- القمح والشعيروالذرة كانت زراعة بعلية؟
+ طبعاً
- والعنب واللوز؟
+ بعلية
- جميعها بعليه
+ نعم
- لم تكونوا تسقون المزروعات؟
+لا
- هل كانت تسقط الأمطار بشكل جيد في مناطق الزراعة ؟
+ نعم، كانت الزراعة بعلية وكانت تمطر
- وفي الصيف؟ لم تكن تحتاج للري؟
+لا، لأن الأشجار لم تكن بحاجة للري وال
يستأذن الحاج للذهاب إلى الحمام
-----------------------------------------------------------------------------
- السلام عليكم ورحمة الله
+ وعليكم السلام ورحمة الله
- كنا نتحدث عن الزراعة ، لم تكن الأشجار بحاجة للري
+ لا، كان المطر كافيًا
- هل كان في منطقتكم ندى في الصيف؟
+ نعم
- لذلك لم يكن هناك حاجة للري في الصيف؟
+ نعم
- أين كانت البيادر في القرية؟ أي جهة؟
+ الشمال والجنوب
- لماذا؟ فقط في الشمال والجنوب؟
+ لا في كل مكان، لأننا كنا نقوم بنقل المحصول باستخدام الجمال، أينما كان المحصول كان يتم نقل الانتاج
- هل كانت مساحة البيادر كبيرة؟
+ نعم، لا بأس بها
- هل كان كل شخص يعرف بالضبط أرضه ومنطقته التي يقوم بحراثتها ؟
+ طبعا تكون بجانب داره، كان دارنا في شمال البلد وتقع أرضنا بجانبها
- البساتين التي كانت تزرع بالعنب واللوز هل كانت في مناطق معينة؟
+ طبعا، خلة الطاقة
- أين كانت؟
+ في شرق البلدة
- بماذا كانت تزرع؟
+ كل شيء، العنب والزيتون
- هل كانت لكل أهل البلد أو لناس محددين؟
+ لكل عائلة كانت منطقة محددة، لكل عائلة أراضيها، كان قسم من الناس يتشاركون الأراضي
- وغير خلة الطاقة؟
+ جبل المشاع، الأراضي الميرية
- هل كنتم تزرعونها؟
+ نعم ، كنا نزرع فيها العنب والزيتون
- هل كان عنب عمواس معروف بجودته؟
+ نعم، فعمواس كانت خصبة
- هل كان هناك أنواع عنب معينة تزرعونها؟
+ طبعا ، الدابوقي، والسماري، والجندلي
- كيف يكون العنب الجندلي؟
+تكون حبات العنب متدرجة، حبات صغيرة وحبات كبيرة، وهناك العنب الحلواني والذي يسمى ( بز الحمارة) كان ذا نوعية جيدة
- هل كنتم تستخدمون أساليب الحراثة القديمة أو التراكتورات؟
+ على الدواب، وأما عند الحراثة كنا نستأجر تراكتورات
- هل كان لديكم معصرة زيتون في القرية؟
+ لا
- أين كنتم تعصرون الزيتون؟
+ في الخارج، في بيت عور
- أين كانت تقع بيت عور؟
+ على طريق رام الله
- في أي اتجاه؟
+ شمال شرق البلد؟
- هل كانت بعيدة عنكم؟
+ حوالي 12 كيلومتر
- كيف كان يتم نقل الزيتون؟
+ على الدواب، وأحيانا السيارات
- هل كانت أجرة العصر حصة زيتون أو يدفع نقدًا؟
+ نسبة، حصة
- هل كان في القرية مطحنة للحبوب والطحين؟
+ نعم كان في الدير هناك مطحنة
- هل كان يتطلب ذلك الدفع نقدا؟
+ نعم
- ومن لم يكن لديه مال؟
+ كان يدفع بجزء من الحبوب
- كان هذا لدير اللطرون
+ نعم
- كان لدى الناس أراضي كثيرة، المحصول الفائض عن الحاجة ما الذي كنتم تفعلون به؟
+ يتم بيعه
- نقدًا؟
+ نعم
- أين؟
+ في الرملة
- هل كان يأتي التجار للقرية عندكم لشراء الحبوب؟
+ نعم كانوا يأتون ويشترون الشعير والذرة
- في موسم الحصاد أو قطف العنب، لشخص كان لديه ابن أو ابنان وأرضه واسعة، هل كان الناس يساعدون بعضهم غي الحصاد؟
+ كانوا يستأجرون بعضهم
- هل كان هناك شيء اسمه العونه لمساعدة بعضكم البعض؟
+ نعم، العونة في آخر الرحلة، أما من أراد مساعدة لوقت طويل فلا يصح أن يعتمد على العونة، العونة لحاجة شغل يوم أو شيء بسيط، إنما الأرض الواسعة يستأجر صاحبها من يساعده في العمل فيها ويدفع له
- في تلك الفترة كانت تحكم حكومة الانتداب البريطاني، هل كانت الحكومة تتقدم بأي مساعدات أو قروض أو امدادكم بأساليب الري الحديثة أو تراكتورات؟
+ لا، كانت تحاربنا
- كانت معيقة لكم؟
+ نعم
- كيف ذلك؟
+ كانت تفرض ضرائب ، تخمن الأراضي المزروعة وتطلب نسبة ، إذا المزروعات التي لديك كانت تحصل عشرين طون أو ثلاثين، تفرض الحكومة ضرائب أكثر من ذلك وتأخذ المحصول بسعر بخس
- لماذا؟
+ تمهيدًا كان ذلك لإضعافنا وتمليلنا، لأنها كانت قد أعطت لليهود وعد بلفور، كان تسعى لأن تجعلنا كارهين للزراعة والعمل في الأرض ومعظم أهل القرية تركوا الزراعة لأن حكومة الانتداب كانت تقصد أن تخلق شعورًا بالملل والضجر عند الناس من محاولة زراعة الأرض لتجعلهم فيما بعد يتخلون عنها، وأحيانًا يتركون الأرض بورًا، ويذهبون للعمل حيث كان هناك مجالًا مفتوحًا في الكموب( جمع كامب) البريطانية؟
- ما معنى كموب؟
+ معسكرات بريطانية كان هناك كامبين، كامب في جنوب البلد على طريق غزة يسمى المعتقل، وكامب المطاين كان محاذيًا للقرية، حتى كانوا يعطون مجالا واسعا للناس، إذا أردت فقط الذهاب لمجرد إثبات وجودك يعطونك المال، والخدف من ذلك ان تبتعد عن الزراعة وتتخلى عن أرضك،
- كانوا يشجعون الناس أن يبيعوا أراضيهم؟
+ يضجرونهم، لكن أهل القرية كان لديهم انتماء شديد للأرض ورفضوا التخلي عنها، يتحايلون على السلطات، نوع الزراعة الذي لا يخضع لشروط الحكومة البريطانية يزرعونه، الذرة مثلًا، السمسم، هذه المحاصيل لم تكن تخضع لسياسة التخمين والضريبة،
- ما الذي كان يخضع لتلك السياسة؟
+ القمح، وكانوا التجار الصهاينة يأتون بالقمح من استراليا، يستوردونه ويدخلونه الأسواق ويغرقونها به، ويباع بسعر منافس ، فتكون تكلفة زراعة القمح وحصاده أكبر من سعر القمح الذي يأتي به هؤلاء التجار، يكون سعر الرطل في السوق قرشين ونصف، لكن تكلفة زراعته أكثر من قرشين ونصف، كانت ترمى ليرة الذهب في شوال القمح فلا تستطيع أن تعثر عليها لشدة جودة القمح( صورة بلاغية)
قمح نظيف وجيّد، كانوا يستخدمون هذه الوسائل لتكريهنا بأراضينا وبزراعتها لكننا كنا متمسكون بها، نزرع الشعير ونبيعه، والذرة، والسمسم، ونبيع السمسم للمعاصر، نشتري القمح من السوق
- لأنه كان خاضعا للتخمين
+ نعم،
- هل كان التخمين عالي؟
+ إذا كان الواحد منا ينتج 55، مثلا مرة فرصوا علينا 55 قنطارا ، وما نزرعه لا يجمع 55 قنطار، لا تجمع ، حاولنا أن نغش، أن نخلط القمح برمل كان هناك رمل من عند السيل لونه مثل لون القمح، إلا انهم اكتشفوا ما فعلنا ورفضوه، فقلنا لهم: بلطوا البحر، ولا أذكر ما الذي جرى بعدها لكن أبي طل عنيفًا معهم
- هل كنت أنت تدرس أو تعمل قبل النكبة؟
+ كنت أدرس، كنت طالبا
- المهن التي كانت موجودة في تلك الفترة، هل كانت ثابتة أو موسمية، ما المهن الثابتة كانت في وقتها؟
+ لم يكن هتاك مهن، الا الزراعة ولا غيرها، كان هناك نجارا يصنع الادوات
- إذن كان هناك منجرة في قريتكم؟
+ نعم، منجرة ونجار لصنع أدوات الحراثة
- ما كان اسمه؟
+ نعم، محمد النجار وخضر النجار كانوا إخوة، وسليمان النجار، وموسى النجار،
- كانوا من القرية
+ نعم، لأن والدهم جاء للقرية واستملك فيها
- عندما لم يكن هناك مهن، ماذا كان يغعل الشباب هل كانوا يذهبون لمدن أخرى للعمل؟
+ كانوا يذهبون للعمل مع البوليس البريطاني
- هل سبق أن ذهب أحدكم للعمل في الميناء؟
+ لا، لم يكن هناك حاجة، من كان يشمر عن ساعديه ويعمل بأرضه لم يكن له حاجة للذهاب لمكان للعمل،
- كان الأهم أن يعمل في أرضه ويثبت وجوده بذلك
+ لأن الزراعة كانت أهم، وتربية الماشية التي كانت تدر ربحاً وفيرًا، فانت يمكنك بيع مواليد الماشية واستغلال صوفها،
- هل كان لديكم أملاك قبل ال48، مثلا بيوت أو محلات؟
+ كان لدينا أراض واسعة
- أسألك عن البيوت
+ والبيوت
- هل كنتم تملكون غير البيت الذي كنتم تسكنونه؟
+ كنا نسكن ببيت كبير مثل المستعمرة
- هل يمكنك وصفه؟
+ كانت الأرض مائلة/ جهة اعلى من الاخرى، كنا نسكن في المنطقة العالية وكنا قد قمنا ببناء أربعة عقود، تسمى بعقود الصليب وتعني أربع عمدان فوق أربعة زوايا يلتقين في الأعلى ليغطين مساحة القبة، مساحة البيت
- هل كان البيت عبارة عن غرفة واحدة أو أكثر؟
+ عقد واحد، وموصولة ببعضها ( يشرح الحاج تفاصيل التصميم لكن الشرح غير واضح )
- كم مساحة العقد
+ ثمانية متر بثمانية متر، كنا نسكن المنطقة المرتفعة وننزل باستخدام الدرج للمنطقة السفلية الواسعة كنا نسميها الصيرة، لانها كانت تأوي الغنم، والمنطقة العالية كان فيها قسم للأبقار، قسم للبغال، قسم لتخزين المؤونة
- وأين كنتم تنامون؟
+ في المنطقة التي تعلوها نصعد إليها بدرج
- كيف كانت شبابيك البيت؟ مزدوجة أو مفردة؟
+ مزدوجة، وكانت الشبابيك عريضة، شبابيك شمالية فلا نحتاج لمروحة أو مكيف
- هل كانت بيوتكم أثرية قديمة أو جديدة؟
+ قام جدي ببنائها، جاء ببنّاء من عين كارم وبناها،
- هل كان لديكم محلات أخرى أو ممتلكات أخرى مؤجرة مثلا؟
+ في نفس المبنى هذا الذي اتحدث عنه كان هناك مستودعات
- كم كان لديكم من الأراضي؟
+ كان لنا أراض في جنوب القرية ، مساحة أرض كان يطلق عليها الصفار
- ما سبب تسميتها؟
+ تسمية قديمة، وأرض تسمى حوران
- هل كانت بعيدة عن وسط القرية
+ حوالي 4 كيلو متر
- هل كانت مساحتها كبيرة؟
+ طبعا، مئات الدونمات ، وقامت حكومة بريطانيا ببناء معتقل على قسم من هذه الأراضي
- من أين كانوا يأتون بالسجناء لهذا المعتقل؟
+ من كل الأحكام
- كانوا يعتقلون فيه العرب واليهود؟
+ نعم، واليهود مر عليهم أنهم قاموا بحفر نفق ليهربوا
- هل كان للبيت طراز معماري مميز؟
+ كان كله عقد صليبي
- هل لديكم أوراق ثبوتية ؟
+ الأراضي الجنوبية نعم كان لها قواشين أصدرتها حكومة الانتداب، وأما الأراضي الأخرى لم يقوموا بمسحها
- لماذا؟
+ لم يشملها المسح،أنا أذكر حينما كنت صغيرا كنت أتابع مسح الأرض حيث كان يأتي مندوبون من قبل حكومة الانتداب، كان ياتي منهم انجليز، حتى أشاروا لواحد جاء بقطعة حديد بطول 60 سم، قيل له إذهب واستخدم لفظًا نابيًا لن أقوله، ( يتحدث الحاج عن موقف عابر لكن الكلام ليس واضحًا، يبدو أنه يصف خلافًا بين شخصين حول مسح مساحة صغيرة من الأرض ثم يسترسل فيقول) وقاموا بتنظيم الشوارع، كان هنالك شارع ينحدر من اللطرون عبر وادي الندى تم تعمير عدد المباني بمحاذاته وكانت تسمى اللطرون التحتا أما بقية المباني في الأعلى فكانت تسمى اللطرون الفوقا، من شارع خط يافا القدس كان يمر بهذه الاراضي حتى يصل خط غزة، ومن هناك حيث التنظيم كان يتم عمليًا كان هنالك شارع يصل قرية القباب يمر بين الأراضي، كنا نعرف كم هي مساحة الشارع، وكل شيء كان منظماً، كان يفصل وادي الندى عن الوادي الكبير، التابع لخربة اسمها محارتين وهي من أراضي عمواس
- لماذا سميت بهذا الاسم؟
+ لأن فيها خربين مهدمات
- أثريات؟
+ نعم،
- رومانيات كنعانيات؟ قديمات ؟
+ لا، ليست رومانية، عربيات
- هل لديكم أي شهادات ميلاد؟
+ نعم، ( يناوله بيده) شهادة ميلاد أخت من اخواتي مكتوبة بالعربية والانجليزية والعبرية
- هل كتب عليها أنها صادرة عن حكومة فلسطين؟
+ الاسم: عائشة يوسف سليم محمد طه، أختي، الام: أمي ظريفة محمد طه ، عمواس مكتوبة عند عنوان الوالدين، فلسطين
- جنسية الأب فلسطيني، جنسيةالأم فلسطينية، يقرأمن الوثيقة، ويقول سنقوم بتصوير هذه الوثيقة عند انتهاء التسجيل
- هل كان لديكم ورق إحصاء للغنم؟
+عندما تدمرت القرية استطعنا بصعوبة بالغة أن نأخذ هذه الوثائق، لأن القرية بمجرد مداهمتها لم يستطع الناس أخذ شيء من ممتلكاتهم، من كان بجيبه شيئا كان يرميه، ووالدي شعر بالشفقة تجاه ولدين ابن أخي وابني ( يتحدث ربما عن ركوب الطفلين على دابة لصغر سنهما، ليس واضحا ما يقول في هذا الجزء)
- هل كان هناك وجهاء معروفين في القرية؟
+ بالطبع
- من يقومون بعقد الصلح بين المتنازعين، وطلب يد العروس عند الزواج، هل كات هناك أشخاص معروفون؟
+ بالطبع
- هل يمكنك أن تذكر أسماءهم؟
+ طبعا، عاصرت ذيب علي أحمد من دار أبو قطيش، والحاج سليم محمد طه من دار أبو قطيش، و من خلفهم كان أحمد ذيب علي، وخلفا لسليم محمد طه كان محمد سليم،ويوسف سليم، كانوا وجهاء البلدة وكان لكل عائلة وجهاء ، فيمكننا اعتبارهم وجهاء المنطقة
- هل هناك آخرون؟
+ الحاج عبد العزيز الغولة، من دار خليل، والحاج أحمد برجاس من دار خليل، ونمر أبو خليل من دار خليل، ومن دار برغش كان الحاج عبد العزيز مصطفى برغش، وأخوه موسى حسين برغش، من وجهاء المنطقة وكان من دار حمدة ذياب قدورة، كان يقوم بطلب يد العروس
- هل كانت تحدث خلافات ومشاكل في القرية؟ هل حدث وأن كان هناك مشكلة كبيرة استدعت الذهاب إلى مخفر الشرطة؟
+ لا، كان يتم حل المشكلة قبل أن تصل للمخفر
- هل كان هماك في قريتكم مخفر للشرطة؟
+ كان في فترة حكم الانتداب مركز بوليس
