+السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، اليوم الخميس 24 من شهر تموز لعام 2003، نرحب بكم في مقابلة جديدة من برنامج التاريخ الشفوي للنكبة الفلسطينية، هذا البرنامج الذي يستهدف تدوين وتوثيق الذاكرة الفسطينية عن النكبة، الجهات المسؤولة عنه تحالف العودة إلى فلسطين في أمريكا وفلسطين في الذاكرة.
أسئلة هذه المقابلة تقسم إلى قسمين، القسم الأول من الأسئلة يهدف إلى تكوين صورة عن الحالة الإنسانية والاجتماعية والثقافية قبل النكبة لشعب فلسطين، والقسم الثاني يهدف لنقل صورة عن معاناة اللاجئين الفلسطينيين خلال النكبة وفي مخيمات اللجوء والشتات.
+نحن الآن في بيت الحاج أبو مصطفى، والسؤال الأول هو طلب التعريف بالاسم الكامل؟تفضل
-ابراهيم مصطفى ابراهيم ، هذا هو اسمي الكامل
+ مع اسم العائلة؟ لو سمحت
-طه الشيخ
+ تاريخ الميلاد؟
- عام 1914،
+ ما هو اسم قريتك؟
- عمواس
+عمواس قضاء أي مدينة؟
- قضاء اللد كانت،أو القدس
+سنأتي على شرح هذا الموضوع لاحقًا خلال المقابلة، ما هو الاسم الكامل لوالدك؟
- مصطفى ابراهيم ناصر
+ ما هو الاسم الكامل للوالدة؟
- رقية محمد علي
+ هل يمكنك تعريفنا بقريتك عمواس؟
- مثلًا؟
+كم تبعد عمواس عن المدينة؟عن القدس؟
- تبعد عن القدس 28 كيلو متر
+ ما هي أسماء القرى المجاورة لعمواس؟ولنأخذها من الاتجاهات، لنبدأ من الشمال ، ما هي أقرب القرى المجاورة لعمواس ؟
- نبدأ من الشمال؟
+ نعم لو سمحت
- من الشمال أولًا خربة عجنجول، ومن ثم البرج
+ كم تبعد هذه القرى؟
- قريبة من بعضها البعض، 3 أو 4 كيلومتر، من عجنجول إلى سلبيت، ثلاث أو أربع قرى، المسافة فيما بينها لا تزيد عن 7 أو 8 كيلومتر
+ ومن الجهة الشرقية؟
- لا لم ننتهي من الشمال، ذكرنا البرج، وبيرماعين، وبيت شنة، وسلبيت،والبويرة
+ ومن الجهة الشرقية؟
- نسنطيع القول، بيت نوبة، ويالو ، بيت نوبة تقع في جهة الشمال الشرقي، ومن ثم دير أيوب
+ كم تبعد هذه القرى عن عمواس؟
- 4 كيلومتر
+ومن الجهة الجنوبية؟
- بيت محسير بعيدة قليلًا،
+ تقريبًا كم تبعد؟
- ممكن أكثر من 10 كيلو متر
+ ومن الجهة الغربية؟
- ما زلنا نتحدث عن الجهة الجنوبية، بيت جيز تقع على حدود قريتنا، بين قريتنا وبيت جيز ما يقل عن 200 متر ، ودير محيسن، وصيدون، وأبو شوشة، والقباب،
+كم تبعد هذه القرى عن عمواس تقريبًا؟
- أبو شوشة وصيدون بعيدتان قليلًا، ممكن 8 كيلو مترأو أكثر ، أما القباب فتبعد تقريبًا 5 كيلو متر
+ ومن الجهة الغربية؟
- القباب من الجهة الغربية،
+ هل تستطيع ذكر الطريق الرئيسية التي كانت تربط عمواس بمدينة القدس والمدن الفلسطينية الأخرى
- تقع عمواس على مربع طرق، طريق تمتد شرقًا إلى القدس وطريق إلى الجنوب إلى غزة، هي طريق معبدة من فترة الانتداب ، وحتى من زمن الأتراك ، ثم هنالك شارع غربي يصل إلى اللد والرملة ويافا، وشارع يمتد إلى الشمال يوصل إلى رام الله
+ الطرق الترابية والفرعية الت يتربط عمواس مع القرى المجاورة، هل تذكرها؟
- نعم اتذكرها، لكن هذه الطرق لم تكن مسمّاه ، كنا نقول مثلًا: طريق سلبيت، طريق كذا ، طريق كذا
+ عمواس التي كانت تتبع قضاء الرملة قبل ال 48، هل كان يوجد حولها مستوطنات لليهود؟
- لأ، أبدًا، لا شيء، أرض عمواس بالذات لم تطأها قدم يهودي
+ نريد الرجوع بالذاكرة إلى ما قبل النكبة بمئة أو مئتين سنة، ماذا كان يقول كبار السن من عائلتك آل الشيخ، كيف أتوا إلى عمواس؟ وقبل أي مئة عام أو ألف عام جاؤوا إلى عمواس؟
- والله أظن التاريخ مش مفهوم، كان هنالك مقام، لجدك، كنا أصحاب طريقة( يقصد طريقة صوفية)والمفام كان لجدك أبو غوش ، على المقام لافتة، لكن مع مرور الزمن بات من الصعب على الناس قراءتها لعدم وضوحها، كان ياتي أشخاص معنيون بالآثار ، للمكان. إذا أردنا الحديث عن النسب، نسب والدي وجدي وأبو جدي، وجد جدي، بإمكاننا القول مصطفى ابراهيم ناصر مصطفى اسماعيل أحمد ، نسبنا يمتد إلى خمسين ستين اسم ،يمتد نسبنا إلى العباس ، سيدنا العباس ، رضي الله عنه. ومن ثم يقف نسبنا إلى هنا، ثم يمتد إلى سلالة النبي عليه الصلاة والسلام، مثلًا: إلى قصي بن كلاب ابن كذا، وكذا إلى أن يصل إلى سيدنا ابراهيم
+ ماذا تقول بخصوص من قبل كم عام كانت عائلة آل الشيخ كانت موجودة في عمواس وفلسطين؟
- عائلتي - والله أعلم- كما تعلم أهل عمواس وغير عمواس وصلوا إلى فلسطين مع الفتوحات الإسلامية ، مثلًا من عمواس إلى قرية لفتا تسمى المنطقة باريبالك، ومن ثم منطقة سلواد وما حولها تسمى الحسينية، وتتبع لعبد الفتاح درويش، تعتبر منطقتنا يمنية، أما منطقة الخليل فهي قيسية ، هكذا كانت الأمور، كانت تستعمل عندما يأخذ القيسية عروس من المناطق اليمنية، كان ينشب عراكًا إذا لم ترتدي العروس اللون الأحمر( توضيح للمترجم: في هذا الجزء تطرق الحاج إلى مسألة الصراع الذي كان قائمًا بين القبائل القيسية واليمنية )
