بقامتك الشامخة, و تحملين( السك)الذي كان يعني صندوق الدنيا ,و كنت تعنين لي الدنيا بكاملها ,
رافقتك كثيراً إلى الشام , و كنت أرى الشام من خلالك, دنيا تنضح بالفرح و تضجّ بالحركة و تفيض بالأقرباء الذين ما عرفتهم إلاّ من خلالك.
سامحيني لأنني لم أعرف أنك جدتي إلا في وقت متأخر من حياتي, فما كنت لي إلا أماً , و أيّ أم؟لذلك أطلب من روحك السماح و الصفح لأنني كثيراً ما كنت أستغل حنانك الدفاق فلاتعجبني هذه الطبخة أو ذاك المصروف.
لا أنسى عندما درست الجامعة و أنا في كنفك , و ربطة الخبز قرب طعام الإفطار , كنت أفتح ربطة الخبز فأجد فيها مصروفي الخمسين ليرةعندما كنت تضطرين لمغادرة البيت لأمر ما.
تعجز الكلمات عن التعبير عن أحاسيسي تجاهك, و عن ذكر أفضالك العظيمة التي أغدقتها عليّ صغيراً و كبيراً.
فشكراً لك أيتها الحجة , شكراً لله الذي قدّر أن تكوني جدة لي.
شكراً للنقيب أرض الطهارة و النقاء منبتك و جذورك و جذوري.
شكراً لك يوم ربّيتني صغيراً و ربّيت أطفالي كبيراً يامن و مجد و مي و رحاب الذين ما تزال الدمعة تطفر في عيونهم عندما يذكرونك و ما يزالون يحتفظون بعكازتك و جزدانك القماشي و هويتك و جواز سفرك الذي كنت تستخدمينه للحج.
شكراً لك يا حجة مريم و طيفك لا يغادر نفسي , شكراً لك و أنا كثيراً اليوم اصحو من النوم و الدموع تغرق عينيّ عندما أحلم بتلك الأيام الخوالي التي قضيتها في ظلّك, فأمسح تلك الدموع و لا أجد إلاّ الدعاء لله أن يرحمك برحمته الواسعة.
شكراً لماكنة الخياطة " سنجر" التي اشتريتها في أربعينيات القرن الماضي من فلسطين لتمكنك من تبني الفقراء و المحتاجين من أبناء بناتك و أنا واحد منهم.
فشكراً و ألف شكر يا حجتنا الغالية.
إنّ البحر ليخجل من كرمك
و تتواضع الطبيعة أمام عطاءاتك
ما رأيت إنساناً مثلك إلاّ أمي , يترك لقمته للآخرين
و يحرم نفسه ليسعد الآخرين
أنت مثل الأجداد عمق الماضي و نبراس الحاضر و حلم المستقبل