- هل كان قريبا من قريتكم؟
+ طبعا، كان يقع ضمن أراضي القرية
- كم كان يبعد عن وسط القرية؟
+ ليس كثيرا، حوالي كيلو متر
- هل كان المبنى كبيراً؟ يتكون منطابق أو طابقين؟
+ أكثر من طابق وما زالت معالمه موجودة إلى الآن
- هل كان رجال الشرطة إنجليز وعرب؟
+ عرب وإنجليز
- هل كانوا يقومون بحل المشكلات بين الناس؟
+ لا، قليلًا لما كانت تصلهم المشكلات، كان يتم حلها قبل أن تصلهم
- هل كان عدد العساكر كبيرًا؟
+ لا يقل عددهم عن 50-60 عسكري
- هل كان فيه سجن هذا المركز؟
+ كان هناك نظارة ( مكان احتجاز)
- هل تذكر اسم ضابط المخفر الانجليزي؟
+ ليس تماماً
- هل تم احتجاز أحد سكان القرية في ذلك المخفر؟
+ كان يحدث بعض التعديات من قبل الرعيان، على ممتلكات الدولة، يسرقون قطع حديدية أو يقطعون حبل غسيل وما شابه من أفعال، يتهمونهم( يقصد الرعيان) لكن في الغالب كان يأتي سارقون من خارج القرية ويقومون بهذه الأفعال لكنهم كانوا في المخفر يتوهمون أحيانًا بان من فعل ذلك رعيان أو أشخاص من القرية كان هناك شخص اسمه أبو سيف
- من هو أبو سيف؟
+ كان ضابطًا في المخفر
- هل كان عربيا؟
+ نعم
+ وكان هناك شخص اسمه أبو الحرادين
- هل كان عربيًا أيضًا؟
+ لا كان إنجليزيًا
- لماذا سمي بذلك الاسم؟
+ لأنه كان مغرمًا بقتل الحرادين، كان يحمل المسدس ويظل يصطاد الحرادين
- كل قرية أو منطقة كانت تشتهر بشيء معين، بماذا اشتهرت عمواس؟
+ عمواس كانت أراضيها واسعة
- ما أكثر المحاصيل التي كانت تزرع فيها؟
+ القمح والذرة والسمسم
- والعنب؟
+ العنب كان من الشجريات شرقي البلد، كنا نزرع التين والعنب
- قبل النكبة، هل قمت بعمل زيارات للمدن الفلسطينية؟
+ طبعًا، ذهبت ليافا
- هل يمكنك أن تصف لي رحلتك منذ خروجك من المنزل حتى وصولك يافا؟
+ أتذكر، أذكر أن أمي ذهبت برفقة أخي وباتت في المستشفى الفرنسي في يافا وذهبنا لزيارتها، أنا ووالدي وأفراد من العائلة، وكان هناك موجودًا البواب وكان من قريتنا،
- عندما خرجتم من عمواس ما وسيلة المواصلات التي استخدمتموها؟
+ الباص، من قريتنا للرملة، ثم من الرملة ركبنا باصًا آخر ليافا
- هل تذكر كم كانت الأجرة؟
+ لا أذكر لأنني كنت صغيرًا
- عندما وصلتم يافا أين نزلتم في محطة الباصات؟
+ نعم
- ما كان اسم المحطة؟
+ لا أذكر ، كنت صغيرًا ومشتاقًا لأمي
- وبعدما وصلتم يافا واطمأننتم على الوالدة، هل ذهبتم إلى السوق للتسوق أو ذهبتم لرؤية البحر؟
+ نعم ذهبنا، أكلنا سمك وجلسنا على شاطئ البحر
- هل ذهبتم للسينما أو المسرح؟
+ لا، ( يقول ضاحكًا) عيب، ذهبنا إلى قهوة المدفع
- ماذا شربتم في القهوة؟
+ كازوز
- خرجتم من القرية مباشرة بالباص؟
+ خرجنا من المنزل وذهبنا ووقفنا عند الخط عند سوبرماركت الشرباتي
- كم كان يبعد عنكم؟
+ كان قريبًا جدًا من مركز البوليس ، من الناحية الجنوبية قليلًا، غرب الدير وقفنا هناك وركبنا الباص، الباص كان باص يهود من شركة إيجيد القديمة، ركبنا للرملة، ثم من الرملة ركبنا بباص آخر
- أود سؤالك عن موضوع الاحتفالات الدينية والأعياد، كيف كان يتم الاحتفال بهذه المناسبات؟
+ في عيد الفطر كانت تتم صلاة العيد في بيتنا لأنه واسع، في البيت الذي ولدت فيه بيتي وبيت جدي، وذلك كان في الأيام الماطرة، وأما إذا كان الجو صحواً كانت تتم الصلاة في الخارج في البيادر، الجرون
- جميع الناس يخرجون للجرون للصلاة
+ نعم وكان من لديه حلال، وأنا أذكر أن وصل الكرم بجدي أنه بعد صلاة العيد في إحدى المرات نبّه على الناس أن من ليس بقدرته أن يشتري أضحية يضحي بها
- هذا إذن في عيد الأضحى؟
+ نعم، أن من لا يملك شراء خارف ها هي الخراف أمامكم، لكم أن تأخذوا منها صحة وعافية،
- هل كان هناك أشخاص بحاجة ويأخذون منها؟
+ نعم
- كان الناس متعاونون ومتحابون
+ نعم وكانوا كرماء
- هل تذكر خميس البيض؟
+ نعم
- ما الذي كان يفعله الناس فيه؟
+ كنا نحيي هذا اليوم، نقوم بزيارة تسمى زيارة النبي صالح، كنا نذهب للزيارة ونشاهد جميع الألعاب
- أين كان النبي صالح؟
+ غرب الرملة
- في يوم خميس البيض؟
+ نعم، أو ريما بعده بأسبوع
- لنتحدث عن الزواج، كيف كانت تتم التفاصيل منذ اليوم الأول الذي تطلب فيه يد العروس إلى ليلة الزفاف
+ كان يذهب والد العريس بصحبة الرجال الكبار في السن الذين يعرفهم، والعريس لا يد له في الأمر غالبا، يذهبون ذويه ليختاروا له، على عهدي كان مقدم العروس 60 جنيه فلسطيني ولم يكن المؤخر باهظًا، يطلبون العروس ويذهبون للرملة لكتب الكتاب، وبعدها تقام حفلة العرس، شهر كامل من الرقص والغناء،
- كان حفل العرس يأخذ وقتًا طويلًا؟
+ نعم، في كل ليلة تجتمع الناس، يقومون بعمل السامر للرجال والنساء يغنين سوية،
- عندما كانت تخرج العروس من بيت أهلها؟
+ كانت تركب على الفرس
- هل كانوا يقومون بتزيين الفرس؟
+ طبعا،
- من الذي كان يطلع العروس من بيتها أبوها ؟ عمها؟
+ والدها بالطبع إن كان موجودًا، أو اخاها الأكبر إن لم يكن موجودًا
- من الذي يقود الدابة؟
+ ما إن تخرج العروس من البيت يتولى ذلك أهل العروس
- هل كان يطلع معها صندوق؟
+ نعم صناديق لملابسها، وكان الوضع متطورًا حيث كان يطلع معها خزانة ألبسة
- هل كانت العروس عندما تمر من حارة لحارة، هل كان يوقف الموكب ما كان يسمى بشيخ الشباب؟
+ لم يكن في قريتنا شيخ شباب ولا هِدم عم ولا هِدم خال (هذه جميعها تقاليد كانت منتشرة في بعض القرى والمدن) كانت هذه العادات مكروهة لأنها تسبب مشاكل، لقد نحّت أفرادًا عن وظائفهم، أذكر أن أحدهم جاء من قرية اللطرون لخطبة فتاة، وتم الاحتيال على أحد وجهاء القرية بالقول له أنه لا يصح أن تخرج الفتاة من قرية لقرية أخرى دون الدفع لشيخ الشباب، مما سبب لوقوع مشكلة وشجار، وأصيبت أم العروس في رأسها، فرفعت دعوى ضد المختار عبد العزيز برغش، وحكومة الانتداب سحبت منه المخترة
- لذلك توقفت هذه العادة في القرية
+ نعم الناس كانت حذرة، ومنهم والدي الذي قال أن هذه العادات تؤدي لوقوع المشاكل ولا داعي لها
- ماذا كان النقوط؟
+ نقود
- هل كان الناس يأتون بالحلال؟
+ نعم
- ما الذي كانوا يقدمونه؟
+ الغنم، خرفان أو جديان
- هل كان من الممكن دفع المهر من الحلال؟
+ لا، نقدي فقط
- هل كان السامر يستمر طوال اللليل؟
+ أحيانًا كان يظل طوال الليل، سكون الجو هادئًا وتضاء اللوكسات،
- هل كانت النساء تغني أيضًا؟
+ نعم
- النساء على حدة والرجال على حدة؟
+ نعم
- في حالات الوفاة، هل كان جميع الناس يتضامنون سوية؟
+ نعم، كان جميع سكان القرية يجتمعون لدفن الميت لأن ذلك يتطلب جهدًا، يقومون بعمل مثل بيت يسموه فسقية في الأرض، ويتم إنزال الميت في القبر، ومنهم من كان يقوم بتعلية القبر، في عمواس حاليًا هناك معالم لقبر عمي شاكر مصطفى ما زالت موجودة ومكتوب عليها عبارات شعرية
- لماذا هل كان يحب الشعر؟
+ هو كان شاعرًا، اسمه شاكر مصطفى وقبره موجود في عمواس في مقبرة عمواس وليس بعيدًا عن الشارع وهي المقبرة التابعة لمقام أبو عبيدة عامر بن الجراح
- كم عدد أيام العزاء؟
+ بشكل رسمي وإجمالًا 40 يوم ويقومون بعمل التهليلة حيث يجتمع الناس ويقرؤون القرآن
- كان يأتي الناس من خارج القرية للتعزية؟
+ طبعا، كان يقوم أهل القرية بواجبهم
- هل كان هناك أي شخصيات مشهورة في قريتكم؟ مثلًا أحد الثوار أو شيخ أزهري أو طبيب أو شاعر؟
+ لم يكن هناك شعراء مشهورون، من جديد ظهر الشاعر عبد العزيز أبو غوش، وهو من طلاب المدرسة التي درست أنا فيها،
- في تلك الفترة في الأربعينات والثلاثينات لم يكن هناك أي شاعر معروف أو شيخ؟
+ نعم كان الشبخ عبد، وهو أبو الشيخ عثمان
- في فترة الاربعينات كان الناس يذهبون للحج
+ نعم ومن قبل الاربعينات
- كيف كانت طريقة الحج؟
+ كانوا يذهبون ليافا ويستخدمون سكة الحديد أو اللد حتى عريش مصر، ومن هناك ينزلون في الباخرة إلى قناة السويس ثم إلى البحر الاحمر ويتوجهون إلى جدة ويذهبون للحج،
- كان ذلك يأخذ وقتًا طويلًا إذن؟
+ طبعا، ثلاثة شهور
- هل كان الناس يذهبون لوداع الحجاج بطريقة احتفالية؟
+ كانوا يبكون كثيرًا وكانوا أيضًا يعطونهم نقوط
- وعندما يعودون
+ يحتفلون بعودتهم، حيث يجلب الحجاج الهدايا ويوزعونها
- هل كان هناك أغنيات أو شعر أو زجل محدد يقال في هذه المناسبة؟
+ نعم،
- هل تذكر مما كان يقال شيئًا؟
+ يا زاير النبي سلم على أحجاره ، كلام من هذا القبيل
- مثل أناشيد دينية؟
+ نعم، تحمل طابعًا يتعلق بالحج وكانت تسمى ترويد
- الآن سننتقل للقسم الثاني من المقابلة، وهذا القسم يهدف لنقل صورة عن معاناة اللاجئين الفلسطسنيين عند النكبة ثم في مخيمات اللجوء، ولذلك من المهم أن ننتبه اللآن للتسلسل الزمني
- هل كان لديكم في القرية أحزاب أو منظمات للثوار؟ قبل ال48؟
+ كانت ثورة ال36، التي بدأت في ال 36، استشهدت شخص من أقاربنا اسمه سعيد عبدالله مصطفى
- من أي عائلة؟
+ دار أبو قطيش
- استشهد في ال 36 أو بعد ذلك؟
+ في سنة ال36،
- كان من الثوار؟
+ نعم ، استشهد في قرية بيت محسير ولم يتجرأ والده وأقاربه أن يتحركوا من أجله أو يظهروا صلتهم به
- لماذا؟
+ خشية مما قد يحصل، كان سيحصل لهم مثلما يحصل لعوائل الشهداء اليوم بسبب الاحتلال، سيقومون بهدم بيتهم وإتلاف ممتلكاتهم والتعرض لهم، وجدي تكفل بالجثمان وقام بدفنه
- هل كان هنالك أي منظمات للثوار في عام 1945-1956؟
+ لا
- متى بدأت المناوشات والهجمات الصهيونية حينما كانوا يطلقون النار على القرية؟
+ كانت قريتنا بعيدة قليلًا،الاشتباكات الأولية كانت ضد قرية سلمة ،
- بجانب يافا
+ نعم، تعرضت القرية للهجوم عدّة مرات إلى أن سقطت، ثم أخذوا بالزحف تجاهنا تدريجيًا، لأن اللد والرملة، الرملة تعرضت لأكثر من هجوم، اللد تعرضت لهجوم واحد فسقطت، الرملة قاومت اكثر
- هل كنتم تعرفون هذه المعلومات عن طريق الصحف والإعلام؟
+ عن طريق شهود العيان
- الناس كانت تنقل الأخبار لبعضها
+ نعم شهود العيان ، كنا نرى ذلك بعيوننا نحن أيضًا لأن منطقتنا عالية ومشرفة
- هل حدثت مواجهات مباشرة بين قريتكم وبين الصهاينة؟
+ كانت تتعرض القرية كل ليلة بعد ليلة،
- هذا ما سنتحدث عنه الآن، كيف تم الهجوم؟
+ كان من نصيبنا أنه جائتنا الكتيبة الرابعة
- قبل الحديث عن الكتيبة الرابعة، هل كان بحوزة أهل القرية أسلحة؟
+ كان كل شخص يقوم ببيع ذهب زوجته( ما تملكه المرأة من حلي ذهبية) وحتى لو اضطر لبيع الفراش الذي ينام عليه ليمتلك المال الكافي لشراء قطعة سلاح
- هل كنتم تقومون بإعطاء هذه الأموال لأشخاص معينين ليذهبوا ويشتروا لكم السلاح ؟
+ كانوا يأتون عن طريق التهريب إلى الأردن
- كل شخص يذهب لوحده يشتري سلاحًا ويرجع؟
+ نعم كل شخص يذهب لوحده عن طريق التهريب، كانوا يأتون عن طريق نهر الأردن
- هل سبق أن أتى أي تجار سلاح إلى قريتكم لبيع السلاح؟
+ لا أبدًا كان كل شخص يذهب لشراء سلاحه بيده
- قبل المناوشات قمتم بشراء السلاح أو بعد؟
+ أثناء المناوشات
- من قام بتدريبكم على استخدام السلاح؟
+ إذا كان هناك شخص مدرب يقوم بتدريب الآخرين، قديمًا كانوا يمتلكون أسلحة في بعض الأحيان ،لم يمنع حظر السلاح جميع الناس من امتلاك السلاح وقتها، وعندما بدأت بريطانيا بجمع معداتها للرحيل تم السماح للناس جميعها بحمل السلاح، فكان الناس يحملون السلاح ويتدربون على استخدامه ولأن كان بعض الناس يعملون في البوليس البريطاني
- من قام بتنظيم الناس في داخل القرية؟هل كان هناك أشخاص مسؤولون عن ذلك؟
+ طبعا، خالي محمد عارف محمد طه
- هو الذي كان مسؤولًا عن ذلك
+ نعم كان على صلة مع جهات معينة ويقوم بالذهاب لإحضار العتاد وما إلى ذلك
- وهو الذي كان ينظم مسألة الدفاع عن القرية
+ نعم، ولم يكن يحصل أي هجوم على قرية من القرى إلا وينهض الناس لمعاونة بعضهم بعضًا في ردع الهجوم، كانوا أصحاب حمية ونخوة وشهامة
- هل كان هناك أي استحكامات حول القرية
+ نعم كانت الاستحكامات موجودة
- كيف كانت؟ هل قمتم بحفر خنادق ؟
+ نعم قمنا بحفر خنادق
- حول جميع القرية؟
+ نعم،
- كيف كانت تتم عملية الحراسة؟
+ من كانوا يقومون بالحراسة كانوا موزعين ، من كل عائلة كان يخرج عدد من الأشخاص يتخذون موقعًا للحراسة
- هل تذكر أنه كان هناك خلافات حول هذا الموضوع او أن الناس جميعًا كانوا متفقين؟
+ كانوا متفقين ، الجميع كان متفقًا على منع مرور القافلة من باب الواد إلى القدسوأكثر من مرة تمكنوا من تدمير القافلة ونهبها