+ ما قصدته حاج أبو مصطفى أن عائلتك آل الشيخ ليست طارئة على فلسطين وعمواس
- نعم بالتأكيد، كانت عائلتي مقيمة هناك منذ زمن طويل جدًا ، أصل عائلة أبو غوش يرجع لعمواس ،وقرية أبو غوش كانت تسمى قرية العنباوي
+كم عمر قرية عمواس؟
- عمواس كانت عبارة عن خربة تابعة لأبو غوش ومن كانوا فيها كلهم كانوا فلاحين، وأصحاب الأراضي كانوا يعطونها للفلاحين ليعملوا فيها، يقومون بحراثتها، ودراسة الحبوب، وفي وقت البيدر يأتون ليأخذوا نصيبهم المستحق ثم يعودون إلى أبو غوش . مثلًا جدي والد والدي مدفون في أبو غوش وليس في عمواس، لم يسكن عمواس ، ثم نشب بينهم عراكًا عام 1322أو 1323، للهجرة، مضى عليها الآن ما يقارب مئة وعشرين أو مئة وثلاثين سنة
وجراء ذلك العراك انقسم الناس، فتقسمت عمواس وأبو غوش على الناس ، وأصبحت الاثنتان على اعتبار أنهما قرية واحدة
+ هل تستطيع تقسيم عمواس على شكل حارات ما قبل ال48؟
- حارة دار الشيخ
+ في أي جهة تقع حارة دار الشيخ؟
- من الجهة الغربية، ومن ثم دار أبو قطيش من الجهة الغربية ومن الجهة الشرقية ، ودار حسّان من الجهة الجنوبية، ودار خليل من الجهة الشمالية ، ودار حمدة من الجهة الشرقية، هذه الحارات الخمس
+ أنا قصدت الحارات وليس أسماء العائلات
- هي مسماه بأسماء العائلات، حارة دار حسان وحارة دار الشيخ وحارة دار خليل
+ كم كان عدد المدارس في عمواس؟
- مدرستين، مدرسة للذكور ومدرسة للإناثث
+ أين تقع هذ المدارس؟
- مدرسة الذكور كانت بجانب الكنيسة جنوب القرية،
+ كم تبعد المدرسة عن مركز القرية؟
- تقريبًا مئتي متر
+ هل تذكر اسم مدير المدرسة أو من تعاقب عليها من مدراء؟
- محمود عبد الحميد أبو غوش، ثم جاء من بعده علي بدوان، ثم جاء مدير آخر لا أذكر اسمه الىن، ثم من بعده مصطفى خليل القيساني، ومن ثم يعقوب عبد الرحيم
+ هذه المدرسة كانت تتبع لدائرة المعارف؟
-نعم
+ هل تذكر أسماء بعض مدرسيها؟
- نعم، ابراهيم جبريل، وابراهيم الأدهم، ، وغيرهم
+أين كانت تقع مدرسة البنات في عمواس؟
- في الطرف الغربي من القرية
+ هل تذكر اسم المدير أو المديرة ؟
- المديرة كان اسمها رباب، ولا أعرف من أي قرية أو مدينة هي
+ إلى أي صف من المراحل الدراسية كانت مدرسة الذكورتشمل؟
-كانت تشمل الصفوف الدراسية حتى الصف العاشر
+ وكدرسة البنات؟
-ومدرسة البنات للصف العاشر أيضًا
+ أين كان يكمل طلاب عمواس دراستهم بعد الانتهاء من الدراسة في مدارس عمواس؟
- في رام الله، من أراد أن يتم الدراسة للحصول على شهادة التوجيهي كان يذهب إلى رام الله، أو البيرة على وجه الدقة، وكان هناك أيضًا مدرسة السكاكيني، كان يذهب الطلاب إلى مدرسة رام الله لأنها أقرب، وفي حال عدم وجود فرصة كانوا يذهبون إلى القدس
+كم مسجد كان في قرية عمواس؟
- مسجدين
+ أين يقع كل منها؟
- الأول في شمال القرية، في حارة دار الشيخ
+ كم يبعد عن وسط القرية؟
- جميع القرية من منطقة الكنيسة إلى شمالها لا تتعدى 500 متر ، اما ناحية الشمال الشرقي فتمتد إلى كيلو متر
+ إذن المسجد الأول في الجهة الشمالية؟
- نعم والثاني في الجهة الجنوبية
+ هل تذكر اسم المؤذن ؟
- نعم الشيخ عثمان عبد الرحمن الخطيب
+ والإمام؟
- هو نفسه الإمام والمؤذن
+ والمسجد الآخر
- نفس الإمام، كان يأم في الناس في أي من المسجدين، وإن لم يحضر في بعض الأحيان يتولى الإمامة أي شخص آخر
+ هل كان هناك مقامات في عمواس؟
- نعم كان هنالك مقام أبو عبيدة ومقام معاذ بن جبل
+ أين يقع مقام أبو عبيدة؟
- بجانب المقبرة، جنوب عمواس
+ كم يبعد عن وسط القرية؟
- لا يبعد أكثر من عشرين متر
+ ومقام معاذ بن جبل؟
-يقع في أعلى الجبل، يبعد تقريبًا نصف كيلومتر
-أريد أن أذكر من يشاهد هذه المقابلة أن الحاج أبو مصطفى هو مختار قرية عمواس منذ عام 1943
+ من تعاقب على المخترة في عمواس حتى توليتها أنت؟
- كان من قبلي شخصان، واحد اسمه ذيب علي ، وأبو سمير المختار، وعبد العزيز مصطفى حسين برغش
+ في عام 43 استلمت المخترة، هل كنت المختار الوحيد في القرية؟
- لا بل كان هنالك اثنان،
+ هل يمكنك ذكر اسمه؟
- نعم، أحمد ذيب علي أبو غوش
+ هل كان يوجد في القرية عيادة صحية؟ أين كان يتعالج المرضى؟
- لا، كنا نعالج المرضى في العيادة الصحية الموجودة في دير اللطرون
+ كم تبعد دير اللطرون عن قريتكم؟
- أقل من كيلومتر واحد
+ هل كان هنالك طريق معبّد من القرية لدير اللطرون؟
- يقع الدير على طريق القدس ، فكنا نستخدم الباصات
+ المقبرة في عمواس أين تقع؟
- في جنوب القرية
+ هل كانت مقبرة وحيدة؟
- مقبرة وحيدة وكان البعض يدفنون الموتى قرب مقام معاذ ، وكان يقال أن هذه المقبرة القديمة موجودة من زمن أبو عبيدة وهي واسعة تزيد عن عشرين أو ثلاثين دونم، ومن الناحية الغربية للقرية قمنا بشراء قطعة أرض وبناء مقبرة جديدة،
