إن الحفريات التي جرت في جازر تفيد أنها كانت محاطة بسور ترابي ثخنه عشرة أقدام. وجهه من الداخل والخارج مبني من الحجر، وان سكانها قد بدأوا في هذا العصر يحرثون الأرض ويزرعون العنب والزيتون ـ ويعصرون ثمارها في معاصر منقورة في الصخورـ كما زرعوا التين والقمح والشعير والبصل والثوم والحمص والفول والخس وغيرها. وكانوا يصنعون خزفهم بأيديهم يزينونه بخطوط حمراء وبيضاء، ويضعون موتاهم في جرار وبجانبها خزف مملوء بالطعام والشراب، مما يدل على وجود ديانة بينهم وإيمان بالبعث. وكثيراً ماكانوا يحرقون تلك الجثث في كهف لهذا الغرض، وهي عادة لم يعرفها الساميون قط.
وتدل بقايا عظام الخنازير التي عثروا عليها تحت معبد (جازر) على ان الخنزير كان الحيوان المفضل للذبيحة التي تقدم إلى آلهتم. وربما كان ذلك سبباً لكراهية الساميين لهذا الحيوان وهم الذين وقدوا بعد ذلك، إلى هذه البلاد وحاربوا أهلها وناصبوهم العداء ثم حلوا فيها
سليمان صالح
شارك بتعليقك