- هل حدث وأن خرجتم في فزعة لقرى أخرى؟
+ أذكر أننا كنا صغارًا قمنا بإلقاء حقائبنا المدرسية وذهبنا لنتفرج ورأيت بعيني مجموعة تركض وكان والدي في مقدمتهم، المعركة كانت في قرية خُلدة ، كان هناك قسمًا من اليهود يركضون للوصول إلى المحجر، ومن يصل المحجر يسيطر، وقد حالف الحظ والدي، الذي على الرغم من بنيته الضعيفة إلى أنه وصل المحجر قبلهم وسيطروا عليه، لم يكن بحوزة الناس دبابات ، كان هناك مصفحة يهودية مسيطرة على المناورات وأوقعت خسائر كبيرة إلأ أنه كان هناك متطوع ألماني خبير ومدرب تسلل من بين الزرع ونسف الدبابة وارتاح الناس منها،
- تقول أنه كان هناك شخص ألماني يساعدكم في القتال؟
+ نعم كان متطوعًا، من قوات تابعة للقائد حسن سلامة واستطاع أن يصل للدبابة وضحى بنفسه من أجل الآخرين
- تقصد أنه توفي إثر العملية؟
+ نعم بالطبع، لقد قام بتفجير نفسه لتفجير الدبابة
- هل تذكر إن كان أي شخص استشهد أو جرح من القرية في هذه الفترة؟
+ نعم كان هناك من جرح، في هذه المعارك نعم، كان هناك شخص اسمه محمود درويش كسرت ساقه
- من أي عائلة؟
+ من دار حمدان
- هل ذهبتم لنجدة أي قرية أخرى أو جاءتكم نجدة منها؟
+ لا لم تكن تصلنا نجدة لأننا لم نكن نتعرض للهجوم، إلا في أيام الكتيبة االرابعة بعد أن سقطت الرملة وقرية القباب والقرى الأخرى من حولنا، ثم بدأت تتعرض قريتنا للهجوم لكن كان قد وصلنا الجيش الأردني واتخذ مواقعه، وفي الليلة التي اتخذ فيه الجيش مواقعه تعرضنا للهجوم من خمس الآاف وخمسمئة يهودي، واستمر الهجوم بعدها ، كل ليلة بعد ليلة كانوا يهاجموننا وعندما يطلع الصبح يتوقف
- كانت المناوشات تحدث في الليل فقط؟
+ نعم وكان لا يقل عن 700-800 جثة نراها ملقاه على الأرض بعد كل مناوشة، كنا نلقيها في الوديان والآبار وهكذا
- جثث من؟
+ جثث اليهود( يقصد الصهاينة) أما من استشهدوا من قريتنا فيعدون على الأصابع، ابن عمتي اسمه عطالله أحمد السعيد، وابن خال والدي توفيق العبد برغش، أصيبوا من الشظايا ( شظايا المدفعية التي كان يضرب بها الصهاينة القرية) لم يكونوا حاملين للسلاح، حسن محمود العامرية ورجل كبير بالسن كان يقال له أبو عاقلة لا أعرف اسمه الأول
- في هذه الفترة بدأ يمر لاجئين ، هل مر على قريتكم لاجئين قد شردوا من بيوتهم؟
+ مر علينا لاجئين، واستطونوا بالقرية، كان عددهم قليل
- من أي قرى كانوا؟
+ خربة سلبيت، بيت جيز،
- هل ظلوا في القرية؟
+ نعم،
- هل قمتم بمساعدهم وأعطائهم مأوى أو استاجروا؟
+ كان هناك أرض وقف قاموا ببناء مأوى فيها وكان نظرًا للظروف أيضًا دار عمي مثلًا رحلوا لعمان وتركوا بيتهم ، كنت قد رجوت أحد اللاجئين أن يسكن بيت عمي الفارغ للحفاظ عليه
- في هذه الفترة، هل رحل أي أحد من سكان القرية؟
+ نعم
- لماذا؟
+ لأنه منهم من كانوا موظفين مع سلطة المياه التابعة خط يافا القدس وكانوا يعملون في الميكانيك وماشابه، المهم أنهم سمعوا أن من يذهب لعمان سيتمكن من العثور على وظيفة جيدة وما إلى ذلك، فجاء في ذلك الوقت شخص اسمه أحمد العامرية، كان متزوجًا من امرأة تركية، وأهل زوجته كانوا هنا في عمان، جاء إلى ناعور سكن فيها لفترة، وأختي جاء زوجها وسكنوا في عمان سنة 49،
- هل أثرت المناوشات التي كانت تحدث على الوضع الاقتصادي في القرية؟
+ طبعا لقد حجبت الأراضي عنا
- تقصد أنهم بدأوا باحتلال الأراضي؟
+نعم
- وسيطروا على الأراضي التي كنتم تزرعون فيعا القمح والشعير
+ نعم قسمًا كبيرًا من الأراضي، عندما بدات مرحلة المد والجزر لم يعد الناس يستطيعون التحمل
- فأصبح الوضع الاقتصادي في القرية صعبًا، من أين كنتم تأتون بالمواد التموينية للأكل والشرب؟
+ بدأنا نخرج للعمل، نتسلل من اليهود
- كيف ذلك؟
+ كان سكان بعض القرى قد تركوا غلتهم فيها ومتلكاتهم
- كانوا يظنون أنهم سيرجعون
+ لم يكن لليهود سلطة كبيرة، بعض الدوريات كانت تمر
- هل عمد الاحتلال لتخريب الأشجار أو آبار المياه؟
+ في قريتنا لا، لم يصلوها، لكن بعد سنة ال 67 خربوا كل شيء
- هل سمعتم عن مجزرة دير ياسين؟
+ طبعا
- ما كان تأثيرها على الناس؟
+ دبت الرعب في الناس، عندما كان يسمع الناس عن جرائم الاحتلال من القتل والذبح والسلخ، دعاية( يقصد أن قصة المجزرة
كانت بروباغاندا نشرت بهدف تخويف الناس)
- هذه الدعاية سمعتموها عن طريق الأخبار أو الناس؟
+ عن طريق الناس طبعا
- إذن دب فيكم الرعب بعد انتشار القصة؟
- لم يدب الرعب فينا، نحن كانت معنوياتنا عالية واعتقد أن ما حدث في دير ياسين كان مجرد دعاية (يقصد بروباغندا) لترويع الشعب الفلسطيني، أما ما حصل في أبو شوشة كان أفظع مما حصل في دير ياسين
+ أبو شوشة
- نعم
+ أبو شوشة قرية قضاء أي مدينة؟
- غرب قريتنا، منطقة الرملة، محاذية لأرضنا
+هل كنتم تتابعون اخبار الحرب عن طريق..
- نحن كنا نفزع لنقاوم الاحتلال
+ إذن فزعتم لقرى ؟
- نعم طبعا
+ سنتحدث عن هذا الموضوع بعد الاستراحة
+ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
+ قلت لي أن الكتيبة الرابعة وصلتكم، حين وصلت ما الذي جرى؟
- بدأ الهجوم، بدأ الهجوم من قبل اليهود،
+ الكتيبة الرابعة أردنية؟
- نعم أردنية
+ هل تذكر من كان قائدها
- حابس المجالي، وأركان حرب الكتيبة محمود الروسان، وأفراد آخرون نعرفهم ، نسمع بأسماءهم
+ أنت ذكرت المعروفين والمشهورين
نعم، المشير حابس المجالي كان قائد الكتيبة الرابعة وبقيادته دافعوا عن القرية دفاعًا مستميتًا ، وأوقعوا خسارة فيهم، حيث كان لديهم مدفعية تابعة لهم ومتأخرة متواجدة تحت زيتون بيت لقية، المدفعية لا تكون في المقدمة تكون متأخرة وبعيدة قليلًا
+ هل كانت تبعد عن عمواس كثيرًا؟
- حوالي 6 أو 7 كيلومتر، وكانت الهجوم يبدأ منذ العصر، تأخذ المدفعية الأهداف ويبدأ الهجوم زحفًا في الليل، وكان يتصدى لهم النشامى ويوقعون بهم خسائر فادحة، أغلبهم كانوا يسقطون قتلى
+ هل أخذت هذه المناوشات وقتًا طويلًا؟
- حتى وقعوا الهدنة
+ هل كانت يومية ومستمرة؟
- شبه يومية، تقريبًا كل ليلة، وأما النشامى الأردنيين كانوا لا بأس بهم
+ هل كان هنالك مناضلين من القرية ينضمون إليهم؟
- طبعاً، كان العديد من شبان القرية ينضمون للقتال وكان ينظمهم ويعطيهم السلاح محمود الروسان رحمة الله عليه، كان يدعمهم بكل شيء، وكانوا سندًا ظهيرًا للجيش
+ هل استشهد أحد من أبناء القرية2:00:00في هذه الأيام؟
-2:00:01 طبعًا
+ 2:00:03 هل تذكر أسماءهم؟
-2:00:07 عبد الله حسن السعيد، توفيق عبد العزيز مصطفى حسين برغش، حسن محود العامرية الذي كان شابًا، وكان هناك رجل كبير في السن يسمى أبو عاقلة ولا أذكر اسمه
+ هل كان اليهود يقومون بضرب القرية برشاشات ثقيلة بدون مدفعية أو ماذا؟
- كانت مدفعيتهم بسيطة، لكن عندما ينشب الهجوم وتقترب القوات من بعضها لا يمكن الاعتماد على المدفعية، لأنه كان يحدث الاشتباك بالسلاح الأبيض
+ هل حصل أي اشتباك بالسلاح الأبيض؟
- نعم، بالأسلحة الخفيفة
+ هل كانت خسائر اليهود كبيرة دومًا؟
- كانت خسائرهم لا تقل عن 800 قتيل
+2:01:06 هل كان يتعرض أهل البلد للجراح؟ أو من الجيش الأردني؟ أين كان يتم علاجهم؟
- الجيش الأردني استشهد منه حوالي ثلاثة عشر شخص وهم مدفونون في قرية عمواس،
+ دفنوا في القرية ؟
- نعم، رحمهم الله
+ كان هنالك حصار اقتصادي شديد على القرية، كيف كنتم تدبرون شؤونكم في هذه الفترة؟
- والله كنا نبيع النحاس القديم الذي كنا نملكه لأن قريتنا كانت حياتها حياة طرب، كانوا يمتلكون الصوف والنحاس، وكانت هنالك أرض (فالتة) يقصد غير مملوكة لغاية محددة، كنا نقوم بفلاحتها، والكروم كلها كانت( فالتة) نستغل محصول العنب والتين، وكان الناس يعيشون على الخيرات السابقة، لأن القرية كانت تمتلك أراض واشعة تحد قريبة القباب ، وبيت جيز، وأبو شوشة، وبيت سيسين، ويالو ، ودير أيوب، ووادي الفوار الذي ينحدر من بيت نوبة شمال القرية، أراضيها كانت واسعة، والخيرات كانت موجودة، إلى أن عرفنا الطريق إلى عمان وبدأنا الذهاب إلى عمان للعمل فيها
2:02:50 + ما هو الشغل الذي كنتم تشتغلونه في عمان؟
- في البناء
+ كنتم تعملون في البناء وكنتم ترجعون في بعض الفترات
- نعم، نعم قدمت لعمان في الخمسينات وفتحت معملًا للطوب في منطقة وادي الرمم
+ عندما حدث الهجوم الأخير على القرية، قبل أن تخرجوا منها، هل كنت أنت فيها؟
- الهجوم الأخير تقصد الذي وقع سنة ال 67.؟
+ نعم، هل كنت أنت في القرية؟وقبل ال 67 هل حاولت أن تدخل للقرية لإحضار شيء معين من الداخل بعد أن احتل اليهود القرية؟
-2:03:47 نعم كانت القرى في 48 ، كانت القرى شبه معدومةا التغطية من قبل اليهود، لم يكن لديهم قوات تكفي، إنما كانت القرى ( فالتة) ويقصد هنا غير مراقبة وغير محمية، كان هناك أراض مزروعة، وأما بالنسبة للقمح فغلال القمح كانت مخزونة، كنا نتعاون على نقلها
+ هل تذكر في أحد المرات أن ذهبت وجلبت من داخل القرية شيء؟
- أنا لا أذكر لكنني رأيت،
+ رأيت؟ ما الذي أخبروك به؟
- استأجروا منّا جمالًا وذهبوا وحمّلوها قمحًا من عنابة
+ وعادوا بها وأرجعوها؟
- كان هناك أناس في الطريق اكتشفوا أن الذرة غير مقطوعة، ويخبرون غيرهم، فيذهب ليلًا آخرون لقطع الذرة( حصادها)،
+2:04:45 لقد أخبرتني يا عم أنك ذهبت لقرية أبو غوش بعد فترة
- يعد فترة، بعد توقيع الهدنة، حيث كان هنالك مراقبين للهدنة
+ هذا حدث في الخمسينات؟
- نعم، كان هناك أخت لجدي بلغنا خبر أن زوجها توفى، وأبناءها قسم مهاجر وقسم منقطع عنها وهي بحاجة لإعالة ، فلم يقبل جدي بذلك الوضع، وكوني ابن ابنه قام بإيفادي للذهاب وإحضار الجدة ، وذهبنا
+ كم كانت المسافة تبعد؟
- 15 كيلومتر،
+ وكان فيها يهود؟
- نعم،
+2:05:51 مع من ذهبت؟
- أنا وأخي ،
+ هل يكبرك أم هو أصغر منك؟
- لا أكبر،
+ ما اسمه؟
- نمر ، وكان ذلك مثل المصيدة، وألقوا القبض علينا،
+ قبل أن تصلوا القرية؟
- عندما وصلنا القرية
+ قام اليهود بحبسكم في تلك الفترة؟
- حبسونا فترة
+ أطلتم المكوث في السجن؟
-2:06:15 أذكر أن كان منهم أشخاص من الناس الذين يمسك بهم اليهود فيغيرون أسماءهم وأسماء قراهم ، ما هي ظروفهم، ما الذي حدث معهم لم نكن نعلم، أما نحن فلا ، لم يتم تغيير أسماءنا واسم قريتنا، ما اسمك؟ فلان الفلاني، من أي قرية من القرية الفلانية وهكذا
+ نعم
- هم لديهم خبرة بالبلاد( يقصد القرى) بواسطة التجار الذين كانوا يبيعون للقرى القماش، كان هنالك رجل اسمه أبو شحادة، حتى يظهر لهم أنه
+ أبو شحادة هذا يهودي؟
- نعم يهودي، تاجر قماش، والكل كان يعرف انه يهودي،
+ تاجر قماش كان يأتي إلى عمواس، فلم يكن قبل ال 48 خلاف فيما بيننا ، كان يأتي لقريتنا ونكرمه، ونقوم بواجبه، وهو يأمننا على البضاعة، ونحن كنا إذا ما ذهبنا إلى القدس زيارة نحمل له هدية ونزوره، هذا الرجل الكبير في السن. حتى كان له ابن يحمل رتبة في الشرطة اليهودية ، أراد أن يثبت إن كنا صادقين أو غير صادقين بشأن إن كنا من قرية معينة أو غير ذلك، فخصصوه بأن يقوم هو بالتحقيق معنا ، فسألني سؤال، قال: هل كان هناك يهودي يأتي لقريتكم ليبيع للقماش؟ قلت له نعم ، كانوا ثلاثة، واحد اسمه أبو شحادة، ولاحظت على وجهه أنه تغير لونه عندما نطقت بالاسم، وواحد اسمه داهوود، والثالث اسمه أبو أنور، وكان هنالك أيضًا امرأتين من حلب يهوديات يبعن القماش، لكن علاقتنا مع الجميع لم تكن قوية، لكننا كنا نعرف عنهم كل شيء، كانوا من ملل مختلفة، مثلًا: في ملة داهوود يحق للواحد أن يتزوج بنت أخته، وأما أبو شحادة لا، طباعهم كانت تقارب أطباعنا وهذا هو الذي كان لدينا علاقة معه، فانا أذكر أنني في يوم ذهبت للقدس مع جدتي ، ولم تفارق صورة ذلك الرجل مخيلتي أبدًا، حيث أوعز له أباه أن يذهب ليشتري هدية، فأنا أذكره، قلت له إنه أنت يا شحادة ، ألست أنت شحادة؟؟ ترك كل ما بيده، حيث حن لتلك الأيام، وقام وأخذ في تقبيلي، قال لي أنكم أنتم أصح الناس وأصدق الناس ! تمسكهم اسرائيل؟؟ قلت له: ما هي اسرائيل؟ هل صار لكم اسمها اسرائيل؟ قال : نعم، المهم، أثبت صحة ما نقول ولم يعد هناك تحقيق فارتحنا، وإلا لشددوا علينا وآذونا، ومن بعدها لم نتعرض لأي استفساز، لكن فيما سبق كل استخدموا كل الوسائل حتى يستفزونا ويقولون لنا " محمد يا محمد كس أختك يا محمد"
+2:10:16 تقصدهم أنهم كانوا يشتمونكم؟
- نعم ، بمنتهى الحقارة التي لم يشهد مثلها التاريخ، وهذا يدل على أنهم ليسوا حكومة إنما عصابات شاذة.