+ في أي عام تقريبًا افتتحتم المقبرة الجديدة في القرية؟
- في عام 1943
+ هل كان يوجد عيون ماء في قرية عمواس؟
-نعم، كان هنالك عين علي اسماعيل، وعين دار نمر أبو غوش، وغيرها، عندما كانت تهطل الأمطار كانت تجري الكثير من العيون
+ ما أشهر عين ماء في عمواس؟
- عين علي اسماعيل
+أين تقع؟
- في شمال القرية
+ هل كانت تستخدم مياهها للشرب أم للماشية؟
- ليس كذلك، صاحب الأرض كان يقوم باستغلالها وزراعة الأرض المحيطة بها، كان يذهب الناس أحيانًا ويقومون ببناء بسكليت( أداة لرفع المياه من البئر) حيث كان لدينا بئران
+ سنتحدث عن الآبار
- نعم كان لدينا بئرآن رومانيان، أحدهما لمياه الشرب والآخر لسقاية الماشية
+ البئر الأول أين يقع؟
- كان في الناحية الغربية من القرية
+ والبئر الثاني يبعد عنه بحوالي خمسين متر ، البئر الذي يقع في الأسفل مياهه مالحة قليلًا ، والذي يقع في الأعلى مياهه حلوة، نشرب من الذي في الأعلى ونسقي الدواب من البئر الذي في الأسفل، من ثم كانت المياه تنزح من ناحية البئر الذي في الأسفل، فقمنا بعمل حفرة بعمق 6 أمتار، حتى وصلنا إلى بقعة من البلاط ينتمي للحقبة الرومانية، ظننا أن هنالك نبع مياه جوفية لكن لا، كان عمقه ربما يزيد عن عشرين متر، وكان من الناحية الشرقية هنالك صخرة تنبع المياه من فوقها، ليس من الأرض وإنما من ناحية الصخرة ذاتها، وعندما شحّت المياه هناك ، كان البئر ذي المياه العذبة عند الدير وكانةا قد قاموا بسحب المياه للكنيسة المحاذية للقرية،
*********************************************************************************
الجزء الثاني من المقابلة
+ سأدع المجال للحاج أبو مصطفى ليقدم ما لديه حول عمواس إن كان قد نسي شيء في القسم الأول
- لا اعتقد أنني نسيت شيئًا ما
+ هل يمكنك ذكر بعض التفاصيل عن تاريخ عمواس؟ وبعض الأحداث الهامة التي حصلت فيها؟
- حسب ما كنت أسمع كان يقال أن كل الناس الذين كانوا موجودين في بلدنا جاءوا بعد الفتوحات الإسلامية، وقبل الفتوحات الإسلامية كان هنالك عهد لملك تتواجد الآثار من فترة وجوده في المنطقة ، كان هنالك ملك وتمرد على حكمه أهل عمواس فقام بإحراق القرية وهدمها، تم هدم عمواس ثلاث مرات قبل هذه الحادثة، ولا أعرف بالضبط التسلسل الزمني للأحداث
+ أريد الرجوع لقرية عمواس لسؤالك عن الأودية التي كانت موجوة في عمواس؟
- كان هنالك شلال يسمى عين نيني
+ أين يقع هذا الشلال؟
- في الطرف الجنوبي من القرية، ثم هنالك وادي يسمى وادي الفوار
+ أين يقع؟
- في شمال القرية،
+ كم يبعد عنها تقريبًا؟
- تقريبًا 2 كيلومتر أو أكثر قليلًا
+ من المعروف عن أهالي عمواس أنهم كانوا فلاحين ومزارعين يقتنون المواشي، أين كانت مناطق الرعي في عمواس؟
- في نفس المنطقة، كانت الأرض وعرة، ليست بجبلية، قرية عمواس تقع على سفح جبل،ومن سفح الجبل إلى القدس المسافة قريبة ، ومن عمواس ليافا الأرض سهلية خالية من الصخور، هنالك بعض الصخور تجدها أحيانًا في التلال ، وهنالك أيضًا الخرابات الرومانية، لم يكن الناس يتمكنون من حراثتهن فيستخدموهن للرعي، كان ياتي بدو عرب السبع ليرعوا الغنم في عمواس أيضًا
+ البساتين في عمواس؟
-كان الناس يزرعون العنب، المشمش والخوخ والدراق
+ هل تذكر أين كانت هذه البساتين؟
-كان هنالك بساتين في الجهة الغربية من القرية ومن الجهة الشرقية أيضّا
+هل تذكرمن كانوا مالكي هذه البساتين؟
- طبعاً، جميع سكان القرية كانوا ملاكين لبساتين العنب ، لأن شرق القرية منطقة جبلية لا تنفع للفلاحة،وهي قرابة ألفين دونم، كلها كانت مزروعة بأشجار العنب ، وغرب القرية كان هنالك من يزرعون الخوخ والدراق، ، منهم العبد الشيخ وآخرين، المنطقة الشرقية والشمالية كانت مزروعة عنب وتين ودراق وخوخ وزيتون
+ كيف كان يتم سقاية الأشجار ؟
- لم نكن نسقي الأشجار
+إذن كانت الزراعة بعلية
- نعم، كان لدينا أرض نستخدمها مرتان في الشتاء، كنا نزرعها بالبطاطا قبل أن يهطل المطر، وفي شهر شباط نجمع المحصول كانت بطاطا ممتازة طول الحبة يتجاوز الشبرـ وبعد شباط نقوم بحراثتها ونسمدها ونزرعها بالكوسا، نستغلها مرتان في السنة، لم نكن نقوم بسقايتها، ومن ثم نزرع العنب، نقوم بقص ورق العنب ونزرع ، والزيتون كذلك، والخوخ والمشمش
+ هل يمكنك أن توضح لنا معنى الزراعة البعلية؟ كنتم تعتندون على مياه الأمطار أليس كذلك؟
- كانت الزراعة تعتمد على رطوبة الأرض، عندما كنا نقوم بحارثتها في الصيف كنا نجدها رطبة وباردة
+ هل كان في عمواس صالون حلاقة؟
- لا، كان هنالك حلاق لديه سقيفة قريبة من بيته
+ هل تذكر اسمه؟
- الشيخ اسماعيل الحلو، كان لديه سقيفة على الشارع الرئيسي
+ هل كان في عمواس ملحمة؟
- نعم، حسين علي حسين، ومحمود مصطفى ابراهيم الشيخ، ، وذياب حسن، ومحمود عبد العزيز، كان هم الأربعة يقومون بالذبح