+ صحيح، صحيح، هل قضيتم وقتًا طويلُا في الحجز لديهم؟
- حوالي ما يقارب السنة
+ سنة كاملة في السجن؟
- نعم، كانوا يقومون بنقلنا ، لم يكن علينا أي أحكام، كانت أحكامنا منتهية، مثلًا اتهمونا بدخول منطقة غير مشروع الدخول إليها، وأكمالنا المدة، ثم صاروا ينقلوننا
+ بعد أن رجعتم، ظللتم في عمواس أم خرجتم منها؟
- بعد أن رجعنا اتهمتنا حكومة الأردن رضي الله عنها، بواسطة العرنكي أننا نتسلل ونذهب ونعود ، وحكمونا سنة أخرى
+ سجنتم سنة أخرى في الأردن؟
- نعم، وقضيناها في وادي عربة، معظمها
+ سجن أو ماذا؟
- إبعاد، قمنا ببناء مخفر هناك
+ تقصد انكم عملتم هناك؟
-2:11:28 نعم، كانوا يعطوننا بعض المال لشراء الطحين والطعام
+ عندما حان موعد المعركة الرئيسية التي وقعت في عمواس وبدأ الناس في الخروج من القرية،هل كنت في القرية حينها؟
- كنت في عمان، كنت أعمل في معمل لشخص اسمه ابراهيم فراج، وقطعت الضفة وذهبت إلى عمواس بينما كان القتال دائرًا هناك،
+ ذهبت للقرية أثناء القتال؟
-عنعم، قطعت الضفة من نهر الأردن من بعد ما تم نسفه، الجسر، جسر أريحا أو جسر الملك حسين كما يسمى، وتواجهت مع اليهود على مقربة من مزرعة العسل، كانوا سيطلقون علي النار إلا أن ما حدث أنني كنت أرتدي قميص سي جي سي، فتوهمي أنه لباس عسكري وعندما اطلعوا على هويتي، ثم اطلعو على ياقة القميص، هدأ الوضع، عرفت أنهم أرادو أن يستكشفوا إذا ما كان القميص عسكري أو غير ذلك، فوجدوه ملكياً وتركوني، وأعطوني نصيحة، قالوا عندما تكون الساعة الخامسة عليك أن تلتزم المكان الذي أنت فيه، لأنه يبدأ منع التجول، ونفذنا مطالبهم وبالفعل، بعدها أكملت طريقي إلى رام الله، فوجدت زوجتي وأبنائي وإخوتي ووالداي قسم منهم في بتونيا وقسم آخر في رام الله،
+2:13:36 ماذا أخبروك؟ كيف خرجو من القرية؟
- داهم اليهود القرية، وقاموا بالنداء على جميع سكان القرية وأمروهم بالخروج وإلا سيهدمون البيوت فوق رؤوس ساكنيها، وبالفعل خرجوا من بيوتهم وقالوا لهم امضوا في طريقكم إلى خارج القرية، ارحلو إلى عصيرة،
+ هل استطاع الناس أخذ عفش البيوت أو أي شيء
- لا شيء نهائيًا، لا بقرة، ولا غنمة، ولا قطعة قماش يلبسونها، ولا حذاء ينتعلونه،
+ إذن الكثير من الناس خرجوا حفاة وبملابسهم التي يرتدونها فقط
- معظمهم حفاة عراة ومشوا على أقدامهم، حتى الدواب لم يسمحوا لهم بأخذها
+ هل مرض أحد الأهالي أو توفى على الطريق؟
- من العطش، واحدة من أنسبائنا، وهي والدة زوجة أخي، أصابها الهزال من العطش الشديد وتوفت ودفنت على الطريق
+ كم من الوقت أخذت رحلة الوصول من عمواس إلى أول مكان توقفتم فيه؟
- 2:15:02 يومان أو يوم
+ كيف كان الجو حينها؟
- كانت الحرارة مرتفعة، هذا كان في 5-6-7/حزيران،
+ كيف كان الناس يأكلون ويشربون؟
- في القرى الامامية
+ ما كانت أول قرية واجهت أهل عمواس في طريقهم؟
- أول قرية خرجت معنا، بيت نوبة، يالو وعمواس وبيت نوبة خرجنا معًا ، قسم من الناس ذهب لقرية بيت لقية ولم يستقبلوهم خوفًا وجبنًا، ومن ثم أن وضع القرية نفسه مهلهل، لذلك استمر الناس في المسير حتى وصولهم إلى رام الله،
+ هل كانت المسافة بعيدة يا عم؟
- 36 كيلومتر تقريبا
+ 36 كيلو متر مشيًا!
- نعم
+ هل كانت الطريق رئيسية والمش على الأسفلت؟
-2:15:56 نعم
+ ومشى الناس مشيًا؟
- نعم، حتى أن قسمًا منهم، الشباب ، قام اليهود بأخذهم أسرى
+ هل حرروهم فيما بعد ؟ أم ظلوا معهم لفترة طويلة؟
- نعم، حررورهم لم يظلوا لفترة طويلة، وقسم كبير منهم كانوا أهاليهم قد ذهبوا لعمان فالتحقوا بهم
+ أين التقيت بهم ؟
- في رام الله ، في معمل لشخص اسمه عيسى موسى ، موظف في البلدية،
+ هل كان بحوزتهم أي شي؟ أم كانت ظروفهم صعبة
- كان لديهم بعض المال لشراء بعض اللوازم، حتى كانوا يشترون بعض البسكويت للأطفال
+ ماذا قال أهل القرية؟ هل كانوا يمشون خلال النهار ويتقفون في الليل أم ماذا؟
- المسافة لييست كبيرة، وصل الشباب إلى رام الله واستقروا فيها ، وعندما وصلت عندهم وسألتهم عن والداي قالوا أنهم تركوهم في بيت لقية وسألت اكثر، فاتضح أنهم قد ذهبوا لبتونيا،
+ ذهبت إذن لبتونيا؟
- رأسًا، ذهبت لبتونيا، وكانوا هناك، ثم رجعت إلى رام الله، وأحضرت عربة يجرها البغل، وأخذتهم في العربة إلى رام الله،
+ المسافة بعيدة؟
- بين بيتونيا ورام الله؟ ستة كيلو تقريبًا
+2:17:42وهل استقريتم في رام الله البلد المدينة أو في مخيم؟
- في غرفة معمل الطوب، في نفس المكان الذي كانت توضع به ماكينات البلاط، وعندما لم تعجبنا الحياة على ذلك المنوال، فكرنا في الخروج والذهاب إلى عمان، لأننا حاولنا أن نرجع لعمواس لكن لم يكن هناك أي أمل في الرجوع
+ هل خرج جميع سكان القرية معًا؟ أو عائلات متفرقة؟
- كل القرية معًا، مرة واحدة، قسم قد لجأ إلى الدير/ للاحتماء بالدير من الضرب وما إلى ذلك، إلا أنه قد جاء إيعاز بأن بخرجوا، فخرجوا ، واعنقد أن هناك صور للباص على طريق الدير ، قالوا له أنت يوم الأمس جئت بالفدائيين المصريين ، اركب الباص حالًاوبالفعل خرجوا ماشيين من الدير ، حاول الدير حمايتهم إلا أن اليهود لم يضعوا اعتبارًا لأي أحد، حتى المختالا أحمد ذيب قالوا له ضع الختم هنا، أمروه أن يخرجه من جيبه ويلقيه
+ عندما وصلتم عمان ياعم، كيف خرجتم من رام الله لعمان؟
- في شاحنة صغيرة(truck)
إلى أريحا ومصينا، كان ذلك مسموحًا، وصلنا النهر واجتزناه، كان هنالك سيارات
+ هل كان اليهود قد استولوا على النهر؟
- نعم ، قطعنا النهر مشياً وجئنا لعمان
+ أين سكنتم؟ في مخيم؟
- ذهبنا أولًا لمعمل ثلجي، صاحب المعمل من قرية الولجة، على طريق راس العين/ هناك استرحنا قليلًا، غسلنا ملابسنا واستحمينا، وأكملنا الطريق إلى جبل الهاشمي، حيث يسكن عمي من قبل نزوح الناس، استضافونا وسكننا عندهم إلى أن عثرنا على بيت واستأجرناه ، وأنا كنت أعمل طبعًا، لأنني ذهبت لاحضارهم وعدت، واستمررت في العمل وأعلت الجهتين
+2:20:56 هل عدت لعمواس بعد ذلك؟
- لا
+ هل حدث أن ذهب أي أحد ممن تعرف إلى عمواس وأخبرك عن التجربة؟
-لا
+ لم تعرفوا أي شيء عن عمواس بعدها
- شاهدت مرة صورة في التلفاز لشريط، كيف كان هناك شباب قد زاروا عمواس مع صحفيين، ويشرحون لهم ما الذ كان موجودًا، باب بيت دار عمي ذيب علي وابنه حكمت، قال لهم أنه كان ذلك باب حاكورة، لنحفر مكانه لنستطلع، وعندما قاموا بالحفر ظهر مكان الباب، وها من المعالم التي أثبتت وجود قرية مأهولة
+هل لكم هنا في عمان ديوان أو جمعية لأهالي عمواس؟
- نعم هنا جمعية لأهالي عمواس
+ ما الخدمات التي تقدمها للناس؟
- انتماء الناس إليها ضعيف، لكنها تساعد الضعفاء والمحتاجين
+ هل تساعد الطلاب المتعسرين؟ تعطيهم مساعدات؟
- للمتفوقين
+ القرار 194 الصادر عن جمعية الأمم المتحدة هذا القرار ينص على أنه من حقك كلاجئ أن تعود إلى ديارك وممتلكاتك واستردادها وتعويضك عن المعاناة التي عشتموها من سنة ال 1948 حتى الآن، إذا ما تم تطبيق هذا القرار، هل ستعود إلى عمواس؟
-2:22:55 وحتى لو بدون تعويض، إن تمكنت من الرجوع لعمواس وبدون مبالغة، لو تملكت الجنة وخيرت بين بقائي في الجنة وبين عودتي لعمواس، أفضل العودة إلى عمواس،
+القرار ينص على العودة وأخذ تعويض أيضًا وليس فقط العودة، أنه ينبغي أن يتم تعويضكم عن خسارتكم للمتلكات ومعاناتكم في الهجرة
- رغم كل الامتيازات التي تقوم بتعدادها، الأفضلية بالنسبة لي هو مسقط الرأس ،لست مهتمًا بالمادة( يقصد المال)
+ مهما كانت السلطة فقط تريد الرجوع إليها؟
- طبعا
+ حتى لو كانوا اليهود هم من يحكمون؟
- حتى وأن
+ وبعدها ستتدبرون الأمر
+لو فرض عليك التعويض بدون الرجوع، هل تقبل بذلك؟
- ( لا، لا شيءيعوض الانسان عن ممتلكاته، العوض اسمه عوض، وليس مكافئ(يتحدث بينما تمتلئ عيناه بالدموع ويظهر عليه الحزن والتأثر
+بعد المعاناة التي عشتموها والتشرد الذي عشتموه، ما هي نظرتك للعالم ولطريقته في التعامل مع القضية الفلسطينية وكيف هي نظرتك للعالم بهذا الخصوص؟ هل كان عادلًا؟
- لا لم ينصفونا، لم تنصفنا أي جهة من الجهات في القضية ـ هذا ما لاحظناه، ليس هناك أي أنظمة في كل الكرة الأرضية قد دعمتنا ووقفت إلى جانبنا كما ينبغي، لم يشعروا بألمنا وهم يتجاهلونا، هذا الواقع وأنا لا أتحدث من جعبتي، لا أرى استنكارًا في الصحف ولا حتى مظاهر تدل على ذلك، هذا ما نعيشه الآن، الشعب الفلسطيني يتعرض لإبادة وتصفية عرقية ، ليس هنالك أحد يقف في صف الشعب الفلسطيني، ولست وحدي من يرى ذلك، الكل يشعر بهذا التقصير، من الدول الغنية والفقيرة
+ 2:26:24 في نهاية اللقاء نود شكرك يا عم على هذه المصارحة والحديث الشيق والمعلومات التي زودتنا بها عن عمواس وعن موضوع الهجرة وكيف تمت، وبإذن الله ستعودون جميعًا لبيوتكم
- أنا لم أزد على الحقيقة شيئ وحتى أنني لم أعط الموقف حقه، ما زلت مقصرًل
+ لا تقل هذا ، لم يحدث منك أي نقصير لقد فعلت ما بوسعك وأكثرويسلم لسانك وفمك، أدعو الله ان يطيل في عمرك
- القمح والشعيروالذرة كانت زراعة بعلية؟
+ طبعاً
- والعنب واللوز؟
+ بعلية
- جميعها بعليه
+ نعم
- لم تكونوا تسقون المزروعات؟
+لا
- هل كانت تسقط الأمطار بشكل جيد في مناطق الزراعة ؟
+ نعم، كانت الزراعة بعلية وكانت تمطر
- وفي الصيف؟ لم تكن تحتاج للري؟
+لا، لأن الأشجار لم تكن بحاجة للري وال
يستأذن الحاج للذهاب إلى الحمام
-----------------------------------------------------------------------------
- السلام عليكم ورحمة الله
+ وعليكم السلام ورحمة الله
- كنا نتحدث عن الزراعة ، لم تكن الأشجار بحاجة للري
+ لا، كان المطر كافيًا
- هل كان في منطقتكم ندى في الصيف؟
+ نعم
- لذلك لم يكن هناك حاجة للري في الصيف؟
+ نعم
- أين كانت البيادر في القرية؟ أي جهة؟
+ الشمال والجنوب
- لماذا؟ فقط في الشمال والجنوب؟
+ لا في كل مكان، لأننا كنا نقوم بنقل المحصول باستخدام الجمال، أينما كان المحصول كان يتم نقل الانتاج
- هل كانت مساحة البيادر كبيرة؟
+ نعم، لا بأس بها
- هل كان كل شخص يعرف بالضبط أرضه ومنطقته التي يقوم بحراثتها ؟
+ طبعا تكون بجانب داره، كان دارنا في شمال البلد وتقع أرضنا بجانبها
- البساتين التي كانت تزرع بالعنب واللوز هل كانت في مناطق معينة؟
+ طبعا، خلة الطاقة
- أين كانت؟
+ في شرق البلدة
- بماذا كانت تزرع؟
+ كل شيء، العنب والزيتون
- هل كانت لكل أهل البلد أو لناس محددين؟
+ لكل عائلة كانت منطقة محددة، لكل عائلة أراضيها، كان قسم من الناس يتشاركون الأراضي
- وغير خلة الطاقة؟
+ جبل المشاع، الأراضي الميرية
- هل كنتم تزرعونها؟
+ نعم ، كنا نزرع فيها العنب والزيتون
- هل كان عنب عمواس معروف بجودته؟
+ نعم، فعمواس كانت خصبة
- هل كان هناك أنواع عنب معينة تزرعونها؟
+ طبعا ، الدابوقي، والسماري، والجندلي
- كيف يكون العنب الجندلي؟
+تكون حبات العنب متدرجة، حبات صغيرة وحبات كبيرة، وهناك العنب الحلواني والذي يسمى ( بز الحمارة) كان ذا نوعية جيدة
- هل كنتم تستخدمون أساليب الحراثة القديمة أو التراكتورات؟
+ على الدواب، وأما عند الحراثة كنا نستأجر تراكتورات
- هل كان لديكم معصرة زيتون في القرية؟
+ لا
- أين كنتم تعصرون الزيتون؟
+ في الخارج، في بيت عور
- أين كانت تقع بيت عور؟
+ على طريق رام الله
- في أي اتجاه؟
+ شمال شرق البلد؟
- هل كانت بعيدة عنكم؟
+ حوالي 12 كيلومتر
- كيف كان يتم نقل الزيتون؟
+ على الدواب، وأحيانا السيارات
- هل كانت أجرة العصر حصة زيتون أو يدفع نقدًا؟
+ نسبة، حصة
- هل كان في القرية مطحنة للحبوب والطحين؟
+ نعم كان في الدير هناك مطحنة
- هل كان يتطلب ذلك الدفع نقدا؟
+ نعم
- ومن لم يكن لديه مال؟
+ كان يدفع بجزء من الحبوب
- كان هذا لدير اللطرون
+ نعم
- كان لدى الناس أراضي كثيرة، المحصول الفائض عن الحاجة ما الذي كنتم تفعلون به؟
+ يتم بيعه
- نقدًا؟
+ نعم
- أين؟
+ في الرملة
- هل كان يأتي التجار للقرية عندكم لشراء الحبوب؟
+ نعم كانوا يأتون ويشترون الشعير والذرة
- في موسم الحصاد أو قطف العنب، لشخص كان لديه ابن أو ابنان وأرضه واسعة، هل كان الناس يساعدون بعضهم غي الحصاد؟
+ كانوا يستأجرون بعضهم
- هل كان هناك شيء اسمه العونه لمساعدة بعضكم البعض؟
+ نعم، العونة في آخر الرحلة، أما من أراد مساعدة لوقت طويل فلا يصح أن يعتمد على العونة، العونة لحاجة شغل يوم أو شيء بسيط، إنما الأرض الواسعة يستأجر صاحبها من يساعده في العمل فيها ويدفع له
- في تلك الفترة كانت تحكم حكومة الانتداب البريطاني، هل كانت الحكومة تتقدم بأي مساعدات أو قروض أو امدادكم بأساليب الري الحديثة أو تراكتورات؟
+ لا، كانت تحاربنا
- كانت معيقة لكم؟
+ نعم
- كيف ذلك؟
+ كانت تفرض ضرائب ، تخمن الأراضي المزروعة وتطلب نسبة ، إذا المزروعات التي لديك كانت تحصل عشرين طون أو ثلاثين، تفرض الحكومة ضرائب أكثر من ذلك وتأخذ المحصول بسعر بخس
- لماذا؟
+ تمهيدًا كان ذلك لإضعافنا وتمليلنا، لأنها كانت قد أعطت لليهود وعد بلفور، كان تسعى لأن تجعلنا كارهين للزراعة والعمل في الأرض ومعظم أهل القرية تركوا الزراعة لأن حكومة الانتداب كانت تقصد أن تخلق شعورًا بالملل والضجر عند الناس من محاولة زراعة الأرض لتجعلهم فيما بعد يتخلون عنها، وأحيانًا يتركون الأرض بورًا، ويذهبون للعمل حيث كان هناك مجالًا مفتوحًا في الكموب( جمع كامب) البريطانية؟
- ما معنى كموب؟
+ معسكرات بريطانية كان هناك كامبين، كامب في جنوب البلد على طريق غزة يسمى المعتقل، وكامب المطاين كان محاذيًا للقرية، حتى كانوا يعطون مجالا واسعا للناس، إذا أردت فقط الذهاب لمجرد إثبات وجودك يعطونك المال، والخدف من ذلك ان تبتعد عن الزراعة وتتخلى عن أرضك،
- كانوا يشجعون الناس أن يبيعوا أراضيهم؟
+ يضجرونهم، لكن أهل القرية كان لديهم انتماء شديد للأرض ورفضوا التخلي عنها، يتحايلون على السلطات، نوع الزراعة الذي لا يخضع لشروط الحكومة البريطانية يزرعونه، الذرة مثلًا، السمسم، هذه المحاصيل لم تكن تخضع لسياسة التخمين والضريبة،
- ما الذي كان يخضع لتلك السياسة؟
+ القمح، وكانوا التجار الصهاينة يأتون بالقمح من استراليا، يستوردونه ويدخلونه الأسواق ويغرقونها به، ويباع بسعر منافس ، فتكون تكلفة زراعة القمح وحصاده أكبر من سعر القمح الذي يأتي به هؤلاء التجار، يكون سعر الرطل في السوق قرشين ونصف، لكن تكلفة زراعته أكثر من قرشين ونصف، كانت ترمى ليرة الذهب في شوال القمح فلا تستطيع أن تعثر عليها لشدة جودة القمح( صورة بلاغية)
قمح نظيف وجيّد، كانوا يستخدمون هذه الوسائل لتكريهنا بأراضينا وبزراعتها لكننا كنا متمسكون بها، نزرع الشعير ونبيعه، والذرة، والسمسم، ونبيع السمسم للمعاصر، نشتري القمح من السوق
- لأنه كان خاضعا للتخمين
+ نعم،
- هل كان التخمين عالي؟
+ إذا كان الواحد منا ينتج 55، مثلا مرة فرصوا علينا 55 قنطارا ، وما نزرعه لا يجمع 55 قنطار، لا تجمع ، حاولنا أن نغش، أن نخلط القمح برمل كان هناك رمل من عند السيل لونه مثل لون القمح، إلا انهم اكتشفوا ما فعلنا ورفضوه، فقلنا لهم: بلطوا البحر، ولا أذكر ما الذي جرى بعدها لكن أبي طل عنيفًا معهم
- هل كنت أنت تدرس أو تعمل قبل النكبة؟
+ كنت أدرس، كنت طالبا
- المهن التي كانت موجودة في تلك الفترة، هل كانت ثابتة أو موسمية، ما المهن الثابتة كانت في وقتها؟
+ لم يكن هتاك مهن، الا الزراعة ولا غيرها، كان هناك نجارا يصنع الادوات
- إذن كان هناك منجرة في قريتكم؟
+ نعم، منجرة ونجار لصنع أدوات الحراثة
- ما كان اسمه؟
+ نعم، محمد النجار وخضر النجار كانوا إخوة، وسليمان النجار، وموسى النجار،
- كانوا من القرية
+ نعم، لأن والدهم جاء للقرية واستملك فيها
- عندما لم يكن هناك مهن، ماذا كان يغعل الشباب هل كانوا يذهبون لمدن أخرى للعمل؟
+ كانوا يذهبون للعمل مع البوليس البريطاني
- هل سبق أن ذهب أحدكم للعمل في الميناء؟
+ لا، لم يكن هناك حاجة، من كان يشمر عن ساعديه ويعمل بأرضه لم يكن له حاجة للذهاب لمكان للعمل،
- كان الأهم أن يعمل في أرضه ويثبت وجوده بذلك
+ لأن الزراعة كانت أهم، وتربية الماشية التي كانت تدر ربحاً وفيرًا، فانت يمكنك بيع مواليد الماشية واستغلال صوفها،
- هل كان لديكم أملاك قبل ال48، مثلا بيوت أو محلات؟
+ كان لدينا أراض واسعة
- أسألك عن البيوت
+ والبيوت
- هل كنتم تملكون غير البيت الذي كنتم تسكنونه؟
+ كنا نسكن ببيت كبير مثل المستعمرة
- هل يمكنك وصفه؟
+ كانت الأرض مائلة/ جهة اعلى من الاخرى، كنا نسكن في المنطقة العالية وكنا قد قمنا ببناء أربعة عقود، تسمى بعقود الصليب وتعني أربع عمدان فوق أربعة زوايا يلتقين في الأعلى ليغطين مساحة القبة، مساحة البيت
- هل كان البيت عبارة عن غرفة واحدة أو أكثر؟
+ عقد واحد، وموصولة ببعضها ( يشرح الحاج تفاصيل التصميم لكن الشرح غير واضح )
- كم مساحة العقد
+ ثمانية متر بثمانية متر، كنا نسكن المنطقة المرتفعة وننزل باستخدام الدرج للمنطقة السفلية الواسعة كنا نسميها الصيرة، لانها كانت تأوي الغنم، والمنطقة العالية كان فيها قسم للأبقار، قسم للبغال، قسم لتخزين المؤونة
- وأين كنتم تنامون؟
+ في المنطقة التي تعلوها نصعد إليها بدرج
- كيف كانت شبابيك البيت؟ مزدوجة أو مفردة؟
+ مزدوجة، وكانت الشبابيك عريضة، شبابيك شمالية فلا نحتاج لمروحة أو مكيف
- هل كانت بيوتكم أثرية قديمة أو جديدة؟
+ قام جدي ببنائها، جاء ببنّاء من عين كارم وبناها،
- هل كان لديكم محلات أخرى أو ممتلكات أخرى مؤجرة مثلا؟
+ في نفس المبنى هذا الذي اتحدث عنه كان هناك مستودعات
- كم كان لديكم من الأراضي؟
+ كان لنا أراض في جنوب القرية ، مساحة أرض كان يطلق عليها الصفار
- ما سبب تسميتها؟
+ تسمية قديمة، وأرض تسمى حوران
- هل كانت بعيدة عن وسط القرية
+ حوالي 4 كيلو متر
- هل كانت مساحتها كبيرة؟
+ طبعا، مئات الدونمات ، وقامت حكومة بريطانيا ببناء معتقل على قسم من هذه الأراضي
- من أين كانوا يأتون بالسجناء لهذا المعتقل؟
+ من كل الأحكام
- كانوا يعتقلون فيه العرب واليهود؟
+ نعم، واليهود مر عليهم أنهم قاموا بحفر نفق ليهربوا
- هل كان للبيت طراز معماري مميز؟
+ كان كله عقد صليبي
- هل لديكم أوراق ثبوتية ؟
+ الأراضي الجنوبية نعم كان لها قواشين أصدرتها حكومة الانتداب، وأما الأراضي الأخرى لم يقوموا بمسحها
- لماذا؟
+ لم يشملها المسح،أنا أذكر حينما كنت صغيرا كنت أتابع مسح الأرض حيث كان يأتي مندوبون من قبل حكومة الانتداب، كان ياتي منهم انجليز، حتى أشاروا لواحد جاء بقطعة حديد بطول 60 سم، قيل له إذهب واستخدم لفظًا نابيًا لن أقوله، ( يتحدث الحاج عن موقف عابر لكن الكلام ليس واضحًا، يبدو أنه يصف خلافًا بين شخصين حول مسح مساحة صغيرة من الأرض ثم يسترسل فيقول) وقاموا بتنظيم الشوارع، كان هنالك شارع ينحدر من اللطرون عبر وادي الندى تم تعمير عدد المباني بمحاذاته وكانت تسمى اللطرون التحتا أما بقية المباني في الأعلى فكانت تسمى اللطرون الفوقا، من شارع خط يافا القدس كان يمر بهذه الاراضي حتى يصل خط غزة، ومن هناك حيث التنظيم كان يتم عمليًا كان هنالك شارع يصل قرية القباب يمر بين الأراضي، كنا نعرف كم هي مساحة الشارع، وكل شيء كان منظماً، كان يفصل وادي الندى عن الوادي الكبير، التابع لخربة اسمها محارتين وهي من أراضي عمواس
- لماذا سميت بهذا الاسم؟
+ لأن فيها خربين مهدمات
- أثريات؟
+ نعم،
- رومانيات كنعانيات؟ قديمات ؟
+ لا، ليست رومانية، عربيات
- هل لديكم أي شهادات ميلاد؟
+ نعم، ( يناوله بيده) شهادة ميلاد أخت من اخواتي مكتوبة بالعربية والانجليزية والعبرية
- هل كتب عليها أنها صادرة عن حكومة فلسطين؟
+ الاسم: عائشة يوسف سليم محمد طه، أختي، الام: أمي ظريفة محمد طه ، عمواس مكتوبة عند عنوان الوالدين، فلسطين
- جنسية الأب فلسطيني، جنسيةالأم فلسطينية، يقرأمن الوثيقة، ويقول سنقوم بتصوير هذه الوثيقة عند انتهاء التسجيل
- هل كان لديكم ورق إحصاء للغنم؟
+عندما تدمرت القرية استطعنا بصعوبة بالغة أن نأخذ هذه الوثائق، لأن القرية بمجرد مداهمتها لم يستطع الناس أخذ شيء من ممتلكاتهم، من كان بجيبه شيئا كان يرميه، ووالدي شعر بالشفقة تجاه ولدين ابن أخي وابني ( يتحدث ربما عن ركوب الطفلين على دابة لصغر سنهما، ليس واضحا ما يقول في هذا الجزء)
- هل كان هناك وجهاء معروفين في القرية؟
+ بالطبع
- من يقومون بعقد الصلح بين المتنازعين، وطلب يد العروس عند الزواج، هل كات هناك أشخاص معروفون؟
+ بالطبع
- هل يمكنك أن تذكر أسماءهم؟
+ طبعا، عاصرت ذيب علي أحمد من دار أبو قطيش، والحاج سليم محمد طه من دار أبو قطيش، و من خلفهم كان أحمد ذيب علي، وخلفا لسليم محمد طه كان محمد سليم،ويوسف سليم، كانوا وجهاء البلدة وكان لكل عائلة وجهاء ، فيمكننا اعتبارهم وجهاء المنطقة
- هل هناك آخرون؟
+ الحاج عبد العزيز الغولة، من دار خليل، والحاج أحمد برجاس من دار خليل، ونمر أبو خليل من دار خليل، ومن دار برغش كان الحاج عبد العزيز مصطفى برغش، وأخوه موسى حسين برغش، من وجهاء المنطقة وكان من دار حمدة ذياب قدورة، كان يقوم بطلب يد العروس
- هل كانت تحدث خلافات ومشاكل في القرية؟ هل حدث وأن كان هناك مشكلة كبيرة استدعت الذهاب إلى مخفر الشرطة؟
+ لا، كان يتم حل المشكلة قبل أن تصل للمخفر
- هل كان هماك في قريتكم مخفر للشرطة؟
+ كان في فترة حكم الانتداب مركز بوليس
- هل كان قريبا من قريتكم؟
+ طبعا، كان يقع ضمن أراضي القرية
- كم كان يبعد عن وسط القرية؟
+ ليس كثيرا، حوالي كيلو متر
- هل كان المبنى كبيراً؟ يتكون منطابق أو طابقين؟
+ أكثر من طابق وما زالت معالمه موجودة إلى الآن
- هل كان رجال الشرطة إنجليز وعرب؟
+ عرب وإنجليز
- هل كانوا يقومون بحل المشكلات بين الناس؟
+ لا، قليلًا لما كانت تصلهم المشكلات، كان يتم حلها قبل أن تصلهم
- هل كان عدد العساكر كبيرًا؟
+ لا يقل عددهم عن 50-60 عسكري
- هل كان فيه سجن هذا المركز؟
+ كان هناك نظارة ( مكان احتجاز)
- هل تذكر اسم ضابط المخفر الانجليزي؟
+ ليس تماماً
- هل تم احتجاز أحد سكان القرية في ذلك المخفر؟
+ كان يحدث بعض التعديات من قبل الرعيان، على ممتلكات الدولة، يسرقون قطع حديدية أو يقطعون حبل غسيل وما شابه من أفعال، يتهمونهم( يقصد الرعيان) لكن في الغالب كان يأتي سارقون من خارج القرية ويقومون بهذه الأفعال لكنهم كانوا في المخفر يتوهمون أحيانًا بان من فعل ذلك رعيان أو أشخاص من القرية كان هناك شخص اسمه أبو سيف
- من هو أبو سيف؟
+ كان ضابطًا في المخفر
- هل كان عربيا؟
+ نعم
+ وكان هناك شخص اسمه أبو الحرادين
- هل كان عربيًا أيضًا؟
+ لا كان إنجليزيًا
- لماذا سمي بذلك الاسم؟
+ لأنه كان مغرمًا بقتل الحرادين، كان يحمل المسدس ويظل يصطاد الحرادين
- كل قرية أو منطقة كانت تشتهر بشيء معين، بماذا اشتهرت عمواس؟
+ عمواس كانت أراضيها واسعة
- ما أكثر المحاصيل التي كانت تزرع فيها؟
+ القمح والذرة والسمسم
- والعنب؟
+ العنب كان من الشجريات شرقي البلد، كنا نزرع التين والعنب
- قبل النكبة، هل قمت بعمل زيارات للمدن الفلسطينية؟
+ طبعًا، ذهبت ليافا