+ هل كان في عمواس فرن؟
- نعم كان هنالك إثنان، فرن في شمال القرية وفرن في جنوبها
+ هل تعرف أسماء أصحاب الأفران؟
- محمود مصطفى ابراهيم، ومحمود أحمد العبرية
+ سننتقل لسؤالك عن المعالم الأثرية في قرية عمواس ، ونقصد بالمعالم الأثرية الخرائب،
- في الشمال في الحواكير كنا نعثر على أفران وبيوت مهدومة، كان الناس يقومون بالحفر والتنقيب ، حين كان يأتي المختصون بالآثار كانوا يقولون أن في مكان قريتنا كان هنالك مدينة وتم حرقها
+ إذن في الجهة الشمالية كانت الحواكير ، ومن الجهات الأخرى؟
- من الشرق كان هنالك آبار مياه لكن لم يكن فيهن مياه، ومن ثم كان هنالك أفران، نتبينها من آثار السُّخام،
+ ومن الجهات الأخرى؟
- في الجنوب كانت خربة الصفار، خربة الجديري، خلة الخربة، وغيرها
+ كم كانت تبعد هذه الخرائب عن وسط القرية؟
- حوالي 4 كيلومتر
+ هذه الخرب والآثار، إلى عهد تعود؟
- للعهد الروماني
+ إذن تاريخ عمواس مرتبط بتاريخ الرومان الذي سكنوا عمواس
- حتى الزيتون في عمواس يسمونه بالزيتون الروماني، وهذا ما تناقله الناس
+ كم عام عمر هذا الزيتون؟
- هذا الزيتون من العهد الذي يسبق الفتح الإسلامي
+ هل يمكن أن تذكر أسماء العائلات والحمائل في عمواس وأفخاذها؟
- دار أبو غوش، دار أبو قطيش، دار أحمد حسن،
+ ما أفخاذ عائلة دار أبو غوش؟
- دار أحمد حسن، دار الحاج عبد الرحمن، دار عيال علي، ومن ثم ننتقل إلى دار الشيخ، ،هنالك دار الشيخ، ودار الأصفار، ودار أبو محمود، ومن ثم دار حسّان، ودار عبد النبي ودار حمدة، ودار الحجوج ودار أبو عيسى، ودار خليل، لدار خليل فخذان: دار أبو خليل، ودار الغولة
+ هل يمكنك أن تذكر لنا المنتجحات الزراعية التي كنتم تنتجونها في قرية عمواس؟
- أكثرها كان القمح، والذرة والشعير ، كنّا ننتج ما يزيد عن ثمانين قنطار من الذرة، كنا نبيع في بعض السنين ما يزيد عن ستين قنطار من اللقمح ،
+ ماذا عن المنتجات اللحيوانية في عمواس؟
- كنا نستخدم الحيوانات للحراثة، بعض الناس كانوا يشترون الأبقار، البغال، الجمال،
+ ما هي أهم منتجات هذه الحيوانات؟
- من كان لديه منتجات كان يملك أبقارًا،
+ هل كانت المنتجات الزراعية تكفي حاجة القرية؟ أم كان هنالك فائض عن الحاجة؟
- كان هنالك فائض، من كان يملك الأرض لحيابه كان لديه فائض، أما الأرض التي كان يأخذها الكسّابة كان يتم تقاسم ما تنتجه ما بين صاحب الأرض والمكتسب، فلا تكاد تكفيهما
+ الفائض أين كنتم تقومون بتسويقه؟
- كنا نأتي بتاجر من الرملة أو يافا ويشتريه، أذكر في أحدى المرات أخذنا 25 قنطار من السمسم إلى يافا، بيع القنطار بأربع ليرات ونصف، الآن يباع الكيلو بدينارين
+ هل كان يتم استخدام نظام ومبدأ المقايضة في عمواس؟ قمح مقابل عنب، ذرة مقابل شيء آخر؟
- كان الناس يعتمدون على الشراء، العنب والتين كان يؤكل، وعندما ننقله كنا ننقلع على الجمال، لم يكن هنالك في قريتنا من ساكن لا يزرع العنب، كان الناس يغارون من بعضهم البعض، يزرعون العنب ليأكلونه، كل يوم يأتون ببطحة( وعاء كبير يستخدم ليوضع به العنب والتين) يملؤونها بالعنب والتين للأكل، وما يتبقى يطبخ ليصنع منه المربى مثل ما كان يفعل أهل الخليل، ونقوم بصنع الدبس، وفي بعض الأحيان نأتي بالسفرجل لصنع المربى أيضًا ، لم يكن العنب يباع معظم الزائد عن الحاجة كان يُطبخ لعمل المربى لأن الناس كان يحبون الطعام الحلو،
+ هل كان لديكم في عمواس معصرة زيتون؟
- لا
+ أين كنتم تعصرون الزيتون؟
- في دير اللطرون،
+ أين كنتم تطحنون الحبوب ؟
- كنا نبيع ما يزيد عن حاجتنا من القمح، أما الشعير كنا ننتج الكثير، كان لدينا أبقارًا وبغالًا وجمالًا كنا نطعمها الشعير، هذه المواشي تكلف الفلاح لإطعامها، كنا وإن نحصد خمسين قنطارًا من الشعير كانت تبقى لإطعام الدواب، البغل يحتاج لرطلين من الشعير في الليلة، والجمل والثور كذلك،
+ لم يكن في عمواس أي بابور( بابور طحين تعني مطحنة قمح على النظام القديم) طحين؟
- بابور الطحين كان في دير اللطرون، كان هنالك بابور للطحين ينتج أفضل أنواع الطحين، كان يوميًا يطحن ما يزيد عن ثلاثين أو أربعين قنطار
+ هل تذكر اسم صاحب بابور الطحين؟
- عبد الرحمن
+ بالعودة إلى عمواس، هل تذكر اسم الخوري الذي كان في الكنيسة بعمواس؟
- اسمه أرنود،
+ هل هو يوناني
- لا كان ايرلندي،
+ هل يمكنك أن تذكر لي اسم مهنتك قبل النكبة؟
- كنت مزارعاً أعمل في الفلاحة
+ وما كانت مهنة عائلتك؟
- ليس فقط عائلتي، وإنما كل أهل القرية كنا نعمل بالزراعة، لم يكن لدينا أي اهتمام بأي وظيفة ولم نبحث عن أي وظسفة ، أي شخص في القرية عندما يكبر يبدأ بتعلم لحراثة والحصاد، لم يكن الناس يبحثون عن عمل آخر،
+ قبل عام 1948، هل كان هنالك أي نادي ثقافي أو رياضي، أو اجتماعي؟