- هل يمكنك أن تصف لي رحلتك منذ خروجك من المنزل حتى وصولك يافا؟
+ أتذكر، أذكر أن أمي ذهبت برفقة أخي وباتت في المستشفى الفرنسي في يافا وذهبنا لزيارتها، أنا ووالدي وأفراد من العائلة، وكان هناك موجودًا البواب وكان من قريتنا،
- عندما خرجتم من عمواس ما وسيلة المواصلات التي استخدمتموها؟
+ الباص، من قريتنا للرملة، ثم من الرملة ركبنا باصًا آخر ليافا
- هل تذكر كم كانت الأجرة؟
+ لا أذكر لأنني كنت صغيرًا
- عندما وصلتم يافا أين نزلتم في محطة الباصات؟
+ نعم
- ما كان اسم المحطة؟
+ لا أذكر ، كنت صغيرًا ومشتاقًا لأمي
- وبعدما وصلتم يافا واطمأننتم على الوالدة، هل ذهبتم إلى السوق للتسوق أو ذهبتم لرؤية البحر؟
+ نعم ذهبنا، أكلنا سمك وجلسنا على شاطئ البحر
- هل ذهبتم للسينما أو المسرح؟
+ لا، ( يقول ضاحكًا) عيب، ذهبنا إلى قهوة المدفع
- ماذا شربتم في القهوة؟
+ كازوز
- خرجتم من القرية مباشرة بالباص؟
+ خرجنا من المنزل وذهبنا ووقفنا عند الخط عند سوبرماركت الشرباتي
- كم كان يبعد عنكم؟
+ كان قريبًا جدًا من مركز البوليس ، من الناحية الجنوبية قليلًا، غرب الدير وقفنا هناك وركبنا الباص، الباص كان باص يهود من شركة إيجيد القديمة، ركبنا للرملة، ثم من الرملة ركبنا بباص آخر
- أود سؤالك عن موضوع الاحتفالات الدينية والأعياد، كيف كان يتم الاحتفال بهذه المناسبات؟
+ في عيد الفطر كانت تتم صلاة العيد في بيتنا لأنه واسع، في البيت الذي ولدت فيه بيتي وبيت جدي، وذلك كان في الأيام الماطرة، وأما إذا كان الجو صحواً كانت تتم الصلاة في الخارج في البيادر، الجرون
- جميع الناس يخرجون للجرون للصلاة
+ نعم وكان من لديه حلال، وأنا أذكر أن وصل الكرم بجدي أنه بعد صلاة العيد في إحدى المرات نبّه على الناس أن من ليس بقدرته أن يشتري أضحية يضحي بها
- هذا إذن في عيد الأضحى؟
+ نعم، أن من لا يملك شراء خارف ها هي الخراف أمامكم، لكم أن تأخذوا منها صحة وعافية،
- هل كان هناك أشخاص بحاجة ويأخذون منها؟
+ نعم
- كان الناس متعاونون ومتحابون
+ نعم وكانوا كرماء
- هل تذكر خميس البيض؟
+ نعم
- ما الذي كان يفعله الناس فيه؟
+ كنا نحيي هذا اليوم، نقوم بزيارة تسمى زيارة النبي صالح، كنا نذهب للزيارة ونشاهد جميع الألعاب
- أين كان النبي صالح؟
+ غرب الرملة
- في يوم خميس البيض؟
+ نعم، أو ريما بعده بأسبوع
- لنتحدث عن الزواج، كيف كانت تتم التفاصيل منذ اليوم الأول الذي تطلب فيه يد العروس إلى ليلة الزفاف
+ كان يذهب والد العريس بصحبة الرجال الكبار في السن الذين يعرفهم، والعريس لا يد له في الأمر غالبا، يذهبون ذويه ليختاروا له، على عهدي كان مقدم العروس 60 جنيه فلسطيني ولم يكن المؤخر باهظًا، يطلبون العروس ويذهبون للرملة لكتب الكتاب، وبعدها تقام حفلة العرس، شهر كامل من الرقص والغناء،
- كان حفل العرس يأخذ وقتًا طويلًا؟
+ نعم، في كل ليلة تجتمع الناس، يقومون بعمل السامر للرجال والنساء يغنين سوية،
- عندما كانت تخرج العروس من بيت أهلها؟
+ كانت تركب على الفرس
- هل كانوا يقومون بتزيين الفرس؟
+ طبعا،
- من الذي كان يطلع العروس من بيتها أبوها ؟ عمها؟
+ والدها بالطبع إن كان موجودًا، أو اخاها الأكبر إن لم يكن موجودًا
- من الذي يقود الدابة؟
+ ما إن تخرج العروس من البيت يتولى ذلك أهل العروس
- هل كان يطلع معها صندوق؟
+ نعم صناديق لملابسها، وكان الوضع متطورًا حيث كان يطلع معها خزانة ألبسة
- هل كانت العروس عندما تمر من حارة لحارة، هل كان يوقف الموكب ما كان يسمى بشيخ الشباب؟
+ لم يكن في قريتنا شيخ شباب ولا هِدم عم ولا هِدم خال (هذه جميعها تقاليد كانت منتشرة في بعض القرى والمدن) كانت هذه العادات مكروهة لأنها تسبب مشاكل، لقد نحّت أفرادًا عن وظائفهم، أذكر أن أحدهم جاء من قرية اللطرون لخطبة فتاة، وتم الاحتيال على أحد وجهاء القرية بالقول له أنه لا يصح أن تخرج الفتاة من قرية لقرية أخرى دون الدفع لشيخ الشباب، مما سبب لوقوع مشكلة وشجار، وأصيبت أم العروس في رأسها، فرفعت دعوى ضد المختار عبد العزيز برغش، وحكومة الانتداب سحبت منه المخترة
- لذلك توقفت هذه العادة في القرية
+ نعم الناس كانت حذرة، ومنهم والدي الذي قال أن هذه العادات تؤدي لوقوع المشاكل ولا داعي لها
- ماذا كان النقوط؟
+ نقود
- هل كان الناس يأتون بالحلال؟
+ نعم
- ما الذي كانوا يقدمونه؟
+ الغنم، خرفان أو جديان
- هل كان من الممكن دفع المهر من الحلال؟
+ لا، نقدي فقط
- هل كان السامر يستمر طوال اللليل؟
+ أحيانًا كان يظل طوال الليل، سكون الجو هادئًا وتضاء اللوكسات،
- هل كانت النساء تغني أيضًا؟
+ نعم
- النساء على حدة والرجال على حدة؟
+ نعم
- في حالات الوفاة، هل كان جميع الناس يتضامنون سوية؟
+ نعم، كان جميع سكان القرية يجتمعون لدفن الميت لأن ذلك يتطلب جهدًا، يقومون بعمل مثل بيت يسموه فسقية في الأرض، ويتم إنزال الميت في القبر، ومنهم من كان يقوم بتعلية القبر، في عمواس حاليًا هناك معالم لقبر عمي شاكر مصطفى ما زالت موجودة ومكتوب عليها عبارات شعرية
- لماذا هل كان يحب الشعر؟
+ هو كان شاعرًا، اسمه شاكر مصطفى وقبره موجود في عمواس في مقبرة عمواس وليس بعيدًا عن الشارع وهي المقبرة التابعة لمقام أبو عبيدة عامر بن الجراح
- كم عدد أيام العزاء؟
+ بشكل رسمي وإجمالًا 40 يوم ويقومون بعمل التهليلة حيث يجتمع الناس ويقرؤون القرآن
- كان يأتي الناس من خارج القرية للتعزية؟
+ طبعا، كان يقوم أهل القرية بواجبهم
- هل كان هناك أي شخصيات مشهورة في قريتكم؟ مثلًا أحد الثوار أو شيخ أزهري أو طبيب أو شاعر؟
+ لم يكن هناك شعراء مشهورون، من جديد ظهر الشاعر عبد العزيز أبو غوش، وهو من طلاب المدرسة التي درست أنا فيها،
- في تلك الفترة في الأربعينات والثلاثينات لم يكن هناك أي شاعر معروف أو شيخ؟
+ نعم كان الشبخ عبد، وهو أبو الشيخ عثمان
- في فترة الاربعينات كان الناس يذهبون للحج
+ نعم ومن قبل الاربعينات
- كيف كانت طريقة الحج؟
+ كانوا يذهبون ليافا ويستخدمون سكة الحديد أو اللد حتى عريش مصر، ومن هناك ينزلون في الباخرة إلى قناة السويس ثم إلى البحر الاحمر ويتوجهون إلى جدة ويذهبون للحج،
- كان ذلك يأخذ وقتًا طويلًا إذن؟
+ طبعا، ثلاثة شهور
- هل كان الناس يذهبون لوداع الحجاج بطريقة احتفالية؟
+ كانوا يبكون كثيرًا وكانوا أيضًا يعطونهم نقوط
- وعندما يعودون
+ يحتفلون بعودتهم، حيث يجلب الحجاج الهدايا ويوزعونها
- هل كان هناك أغنيات أو شعر أو زجل محدد يقال في هذه المناسبة؟
+ نعم،
- هل تذكر مما كان يقال شيئًا؟
+ يا زاير النبي سلم على أحجاره ، كلام من هذا القبيل
- مثل أناشيد دينية؟
+ نعم، تحمل طابعًا يتعلق بالحج وكانت تسمى ترويد
- الآن سننتقل للقسم الثاني من المقابلة، وهذا القسم يهدف لنقل صورة عن معاناة اللاجئين الفلسطسنيين عند النكبة ثم في مخيمات اللجوء، ولذلك من المهم أن ننتبه اللآن للتسلسل الزمني
- هل كان لديكم في القرية أحزاب أو منظمات للثوار؟ قبل ال48؟
+ كانت ثورة ال36، التي بدأت في ال 36، استشهدت شخص من أقاربنا اسمه سعيد عبدالله مصطفى
- من أي عائلة؟
+ دار أبو قطيش
- استشهد في ال 36 أو بعد ذلك؟
+ في سنة ال36،
- كان من الثوار؟
+ نعم ، استشهد في قرية بيت محسير ولم يتجرأ والده وأقاربه أن يتحركوا من أجله أو يظهروا صلتهم به
- لماذا؟
+ خشية مما قد يحصل، كان سيحصل لهم مثلما يحصل لعوائل الشهداء اليوم بسبب الاحتلال، سيقومون بهدم بيتهم وإتلاف ممتلكاتهم والتعرض لهم، وجدي تكفل بالجثمان وقام بدفنه
- هل كان هنالك أي منظمات للثوار في عام 1945-1956؟
+ لا
- متى بدأت المناوشات والهجمات الصهيونية حينما كانوا يطلقون النار على القرية؟
+ كانت قريتنا بعيدة قليلًا،الاشتباكات الأولية كانت ضد قرية سلمة ،
- بجانب يافا
+ نعم، تعرضت القرية للهجوم عدّة مرات إلى أن سقطت، ثم أخذوا بالزحف تجاهنا تدريجيًا، لأن اللد والرملة، الرملة تعرضت لأكثر من هجوم، اللد تعرضت لهجوم واحد فسقطت، الرملة قاومت اكثر
- هل كنتم تعرفون هذه المعلومات عن طريق الصحف والإعلام؟
+ عن طريق شهود العيان
- الناس كانت تنقل الأخبار لبعضها
+ نعم شهود العيان ، كنا نرى ذلك بعيوننا نحن أيضًا لأن منطقتنا عالية ومشرفة
- هل حدثت مواجهات مباشرة بين قريتكم وبين الصهاينة؟
+ كانت تتعرض القرية كل ليلة بعد ليلة،
- هذا ما سنتحدث عنه الآن، كيف تم الهجوم؟
+ كان من نصيبنا أنه جائتنا الكتيبة الرابعة
- قبل الحديث عن الكتيبة الرابعة، هل كان بحوزة أهل القرية أسلحة؟
+ كان كل شخص يقوم ببيع ذهب زوجته( ما تملكه المرأة من حلي ذهبية) وحتى لو اضطر لبيع الفراش الذي ينام عليه ليمتلك المال الكافي لشراء قطعة سلاح
- هل كنتم تقومون بإعطاء هذه الأموال لأشخاص معينين ليذهبوا ويشتروا لكم السلاح ؟
+ كانوا يأتون عن طريق التهريب إلى الأردن
- كل شخص يذهب لوحده يشتري سلاحًا ويرجع؟
+ نعم كل شخص يذهب لوحده عن طريق التهريب، كانوا يأتون عن طريق نهر الأردن
- هل سبق أن أتى أي تجار سلاح إلى قريتكم لبيع السلاح؟
+ لا أبدًا كان كل شخص يذهب لشراء سلاحه بيده
- قبل المناوشات قمتم بشراء السلاح أو بعد؟
+ أثناء المناوشات
- من قام بتدريبكم على استخدام السلاح؟
+ إذا كان هناك شخص مدرب يقوم بتدريب الآخرين، قديمًا كانوا يمتلكون أسلحة في بعض الأحيان ،لم يمنع حظر السلاح جميع الناس من امتلاك السلاح وقتها، وعندما بدأت بريطانيا بجمع معداتها للرحيل تم السماح للناس جميعها بحمل السلاح، فكان الناس يحملون السلاح ويتدربون على استخدامه ولأن كان بعض الناس يعملون في البوليس البريطاني
- من قام بتنظيم الناس في داخل القرية؟هل كان هناك أشخاص مسؤولون عن ذلك؟
+ طبعا، خالي محمد عارف محمد طه
- هو الذي كان مسؤولًا عن ذلك
+ نعم كان على صلة مع جهات معينة ويقوم بالذهاب لإحضار العتاد وما إلى ذلك
- وهو الذي كان ينظم مسألة الدفاع عن القرية
+ نعم، ولم يكن يحصل أي هجوم على قرية من القرى إلا وينهض الناس لمعاونة بعضهم بعضًا في ردع الهجوم، كانوا أصحاب حمية ونخوة وشهامة
- هل كان هناك أي استحكامات حول القرية
+ نعم كانت الاستحكامات موجودة
- كيف كانت؟ هل قمتم بحفر خنادق ؟
+ نعم قمنا بحفر خنادق
- حول جميع القرية؟
+ نعم،
- كيف كانت تتم عملية الحراسة؟
+ من كانوا يقومون بالحراسة كانوا موزعين ، من كل عائلة كان يخرج عدد من الأشخاص يتخذون موقعًا للحراسة
- هل تذكر أنه كان هناك خلافات حول هذا الموضوع او أن الناس جميعًا كانوا متفقين؟
+ كانوا متفقين ، الجميع كان متفقًا على منع مرور القافلة من باب الواد إلى القدسوأكثر من مرة تمكنوا من تدمير القافلة ونهبها
- هل حدث وأن خرجتم في فزعة لقرى أخرى؟
+ أذكر أننا كنا صغارًا قمنا بإلقاء حقائبنا المدرسية وذهبنا لنتفرج ورأيت بعيني مجموعة تركض وكان والدي في مقدمتهم، المعركة كانت في قرية خُلدة ، كان هناك قسمًا من اليهود يركضون للوصول إلى المحجر، ومن يصل المحجر يسيطر، وقد حالف الحظ والدي، الذي على الرغم من بنيته الضعيفة إلى أنه وصل المحجر قبلهم وسيطروا عليه، لم يكن بحوزة الناس دبابات ، كان هناك مصفحة يهودية مسيطرة على المناورات وأوقعت خسائر كبيرة إلأ أنه كان هناك متطوع ألماني خبير ومدرب تسلل من بين الزرع ونسف الدبابة وارتاح الناس منها،
- تقول أنه كان هناك شخص ألماني يساعدكم في القتال؟
+ نعم كان متطوعًا، من قوات تابعة للقائد حسن سلامة واستطاع أن يصل للدبابة وضحى بنفسه من أجل الآخرين
- تقصد أنه توفي إثر العملية؟
+ نعم بالطبع، لقد قام بتفجير نفسه لتفجير الدبابة
- هل تذكر إن كان أي شخص استشهد أو جرح من القرية في هذه الفترة؟
+ نعم كان هناك من جرح، في هذه المعارك نعم، كان هناك شخص اسمه محمود درويش كسرت ساقه
- من أي عائلة؟
+ من دار حمدان
- هل ذهبتم لنجدة أي قرية أخرى أو جاءتكم نجدة منها؟
+ لا لم تكن تصلنا نجدة لأننا لم نكن نتعرض للهجوم، إلا في أيام الكتيبة االرابعة بعد أن سقطت الرملة وقرية القباب والقرى الأخرى من حولنا، ثم بدأت تتعرض قريتنا للهجوم لكن كان قد وصلنا الجيش الأردني واتخذ مواقعه، وفي الليلة التي اتخذ فيه الجيش مواقعه تعرضنا للهجوم من خمس الآاف وخمسمئة يهودي، واستمر الهجوم بعدها ، كل ليلة بعد ليلة كانوا يهاجموننا وعندما يطلع الصبح يتوقف
- كانت المناوشات تحدث في الليل فقط؟
+ نعم وكان لا يقل عن 700-800 جثة نراها ملقاه على الأرض بعد كل مناوشة، كنا نلقيها في الوديان والآبار وهكذا
- جثث من؟
+ جثث اليهود( يقصد الصهاينة) أما من استشهدوا من قريتنا فيعدون على الأصابع، ابن عمتي اسمه عطالله أحمد السعيد، وابن خال والدي توفيق العبد برغش، أصيبوا من الشظايا ( شظايا المدفعية التي كان يضرب بها الصهاينة القرية) لم يكونوا حاملين للسلاح، حسن محمود العامرية ورجل كبير بالسن كان يقال له أبو عاقلة لا أعرف اسمه الأول
- في هذه الفترة بدأ يمر لاجئين ، هل مر على قريتكم لاجئين قد شردوا من بيوتهم؟
+ مر علينا لاجئين، واستطونوا بالقرية، كان عددهم قليل
- من أي قرى كانوا؟
+ خربة سلبيت، بيت جيز،
- هل ظلوا في القرية؟
+ نعم،
- هل قمتم بمساعدهم وأعطائهم مأوى أو استاجروا؟
+ كان هناك أرض وقف قاموا ببناء مأوى فيها وكان نظرًا للظروف أيضًا دار عمي مثلًا رحلوا لعمان وتركوا بيتهم ، كنت قد رجوت أحد اللاجئين أن يسكن بيت عمي الفارغ للحفاظ عليه
- في هذه الفترة، هل رحل أي أحد من سكان القرية؟
+ نعم
- لماذا؟
+ لأنه منهم من كانوا موظفين مع سلطة المياه التابعة خط يافا القدس وكانوا يعملون في الميكانيك وماشابه، المهم أنهم سمعوا أن من يذهب لعمان سيتمكن من العثور على وظيفة جيدة وما إلى ذلك، فجاء في ذلك الوقت شخص اسمه أحمد العامرية، كان متزوجًا من امرأة تركية، وأهل زوجته كانوا هنا في عمان، جاء إلى ناعور سكن فيها لفترة، وأختي جاء زوجها وسكنوا في عمان سنة 49،
- هل أثرت المناوشات التي كانت تحدث على الوضع الاقتصادي في القرية؟
+ طبعا لقد حجبت الأراضي عنا
- تقصد أنهم بدأوا باحتلال الأراضي؟
+نعم
- وسيطروا على الأراضي التي كنتم تزرعون فيعا القمح والشعير
+ نعم قسمًا كبيرًا من الأراضي، عندما بدات مرحلة المد والجزر لم يعد الناس يستطيعون التحمل
- فأصبح الوضع الاقتصادي في القرية صعبًا، من أين كنتم تأتون بالمواد التموينية للأكل والشرب؟
+ بدأنا نخرج للعمل، نتسلل من اليهود
- كيف ذلك؟
+ كان سكان بعض القرى قد تركوا غلتهم فيها ومتلكاتهم
- كانوا يظنون أنهم سيرجعون
+ لم يكن لليهود سلطة كبيرة، بعض الدوريات كانت تمر
- هل عمد الاحتلال لتخريب الأشجار أو آبار المياه؟
+ في قريتنا لا، لم يصلوها، لكن بعد سنة ال 67 خربوا كل شيء
- هل سمعتم عن مجزرة دير ياسين؟
+ طبعا
- ما كان تأثيرها على الناس؟
+ دبت الرعب في الناس، عندما كان يسمع الناس عن جرائم الاحتلال من القتل والذبح والسلخ، دعاية( يقصد أن قصة المجزرة
كانت بروباغاندا نشرت بهدف تخويف الناس)
- هذه الدعاية سمعتموها عن طريق الأخبار أو الناس؟
+ عن طريق الناس طبعا
- إذن دب فيكم الرعب بعد انتشار القصة؟
- لم يدب الرعب فينا، نحن كانت معنوياتنا عالية واعتقد أن ما حدث في دير ياسين كان مجرد دعاية (يقصد بروباغندا) لترويع الشعب الفلسطيني، أما ما حصل في أبو شوشة كان أفظع مما حصل في دير ياسين
+ أبو شوشة
- نعم
+ أبو شوشة قرية قضاء أي مدينة؟
- غرب قريتنا، منطقة الرملة، محاذية لأرضنا
+هل كنتم تتابعون اخبار الحرب عن طريق..
- نحن كنا نفزع لنقاوم الاحتلال
+ إذن فزعتم لقرى ؟
- نعم طبعا
+ سنتحدث عن هذا الموضوع بعد الاستراحة
+ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
+ قلت لي أن الكتيبة الرابعة وصلتكم، حين وصلت ما الذي جرى؟
- بدأ الهجوم، بدأ الهجوم من قبل اليهود،
+ الكتيبة الرابعة أردنية؟
- نعم أردنية
+ هل تذكر من كان قائدها
- حابس المجالي، وأركان حرب الكتيبة محمود الروسان، وأفراد آخرون نعرفهم ، نسمع بأسماءهم
+ أنت ذكرت المعروفين والمشهورين
نعم، المشير حابس المجالي كان قائد الكتيبة الرابعة وبقيادته دافعوا عن القرية دفاعًا مستميتًا ، وأوقعوا خسارة فيهم، حيث كان لديهم مدفعية تابعة لهم ومتأخرة متواجدة تحت زيتون بيت لقية، المدفعية لا تكون في المقدمة تكون متأخرة وبعيدة قليلًا
+ هل كانت تبعد عن عمواس كثيرًا؟
- حوالي 6 أو 7 كيلومتر، وكانت الهجوم يبدأ منذ العصر، تأخذ المدفعية الأهداف ويبدأ الهجوم زحفًا في الليل، وكان يتصدى لهم النشامى ويوقعون بهم خسائر فادحة، أغلبهم كانوا يسقطون قتلى
+ هل أخذت هذه المناوشات وقتًا طويلًا؟
- حتى وقعوا الهدنة
+ هل كانت يومية ومستمرة؟
- شبه يومية، تقريبًا كل ليلة، وأما النشامى الأردنيين كانوا لا بأس بهم
+ هل كان هنالك مناضلين من القرية ينضمون إليهم؟
- طبعاً، كان العديد من شبان القرية ينضمون للقتال وكان ينظمهم ويعطيهم السلاح محمود الروسان رحمة الله عليه، كان يدعمهم بكل شيء، وكانوا سندًا ظهيرًا للجيش
+ هل استشهد أحد من أبناء القرية2:00:00في هذه الأيام؟
-2:00:01 طبعًا
+ 2:00:03 هل تذكر أسماءهم؟
-2:00:07 عبد الله حسن السعيد، توفيق عبد العزيز مصطفى حسين برغش، حسن محود العامرية الذي كان شابًا، وكان هناك رجل كبير في السن يسمى أبو عاقلة ولا أذكر اسمه
+ هل كان اليهود يقومون بضرب القرية برشاشات ثقيلة بدون مدفعية أو ماذا؟
- كانت مدفعيتهم بسيطة، لكن عندما ينشب الهجوم وتقترب القوات من بعضها لا يمكن الاعتماد على المدفعية، لأنه كان يحدث الاشتباك بالسلاح الأبيض
+ هل حصل أي اشتباك بالسلاح الأبيض؟
- نعم، بالأسلحة الخفيفة
+ هل كانت خسائر اليهود كبيرة دومًا؟
- كانت خسائرهم لا تقل عن 800 قتيل
+2:01:06 هل كان يتعرض أهل البلد للجراح؟ أو من الجيش الأردني؟ أين كان يتم علاجهم؟
- الجيش الأردني استشهد منه حوالي ثلاثة عشر شخص وهم مدفونون في قرية عمواس،
+ دفنوا في القرية ؟
- نعم، رحمهم الله
+ كان هنالك حصار اقتصادي شديد على القرية، كيف كنتم تدبرون شؤونكم في هذه الفترة؟
- والله كنا نبيع النحاس القديم الذي كنا نملكه لأن قريتنا كانت حياتها حياة طرب، كانوا يمتلكون الصوف والنحاس، وكانت هنالك أرض (فالتة) يقصد غير مملوكة لغاية محددة، كنا نقوم بفلاحتها، والكروم كلها كانت( فالتة) نستغل محصول العنب والتين، وكان الناس يعيشون على الخيرات السابقة، لأن القرية كانت تمتلك أراض واشعة تحد قريبة القباب ، وبيت جيز، وأبو شوشة، وبيت سيسين، ويالو ، ودير أيوب، ووادي الفوار الذي ينحدر من بيت نوبة شمال القرية، أراضيها كانت واسعة، والخيرات كانت موجودة، إلى أن عرفنا الطريق إلى عمان وبدأنا الذهاب إلى عمان للعمل فيها
2:02:50 + ما هو الشغل الذي كنتم تشتغلونه في عمان؟
- في البناء
+ كنتم تعملون في البناء وكنتم ترجعون في بعض الفترات
- نعم، نعم قدمت لعمان في الخمسينات وفتحت معملًا للطوب في منطقة وادي الرمم
+ عندما حدث الهجوم الأخير على القرية، قبل أن تخرجوا منها، هل كنت أنت فيها؟
- الهجوم الأخير تقصد الذي وقع سنة ال 67.؟
+ نعم، هل كنت أنت في القرية؟وقبل ال 67 هل حاولت أن تدخل للقرية لإحضار شيء معين من الداخل بعد أن احتل اليهود القرية؟
-2:03:47 نعم كانت القرى في 48 ، كانت القرى شبه معدومةا التغطية من قبل اليهود، لم يكن لديهم قوات تكفي، إنما كانت القرى ( فالتة) ويقصد هنا غير مراقبة وغير محمية، كان هناك أراض مزروعة، وأما بالنسبة للقمح فغلال القمح كانت مخزونة، كنا نتعاون على نقلها
+ هل تذكر في أحد المرات أن ذهبت وجلبت من داخل القرية شيء؟
- أنا لا أذكر لكنني رأيت،
+ رأيت؟ ما الذي أخبروك به؟
- استأجروا منّا جمالًا وذهبوا وحمّلوها قمحًا من عنابة
+ وعادوا بها وأرجعوها؟
- كان هناك أناس في الطريق اكتشفوا أن الذرة غير مقطوعة، ويخبرون غيرهم، فيذهب ليلًا آخرون لقطع الذرة( حصادها)،
+2:04:45 لقد أخبرتني يا عم أنك ذهبت لقرية أبو غوش بعد فترة
- يعد فترة، بعد توقيع الهدنة، حيث كان هنالك مراقبين للهدنة
+ هذا حدث في الخمسينات؟
- نعم، كان هناك أخت لجدي بلغنا خبر أن زوجها توفى، وأبناءها قسم مهاجر وقسم منقطع عنها وهي بحاجة لإعالة ، فلم يقبل جدي بذلك الوضع، وكوني ابن ابنه قام بإيفادي للذهاب وإحضار الجدة ، وذهبنا
+ كم كانت المسافة تبعد؟
- 15 كيلومتر،
+ وكان فيها يهود؟
- نعم،
+2:05:51 مع من ذهبت؟
- أنا وأخي ،
+ هل يكبرك أم هو أصغر منك؟
- لا أكبر،
+ ما اسمه؟
- نمر ، وكان ذلك مثل المصيدة، وألقوا القبض علينا،
+ قبل أن تصلوا القرية؟
- عندما وصلنا القرية
+ قام اليهود بحبسكم في تلك الفترة؟
- حبسونا فترة
+ أطلتم المكوث في السجن؟
-2:06:15 أذكر أن كان منهم أشخاص من الناس الذين يمسك بهم اليهود فيغيرون أسماءهم وأسماء قراهم ، ما هي ظروفهم، ما الذي حدث معهم لم نكن نعلم، أما نحن فلا ، لم يتم تغيير أسماءنا واسم قريتنا، ما اسمك؟ فلان الفلاني، من أي قرية من القرية الفلانية وهكذا
+ نعم
- هم لديهم خبرة بالبلاد( يقصد القرى) بواسطة التجار الذين كانوا يبيعون للقرى القماش، كان هنالك رجل اسمه أبو شحادة، حتى يظهر لهم أنه
+ أبو شحادة هذا يهودي؟
- نعم يهودي، تاجر قماش، والكل كان يعرف انه يهودي،
+ تاجر قماش كان يأتي إلى عمواس، فلم يكن قبل ال 48 خلاف فيما بيننا ، كان يأتي لقريتنا ونكرمه، ونقوم بواجبه، وهو يأمننا على البضاعة، ونحن كنا إذا ما ذهبنا إلى القدس زيارة نحمل له هدية ونزوره، هذا الرجل الكبير في السن. حتى كان له ابن يحمل رتبة في الشرطة اليهودية ، أراد أن يثبت إن كنا صادقين أو غير صادقين بشأن إن كنا من قرية معينة أو غير ذلك، فخصصوه بأن يقوم هو بالتحقيق معنا ، فسألني سؤال، قال: هل كان هناك يهودي يأتي لقريتكم ليبيع للقماش؟ قلت له نعم ، كانوا ثلاثة، واحد اسمه أبو شحادة، ولاحظت على وجهه أنه تغير لونه عندما نطقت بالاسم، وواحد اسمه داهوود، والثالث اسمه أبو أنور، وكان هنالك أيضًا امرأتين من حلب يهوديات يبعن القماش، لكن علاقتنا مع الجميع لم تكن قوية، لكننا كنا نعرف عنهم كل شيء، كانوا من ملل مختلفة، مثلًا: في ملة داهوود يحق للواحد أن يتزوج بنت أخته، وأما أبو شحادة لا، طباعهم كانت تقارب أطباعنا وهذا هو الذي كان لدينا علاقة معه، فانا أذكر أنني في يوم ذهبت للقدس مع جدتي ، ولم تفارق صورة ذلك الرجل مخيلتي أبدًا، حيث أوعز له أباه أن يذهب ليشتري هدية، فأنا أذكره، قلت له إنه أنت يا شحادة ، ألست أنت شحادة؟؟ ترك كل ما بيده، حيث حن لتلك الأيام، وقام وأخذ في تقبيلي، قال لي أنكم أنتم أصح الناس وأصدق الناس ! تمسكهم اسرائيل؟؟ قلت له: ما هي اسرائيل؟ هل صار لكم اسمها اسرائيل؟ قال : نعم، المهم، أثبت صحة ما نقول ولم يعد هناك تحقيق فارتحنا، وإلا لشددوا علينا وآذونا، ومن بعدها لم نتعرض لأي استفساز، لكن فيما سبق كل استخدموا كل الوسائل حتى يستفزونا ويقولون لنا " محمد يا محمد كس أختك يا محمد"
+2:10:16 تقصدهم أنهم كانوا يشتمونكم؟
- نعم ، بمنتهى الحقارة التي لم يشهد مثلها التاريخ، وهذا يدل على أنهم ليسوا حكومة إنما عصابات شاذة.