- لا، لم نتوفق بذلك، عملنا جمعيّة، في زمن الانتداب كان هنالك شخص مسؤوول أظن من الخليل من عائلة الهشلوان، كان رئيس بلدية، جمع أهل البلد وذبح الذبائح وقدّم الطعام للناس ، لكن تركيبة أهل قريتنا صعبة قليلًا، بعد الاتفاق المبدئي بدأ الناس بتغيير آرائهم، بعضهم لم يرد أن يدفع، فلم تنجح فكرة الجمعية ولم يكن هناك أي نادي ومن ثم بعد حرب ال 48، ـخذت الأرض عنوة وتشرد الناس ، هنالك من كان له ما يزيد عن ألف دونم، لم يتبق له حتى دونمين، أخذها الصهاينة، قريتنا التي تمتد على خمسين ألف دونم لم يتبق لأصحابها من أهل القرية سوى ألفي دونم، أُخذت جميعها، واستمرو في الاستحواذ عليها قطعة قطعة حتى وصلوا للبيوت غلرب القرية ،كنا باستمرار نتعرض لاعتداءات ، لطالما تعرض الناس للقتل لأسباب تافهة، رعي بقرة أو كيس حشيش( حشيش أي عشب يستخدمه الناس لاطعام الماشية)
--------------------------------------------------------------------------------
القسم الثالث من المقابلة
+ وصلنا إلى السؤال الذي يتحدث عن وجود نادي رياضي أو ثقافي أو اجتماعي في قرية عمواس، وبالعودة للحديث عن عمواس القرية، ومحاولة شرح وجود الكنيسة في عمواس على الرغم من أن الغالبية ومعظم سكان عمواس هم من المسلمين
- جميعهم مسلمين
+ جميعها، ما هو تفسيرك لوجود الكنيسة في عمواس؟ وما الذي كان يقال في الروايات التاريخية؟
- الكنيسة كان يقال أن المسيح جاء مع تلاميذه، دخلوا في الكنيسة وأمضوا فيها الليل ، وتعتبر الكنيسة مكان مقدس وكان يأتي إليها المصلون ،كان يأتيها الزوار من بلاد الغرب، كان يصطف هناك ما يزيد عن مئة سيارة تأتي من فرنسا ومن بريطانيا، هذه البلاد مقدسة وفيها آثار، كان هنالك الكثير من الآثار الرومانية، كنا نعثر في بعض الأحيان على الأنتيكا، الكثير منها، عندما كانت تهطل الأمطار كنا نعثر على الكثير منها ويجمعها الاطفال
+ هل يمكنك أن تذكر لنا ما هي أملاككم، أملاكك وأملاك عائلتك في قرية عمواس؟
- هي محددة، في الخلايلة( ليست واضحة بدقة في التسجيل إن كانت الخلايلة او الخلاية أو غير ذلك) وفي اللطرون وفي عمواس، وفي أبو غوش ونطاف،
+كم مساحتها تقريبًا؟
- جميعها معًا تقارب ألفي دونم
+ ما العقارات التي كنتم تمتلكونها؟
- كان لدينا ست عقود صليب
+ هل يمكنك أن تشرح معنى ذلك؟
- ستة عقود صليب، العقد يكون طوله ثمان أمتار وعرضه ثمان أمتار، وفوقهن ست عقود، مشيّدة من الباطون، سنة ال1933 تم بناؤها، العقود الأولى بنيت في زمن الأتراك، والعقود الثلاث الاخرى بنيت سنة 24، ومن ثم سنة ال33 بني فوقهن ستة، بعد ذلك قمت بالتعمير بجانبهن ، بيت لنا ، على قطعة أض تبلغ مساحتها سبع أو ثماني دونمات، كانت تقع على الشارع مباشرة ، الشارع المؤدي لرام الله، والأرض جميعها كانت ملكنا، وقمت أيضاً ببناء بيت صغير غرفتين ومنافعهما بغرض تزويج ابني الأكبر، قبل النكبة ب15 يوم، قبل أن نخرج من بيتنا وأراضينا عنوة،
+ هل يمكنك أن تصف لنا العقد، كيف شكله؟
- (يبدأ الحاج الآن بشرح كيفية بناء العقد، وهو نظام كان يتّبع في البناء قديماً) هو عبارة عن زوايا، يبلغ عرض حائط العقد متر وربع ويبنى من الشيد، لم يكن لدينا اسمنت، ثم نأتي للزوايا أربع زوايا تبنى، ويعمّر فوقها قبّة ، يتم رفع الأساسات من الزوايا لتششيد قبة للعقد ،لتكون مثل قبّة المسجد، يستخدمون حجارة خاصة بذلك الغرض، توضع بطريقة خاصة وتثبّت بالشيد، عملية خاصة وصعبة ، وعندما قاموا بهدم القرية كان هنالك أشخاص شهدوا ذلك، سألتهم ماذا حل بالعقود؟ كان لنا عقود مبنية لأنه، الجهة الشمالية من القرية من بدايتها لنهايتها كانت معمورة بالعقود على هذا النظام، قال الذي حدثني أن المحتلين قاموا بهدم جميع بيوت الباطون، وما كان مبنيًا من خشب وخلافه، لكن بيوت العقود مثل دار ذيب علي، دار نمر أبو غوش، دار عبيد، دار محمد طه، كانت كلها بيوت من العقود، جرّب المحتلون هدمها بالدبابات ولم يستطيعوا تدميرها ، فقاموا بعمل شبكة ألغام، ودمروها، وبلغ غبار هدمها عنان السماء
+ سنأتي للحديث بالتفصيل عن كل الحوادث التي شهدتها قريتك عمواس في قسم قادم في المقابلة، الآن هل يمكنك ذكرأسماء شخصيات مشهورة من قرية عمواس قبل سنة ال48، بمعنى إن كانوا علماء، أو ذهبوا للدراسة في الأزهر، مجاهدين؟
- دعني أخبرك بما يلي، في كل عمواس لن تجد شخصًا قد أنهى الثانوية العامة، لكثرة الأعمال المتوفرة في الأرض كا بمجرد بلوغ الشاب 12 سنة، يترك المدرسة للعمل في الأرض، لم يكن هنالك وقت للعلم والدراسة، لكن بعد أن سيطرت الحكومة الجديدة وبعد احتلال الأرض ، أصبح لا بد للناس من الذهاب للتعلم أو العمل في تربية الدواب والماشية، أما الآن في كل عائلة فردان أو ثلاثة أو أربعة متعلمون وجامعيون، اختلف الوضع عن السابق، في السابق لم يكن هنالك منعلمين في الأزهر وغيره، حتى المعلومات الدينية الأساسية كانت متواضعة
+ هل كان هنالك أي مجاهدين في عمواس شاركوا بثورة ال 36 أو 29؟ في أحداث حطين؟
- كان هنالك مشاركات قليلة
+ هل تذكر أسماء المشاركين؟
- لا أذكر، كانت تحدث بعض المناوشات من حين لآخر، في إحدى المرات وصلنا الخبر أن اليهود قد هاجموا قالونيا، وذهب بعض الشباب لقتال المعتدين في قالونيا،
+ هذه بطولة، لقد كانوا يقومون بواجبهم
- من كان يتم كشف نشاطه كان يعتقل لمدة سنة
+ هل تذكر أي اسم من أسماءهم؟
- الكثير من الناس
+ بعض الأسماء؟
- لا أذكر ، كان منهم عمي، اسمه ناصر ابراهيم الشيخ ، و أحدهم كانوا ينادونه بعبد الحفيظ عبد العزيز،
+ بما أنك تسلمت المخترة في عام 1943، أسماء وجهاء عمواس؟ من كان من مهماتهم التوفيق بين الناس وإصلاح ذات البين
- ، من كانوا وجهاء كانوا وجهاء بحق، لكن من جاءوا فيما بعد ليسوا كذلك، يخجل المرء من مجالستهم، جميعهم متصابون
+ هل تستطيع ذكر أسماءهم؟
- كان هنالك أعضاء لجنة، وهم موسى برغش، وحسن عيسى، العبد الغولة، كانوا 5 أو 6 أشخاص كنت أتعامل معهم وأجالسهم،
+ ما كانت أبرز المهمات أو النشاطات التي كانوا يقومون بها؟
- كنا أكثر شيء نعنى بمسائل المدارس والطريق، كان لدينا في القرية مدرسة من زمن الانتداب بُنيت سنة 22، وبدأ التعليم فيها سنة ال23، وأخرجوني منها سنة ال 29، كان في المدرسة مدير اسمه الشيخ أحمد العوري،
+ هل تتذكر أي أحد من زملاءك الذين جلست برفقتهم على مقاعد الدراسة؟
- بالتأكيد، أذكرهم جميعًا
+ هل يمكنك أن تقول أسماءهم؟
- زميلي في المخترة أحمد أبو غوش، ومحمود محمد ابراهيم ، وابراهيم سليم- توفى- جميعهم توفوا،
+لأي صف درست في هذه المدرسة؟
- حتى الصف السادس أو السابع، لا أكثر
+ وجهاء القرية في موضوع اصلاح ذات البين بين الناس، ما الدور الذي كانوا يقومون به؟
- لا شيء، عندما كان ينشب أي عراك أو خلاف بين الناس يساوونه ويصلحون فيما بينهم، كان والدي يقوم على حل مشاكلهم
+ عمواس، بماذا كانت تشتهر؟ كانت يافا تشتهر بالبرتقال، عمواس بم اشتهرت؟
- بالزراعة
+ قبل النكبة هل كنت تقوم بزيارة المدن الفلسطينية؟
- نعم
+ هل يمكنك ذكر أسماء المدن التي قد زرتها؟
- يافا، واللد، والرملة، والقدس
+ ماذا تتذكر من يافا؟
- المستشفى الفرنسي، مستشفى الدجاني، العجمي، والبشير، وتل أبيبي كنا نزورها كثيرًا، بشكل يومي كنا نذهب ليافا أو القدس، أعرف القدس مثلما أعرف قريتي، مشيت في كل ناحية بالقدس، سواء كانت مع الفلسطينين أو الجهات التي استولى عليها الاحتلال،
+ ما هي انطباعاتك بعد زيارة هذه المدن؟
- كنا نذهب للمدن بقصد قضاء حاجة أو زيارة شخص ما، لم نكن نمتلك شيئًا في المدن لنتدخل في شؤونها،
+ كيف كان يتم الاحتفال في عمواس بالمناسبات الدينية والاجتماعية ، مثل المولد النبوي الشريف، عيد الفطر السعيد، عيد الأضحى المبارك؟
- كان الناس يذهبون للصلاة في مقام معاذ بن جبل، وغالبًا كان يتولى أبي الإمامة في الصلاة، وبعد ذلك يجلس الماس سوية يذكرون الله ، والاحتفالات كانت في الاعراس
+ سنأتي على ذكر الأعراس لاحقًا، نحن نتحدث الآن عن المواسم الدينية، كيف كان يشارك أهل عمواس فيها؟
- كان الناس يحيون المولد النبوي الشريف، يقرأ الشيخ من ورقة بيده ويردد معه الناس
+ في موسم النبي صالح والنبي موسى؟
- يضحك الحاج ممازحًا( كانوا يخدعون الفلاحين البسطاء ببعض الفستق الرديء)
+أخبرتني أن والدك كان صاحب طريقة صوفية، هل كان يخرج في هذه المواسم, ماذا كاتوا يفعلون؟ يحملون البيارق أو ماذا؟
- كانوا يحملون البيارق لزيارة النبي موسى، والنبي روبين، والنبي صالح, انا كنت صغير في السن ولم أكن أذهب معهم
عندما كبرت بتَُ أذهب معهم، الرملة ليست بعيدة عن قريتنا، تقع على مرمى حجر من قريتنا، لذلك كانت زياراتنا يومية سواء للرملة أو يافا
+ أود سؤالك عن الموروث الاجتماعي، العادات والتقاليد، في البداية سنتحدث عن الزواج، كيف هي العادات في عمواسـ ابتداءًا من لحظة طلب يد العروس؟
- عندما يعلم والد العريس عن وجود فتاة مناسبة لابنه ، سواء كانت ابنة أحد اصدقاءه أو معارفه، أو أي فتاة من القرية،يذهب ليطلبها للزواج من والدها، إن تم القبول من الوالد ، يذهب مرة أخرى بصحبة مجموعة من الرجال ويخطبونها بشكل رسمي، ثم يحتفلون
- أريد الحديث عن التفاصيل، إذا تم الاتفاق على الزواج وتم كتب الكتاب وتحديد العرس، كم يوم يستمر الاحتفال؟
+ يوم واحد
- لم يكن هنالك يتم عمل السامر في قريتكم ( نوع من الغناء التراثي)
+ نعم كان موجودًا في الماضي البعيد،
- أنا أسأل عن فترة ما قبل النكبة
+ نعم كان ذلك بالتأكيد
- كيف ذلك؟ هل يمكنك أن تصفه لنا؟
+ نعم ، كان الرجال يصطفون ويغنون لكنني لا أحفظ الاغنيات التي كانوا يرددونها
- هل يمكنك أن تحدثنا عن الزفة،
+ كان الرجال يقومون بعمل الدبكة وكانت النساء تغني
- هل يمكنك وصف لباس العروس.