+ صحيح، صحيح، هل قضيتم وقتًا طويلُا في الحجز لديهم؟
- حوالي ما يقارب السنة
+ سنة كاملة في السجن؟
- نعم، كانوا يقومون بنقلنا ، لم يكن علينا أي أحكام، كانت أحكامنا منتهية، مثلًا اتهمونا بدخول منطقة غير مشروع الدخول إليها، وأكمالنا المدة، ثم صاروا ينقلوننا
+ بعد أن رجعتم، ظللتم في عمواس أم خرجتم منها؟
- بعد أن رجعنا اتهمتنا حكومة الأردن رضي الله عنها، بواسطة العرنكي أننا نتسلل ونذهب ونعود ، وحكمونا سنة أخرى
+ سجنتم سنة أخرى في الأردن؟
- نعم، وقضيناها في وادي عربة، معظمها
+ سجن أو ماذا؟
- إبعاد، قمنا ببناء مخفر هناك
+ تقصد انكم عملتم هناك؟
-2:11:28 نعم، كانوا يعطوننا بعض المال لشراء الطحين والطعام
+ عندما حان موعد المعركة الرئيسية التي وقعت في عمواس وبدأ الناس في الخروج من القرية،هل كنت في القرية حينها؟
- كنت في عمان، كنت أعمل في معمل لشخص اسمه ابراهيم فراج، وقطعت الضفة وذهبت إلى عمواس بينما كان القتال دائرًا هناك،
+ ذهبت للقرية أثناء القتال؟
-عنعم، قطعت الضفة من نهر الأردن من بعد ما تم نسفه، الجسر، جسر أريحا أو جسر الملك حسين كما يسمى، وتواجهت مع اليهود على مقربة من مزرعة العسل، كانوا سيطلقون علي النار إلا أن ما حدث أنني كنت أرتدي قميص سي جي سي، فتوهمي أنه لباس عسكري وعندما اطلعوا على هويتي، ثم اطلعو على ياقة القميص، هدأ الوضع، عرفت أنهم أرادو أن يستكشفوا إذا ما كان القميص عسكري أو غير ذلك، فوجدوه ملكياً وتركوني، وأعطوني نصيحة، قالوا عندما تكون الساعة الخامسة عليك أن تلتزم المكان الذي أنت فيه، لأنه يبدأ منع التجول، ونفذنا مطالبهم وبالفعل، بعدها أكملت طريقي إلى رام الله، فوجدت زوجتي وأبنائي وإخوتي ووالداي قسم منهم في بتونيا وقسم آخر في رام الله،
+2:13:36 ماذا أخبروك؟ كيف خرجو من القرية؟
- داهم اليهود القرية، وقاموا بالنداء على جميع سكان القرية وأمروهم بالخروج وإلا سيهدمون البيوت فوق رؤوس ساكنيها، وبالفعل خرجوا من بيوتهم وقالوا لهم امضوا في طريقكم إلى خارج القرية، ارحلو إلى عصيرة،
+ هل استطاع الناس أخذ عفش البيوت أو أي شيء
- لا شيء نهائيًا، لا بقرة، ولا غنمة، ولا قطعة قماش يلبسونها، ولا حذاء ينتعلونه،
+ إذن الكثير من الناس خرجوا حفاة وبملابسهم التي يرتدونها فقط
- معظمهم حفاة عراة ومشوا على أقدامهم، حتى الدواب لم يسمحوا لهم بأخذها
+ هل مرض أحد الأهالي أو توفى على الطريق؟
- من العطش، واحدة من أنسبائنا، وهي والدة زوجة أخي، أصابها الهزال من العطش الشديد وتوفت ودفنت على الطريق
+ كم من الوقت أخذت رحلة الوصول من عمواس إلى أول مكان توقفتم فيه؟
- 2:15:02 يومان أو يوم
+ كيف كان الجو حينها؟
- كانت الحرارة مرتفعة، هذا كان في 5-6-7/حزيران،
+ كيف كان الناس يأكلون ويشربون؟
- في القرى الامامية
+ ما كانت أول قرية واجهت أهل عمواس في طريقهم؟
- أول قرية خرجت معنا، بيت نوبة، يالو وعمواس وبيت نوبة خرجنا معًا ، قسم من الناس ذهب لقرية بيت لقية ولم يستقبلوهم خوفًا وجبنًا، ومن ثم أن وضع القرية نفسه مهلهل، لذلك استمر الناس في المسير حتى وصولهم إلى رام الله،
+ هل كانت المسافة بعيدة يا عم؟
- 36 كيلومتر تقريبا
+ 36 كيلو متر مشيًا!
- نعم
+ هل كانت الطريق رئيسية والمش على الأسفلت؟
-2:15:56 نعم
+ ومشى الناس مشيًا؟
- نعم، حتى أن قسمًا منهم، الشباب ، قام اليهود بأخذهم أسرى
+ هل حرروهم فيما بعد ؟ أم ظلوا معهم لفترة طويلة؟
- نعم، حررورهم لم يظلوا لفترة طويلة، وقسم كبير منهم كانوا أهاليهم قد ذهبوا لعمان فالتحقوا بهم
+ أين التقيت بهم ؟
- في رام الله ، في معمل لشخص اسمه عيسى موسى ، موظف في البلدية،
+ هل كان بحوزتهم أي شي؟ أم كانت ظروفهم صعبة
- كان لديهم بعض المال لشراء بعض اللوازم، حتى كانوا يشترون بعض البسكويت للأطفال
+ ماذا قال أهل القرية؟ هل كانوا يمشون خلال النهار ويتقفون في الليل أم ماذا؟
- المسافة لييست كبيرة، وصل الشباب إلى رام الله واستقروا فيها ، وعندما وصلت عندهم وسألتهم عن والداي قالوا أنهم تركوهم في بيت لقية وسألت اكثر، فاتضح أنهم قد ذهبوا لبتونيا،
+ ذهبت إذن لبتونيا؟
- رأسًا، ذهبت لبتونيا، وكانوا هناك، ثم رجعت إلى رام الله، وأحضرت عربة يجرها البغل، وأخذتهم في العربة إلى رام الله،
+ المسافة بعيدة؟
- بين بيتونيا ورام الله؟ ستة كيلو تقريبًا
+2:17:42وهل استقريتم في رام الله البلد المدينة أو في مخيم؟
- في غرفة معمل الطوب، في نفس المكان الذي كانت توضع به ماكينات البلاط، وعندما لم تعجبنا الحياة على ذلك المنوال، فكرنا في الخروج والذهاب إلى عمان، لأننا حاولنا أن نرجع لعمواس لكن لم يكن هناك أي أمل في الرجوع
+ هل خرج جميع سكان القرية معًا؟ أو عائلات متفرقة؟
- كل القرية معًا، مرة واحدة، قسم قد لجأ إلى الدير/ للاحتماء بالدير من الضرب وما إلى ذلك، إلا أنه قد جاء إيعاز بأن بخرجوا، فخرجوا ، واعنقد أن هناك صور للباص على طريق الدير ، قالوا له أنت يوم الأمس جئت بالفدائيين المصريين ، اركب الباص حالًاوبالفعل خرجوا ماشيين من الدير ، حاول الدير حمايتهم إلا أن اليهود لم يضعوا اعتبارًا لأي أحد، حتى المختالا أحمد ذيب قالوا له ضع الختم هنا، أمروه أن يخرجه من جيبه ويلقيه
+ عندما وصلتم عمان ياعم، كيف خرجتم من رام الله لعمان؟
- في شاحنة صغيرة(truck)
إلى أريحا ومصينا، كان ذلك مسموحًا، وصلنا النهر واجتزناه، كان هنالك سيارات
+ هل كان اليهود قد استولوا على النهر؟
- نعم ، قطعنا النهر مشياً وجئنا لعمان
+ أين سكنتم؟ في مخيم؟
- ذهبنا أولًا لمعمل ثلجي، صاحب المعمل من قرية الولجة، على طريق راس العين/ هناك استرحنا قليلًا، غسلنا ملابسنا واستحمينا، وأكملنا الطريق إلى جبل الهاشمي، حيث يسكن عمي من قبل نزوح الناس، استضافونا وسكننا عندهم إلى أن عثرنا على بيت واستأجرناه ، وأنا كنت أعمل طبعًا، لأنني ذهبت لاحضارهم وعدت، واستمررت في العمل وأعلت الجهتين
+2:20:56 هل عدت لعمواس بعد ذلك؟
- لا
+ هل حدث أن ذهب أي أحد ممن تعرف إلى عمواس وأخبرك عن التجربة؟
-لا
+ لم تعرفوا أي شيء عن عمواس بعدها
- شاهدت مرة صورة في التلفاز لشريط، كيف كان هناك شباب قد زاروا عمواس مع صحفيين، ويشرحون لهم ما الذ كان موجودًا، باب بيت دار عمي ذيب علي وابنه حكمت، قال لهم أنه كان ذلك باب حاكورة، لنحفر مكانه لنستطلع، وعندما قاموا بالحفر ظهر مكان الباب، وها من المعالم التي أثبتت وجود قرية مأهولة
+هل لكم هنا في عمان ديوان أو جمعية لأهالي عمواس؟
- نعم هنا جمعية لأهالي عمواس
+ ما الخدمات التي تقدمها للناس؟
- انتماء الناس إليها ضعيف، لكنها تساعد الضعفاء والمحتاجين
+ هل تساعد الطلاب المتعسرين؟ تعطيهم مساعدات؟
- للمتفوقين
+ القرار 194 الصادر عن جمعية الأمم المتحدة هذا القرار ينص على أنه من حقك كلاجئ أن تعود إلى ديارك وممتلكاتك واستردادها وتعويضك عن المعاناة التي عشتموها من سنة ال 1948 حتى الآن، إذا ما تم تطبيق هذا القرار، هل ستعود إلى عمواس؟
-2:22:55 وحتى لو بدون تعويض، إن تمكنت من الرجوع لعمواس وبدون مبالغة، لو تملكت الجنة وخيرت بين بقائي في الجنة وبين عودتي لعمواس، أفضل العودة إلى عمواس،
+القرار ينص على العودة وأخذ تعويض أيضًا وليس فقط العودة، أنه ينبغي أن يتم تعويضكم عن خسارتكم للمتلكات ومعاناتكم في الهجرة
- رغم كل الامتيازات التي تقوم بتعدادها، الأفضلية بالنسبة لي هو مسقط الرأس ،لست مهتمًا بالمادة( يقصد المال)
+ مهما كانت السلطة فقط تريد الرجوع إليها؟
- طبعا
+ حتى لو كانوا اليهود هم من يحكمون؟
- حتى وأن
+ وبعدها ستتدبرون الأمر
+لو فرض عليك التعويض بدون الرجوع، هل تقبل بذلك؟
- ( لا، لا شيءيعوض الانسان عن ممتلكاته، العوض اسمه عوض، وليس مكافئ(يتحدث بينما تمتلئ عيناه بالدموع ويظهر عليه الحزن والتأثر
+بعد المعاناة التي عشتموها والتشرد الذي عشتموه، ما هي نظرتك للعالم ولطريقته في التعامل مع القضية الفلسطينية وكيف هي نظرتك للعالم بهذا الخصوص؟ هل كان عادلًا؟
- لا لم ينصفونا، لم تنصفنا أي جهة من الجهات في القضية ـ هذا ما لاحظناه، ليس هناك أي أنظمة في كل الكرة الأرضية قد دعمتنا ووقفت إلى جانبنا كما ينبغي، لم يشعروا بألمنا وهم يتجاهلونا، هذا الواقع وأنا لا أتحدث من جعبتي، لا أرى استنكارًا في الصحف ولا حتى مظاهر تدل على ذلك، هذا ما نعيشه الآن، الشعب الفلسطيني يتعرض لإبادة وتصفية عرقية ، ليس هنالك أحد يقف في صف الشعب الفلسطيني، ولست وحدي من يرى ذلك، الكل يشعر بهذا التقصير، من الدول الغنية والفقيرة
+ 2:26:24 في نهاية اللقاء نود شكرك يا عم على هذه المصارحة والحديث الشيق والمعلومات التي زودتنا بها عن عمواس وعن موضوع الهجرة وكيف تمت، وبإذن الله ستعودون جميعًا لبيوتكم
- أنا لم أزد على الحقيقة شيئ وحتى أنني لم أعط الموقف حقه، ما زلت مقصرًل
+ لا تقل هذا ، لم يحدث منك أي نقصير لقد فعلت ما بوسعك وأكثرويسلم لسانك وفمك، أدعو الله ان يطيل في عمرك
شارك بتعليقك