+ العروس تبقى في منزل والدهاـ حتى يجتمع الناس على وليمة العرس، وبعد أن يتناولوا العشاء يتم إعطاء النقوط( وهو عبارة عن مال يهدى للعريس او العروس) ومن ثم يذهب الناس لبيت العروس لأخذها
- كيف يكون موكب العروس؟
+ كان موكبًا جيدًا، وتتم الأمور بسلام دون أن نتعرض لأحد أو يعترضنا أحد ، لسنا كجبل الخليل ( ويضحك) كان الشيخ ياسين البكري رحمه الله، كان يدرس في الحرم، يقول: حضرت إرث لناس في الخليل، كانوا يضعون البقرة الجيدة و الفتاة السيئة معًا في حصة، وقطعة الأرض السيئة والفتاة الجيّدة معاً في حصة، ( يتحدث عن سوء الطبع والعادات المتعلقة بالزواج وربطه بتوزيع الإرث وما قد يكون سببًا في الخلافات الكبيرة بعد ذلك)
- حين كانت تخرج العروس من بيت أهلها، هل كانت تركب الجمل أو الفرس؟
+نعم كانت تركب الفرس،
- هل تتذكر أي من كلمات الأغاني في الزفة أو السامر؟
+ لا أذكر، لم أحفظ أي منها
_______________________________________________________________________
- كيف كنتم أنتم آل الشيخ، تقيمون الأعراس في قريتكم عمواس؟
+ كان هنالك عدّة خاصة يتم استخدامها، هي عبارة عن رايات ترفع عند المسير في الزفة ،ومن ثم يعودون إلى منزلنا( لأنه منزل المختار) منزلنا كان مكان الاجتماع سواء في الأعراس أو مناسبات العزاء
- أريد سؤالك عن حجاج عمواس، من كانوا يتوجهون للديار المقدسة لأداء مناسك الحج، كيف كان يتم وداعهم؟
+ كنا نصحبهم إلى النقطة التي سيصعدون فيها إلى المركبات، نسلم عليهم ونقبلهم، من باب الاحترام يودع الناس بعضهم
- الطرق التي كانوا يسلكونها للديار المقدسة، أي الطرق كانت؟
+ ذهب والدي للحج سنة 1930، برفقة شخص أو اثنين من القرية، استقل مركبة من محطة اللد إلى قناة السويس، ومن قناة السويس إلى جبل الطور، من جبل الطور إلى ينبع، إلى مكة ، أدوا مناسك الحج ، أخذت نلك الرحلة ثلاثة شهور، ذلك لأنهم ذهبوا أيضًا للمدينة المنورة وزاروا قبر النبي صلى الله عليه وسلم، استأجرا جملين، كل واحد منهم استأجر جملًا واستغرق منهم ذلك 12 يوم ذهابًا و12 يوم إيابًا من وإلى مكة، ثم من مكة يركبون السفينة للعودة إلى السويس ثم إلى محطة اللد مرة أخرى، قبيل النكبة بدأت الحكومة بتسيير تركّات خاصة للحجاج، وقد كانت تجربة مضنية، يقطعون الطريق من عمواس إلى معان في الأردن، وصولًا للديار المقدسة، وكون الطريق صحراوية كانت عجلات السيارات تعلق ويتعسر المسير كثيرًا،
- ما قبل عام 1948، هل كان هنالك وسائل أخرى للنقل يستخدمها الحجاج للذهاب للديار المقدسة؟
+ ما أذكره أن والدي قام برحلة الحج سنة 1930، ومن بعدها لم يذهب أي حجاج من عمواس إلا عند وقوع الحرب العالمية الثانية ، ذهب أناس آخرون للحج عن طريق محطة اللد
- كيف كانت تتم التهنئة بالمواليد الجدد ؟
+ من كان يعلم بأن أحد أصدقاؤه قد أتاه مولودًا جديدًا كان يذهب لزيارته والمباركة له،
- وبمناسبة طهور الذكور؟
+ لا شيء سوى المباركات العادية، كل شخص يبارك له أصدقائه والناس المقربين منه
- وفي حالات الوفاة، كيف كانت طقوس العزاء؟
+ عتدما يتوفى أحد الناس يجتمع سكان القرية، يحفرون قبرًا ويدفنون الميّت، وسكّان القرية ينقسمون حسب اسم العائلة، عند وفاة فرد من أحد العوائل تقوم عائلة أخرى بطبخ الغداء لهم من باب الواجب، وما زالت هذه العادة متبعة حتى الآن، كان العائلات تقوم بواجب بعضها البعض، ثم عندما ازداد عدد الناس، باتت الحمولة تقوم بواجب بعضها البعض ، وعندما كثر الناس أكثر باتت أفخاد العوائل تقوم بعمل الواجب
- كم يوم كان يسنمر العزاء؟
+ثلاث أيام
- عند سماع أهالي عمواس نبأاستشهاد أي فرد سواء من القرية نفسها أو القرى والمدن المحيطة، كيف كان يكون وقع هذا الخبر على الأهالي
+ نشيعه كما نشيع الأموات، لكن لا يغسّل الشهيد
- هل تذكر أي من الأقوال الشعبية التي كان يتم تداولها في مثل هذه المناسبات؟
+ ليس هنالك شيء محدد،
- سننتقل إلى القسم الصاني من الأسئلة بعد أن انتهينا من الأول
- ماذا تتذكر من ثورة عام 1936؟
+ في البداية، لو كان هنالك أي تنظيم ما كان للصهاينة أن يستولوا على أي شيء، لكن كان هنالك فوضى، ثلثين الناس كانوا دشّر ( يقصد مستهترون وليسوا جديّون) قبل الثورة جاء الجيش العربي، كانت عندما تمر القافلة يأتي الناس من الخليل إلى جبل نابلس سراعًا يجتمعون في باب الواد، وتجد الناس جميعها على قلب رجل واحد، عندما جاء جيش الانقاذ، وكان قائدهم محمد المهدي، سألوا أين المختار فذهبت، وجدته في الشارع بحوزته دبابتين صغيرتين ، قلت أهلًا وسهلًا تفضل، قال هل تعرف الكامب اللي عند الدير؟ ( يقصد بالكامب مكان مخصص لصنع الأسلحة وتخزينها) فأجابته نعم، أعرفه، فسألني هل تعرف مدير الكامب؟ قلت له: أعرفه أيضًا، هل تعرف اسمه؟ قلت نعم اسمه رسل، أعرفه لأنني دعوته وزوجته لبيتي مرتين، أخبرته بأن اسمه رسل، وبانه رجل محترم، فناولني كتابًا رسميًا لأعطيه إياه لنعلمه بأننا سنستلم الكامب، سألته من سيستلمه؟ قال أنتم، ونحن سنوافيكم قريبًا، فوضى كبيرة كانت! ذهبت لرسل، وأخبرته بما جرى، فأخبرني بإننا بحاجة لقوات تحمي الكامب، لأن يمكن للصهاينة أن يأتوا اليوم ليلًا ليهاجمو الكامب، نحن سننسحب الليلة ومن الممكن ان يأتي الصهاينة للاستحواذ عليه، فأخبرته أن لدينا مئتي مسلح،
- قبل ال48، هل تذكر أسماء الإذاعات التي كنتم تستمعون منها للأخبار؟
+ كان لدينا راديو احضرته الحكومة ووضع عند المختار ، كان يذهب لقرية عرتوف لملئ البطارية، كانت مثل بطارية السيارة
- ما هي الاذاعات التي كنتم تستمعون إليها؟
+ إذاعة الشرق الأوسط،
- كيف سمعت قرار التقسيم؟
+ قراته في الجريدة
- أي جريدة كنت تقرأ؟
+ جريدة الأرض للشيخ سليمان الفاروقي، وجريدة السراط لهاشم السبع، وغيرها، كنت أحفظ الأسماء ونسيتها، كان هنالك أكثر من خمس أو ست جرائد
- هل تتذكر تاريخ الهجوم الذي تعرضت له عمواس عام 1948؟
+ اذكر بالطبع
- تقريبا في أي شهر؟
+ كان ذلك في الشهر الاول ، عندما دخلت الكتيبة الرابعة إلى قريتنا، وأظن تم ذلك في شهر 7 أو8
- من أي عام؟
+ 1948
- أين كنت متواجدًا عندما بدأ الهجوم على عمواس؟
+ كنت في عمواس، في بيتي
- هل يمكنك أن تحدثني كيف تكونت لجان الدفاع عن القرية؟
+ كان قائد الكتيبة حامد سلمان
- أنا أسألك عن لجان أهالي القرية ؟
+ كان تنظيمهم تابعًا للجيش، تم تزويدنا بخمسين بارودة وكنا نخرج بصحبة الجيش إلى أطراف القرية، نقوم بعمل حراسة حول القرية والجيش كذلك، حدث الهجوم في الساعة العاشرة مساءً وانتهى العاشرة صباحًا، وقتل من اليهود الكثير، ما لا يقل عن 4 آلاف
- السلاح الذي كان بحوزة رجال القرية، كيف حصلتم عليه؟
+ أعطاه لنا الجيش العربي
- لم تقوموا بشراء الأسلحة؟
+ قمنا بشراء الأسلحة نعم، كان بحوزتنا مئتي بارودة لكن أغلبهن معطل وتالف
- هل تم شراءها من تبرعات أهالي القرية؟
+ لا كان كل شخص يشتري من ماله لوحده
- هل يمكنك أن تحدثنا عن المناوشات التي كانت تحدث مع العصابات الصهيونية؟قبل هذا الهجوم الأخير؟
+ قبل أن يأتي الجيش العربي لم نتعرض لهجوم، كان هنالك مناوشات في الرملة واللد ويافا، لكن قريتنا لم يكن فيها أي مناوشات، أول من وصلنا كانت سرية مكونة من 25 جندي قائدهم كان اسمه عبد المجيد المعايطة، ذهبت للقاءه، حدثته فقلت أنت يا عبد المجيد أفندي( على كتفه كان نجمة واحدة) ترى ما يحدث، نحن في خطر وكثير من القرى والبلدات المحيطة تم الاستيلاء عليها، لم يبق على شارع يافا -القدس سوى عمواس، نحن لسنا أرجل من أصحاب المناطق المسلوبة( يقصد ليس لدينا قوة نردع بها المعتدين تفوق التي توفرت في باقي المناطق) فأراد أن يقول أن هذه أمور عسكرية سرية فقلت له أنه لم يعد هنالك أي شيء سري، سألني عن عدد المسلحين في القرية، أخبرته أنهم حوالي مئتين، وطلب مني استدعائهم ، قمت باستدعائهم وذهبنا، قسّم المسلحين ما بين اللطرون وعمواس، في تلك الليلة هاجم الصهاينة اللطرون ، لم يكن بحوزة الصهاينة سلاح فاستطاع هؤلاء المسلحين ال25 من رد الهجمة، وقتل عدد منهم، بعد عدة أيام جاءت الكتيبة الرابعة والكتيبة الثانية، استقرت الكتيبة الثانية في يالو والكتيبة الرابعة في عمواس ، ومن ثم تم مهاجمة عمواس 13 مرة للسيطرة على طريق باب الواد لأن الجيش العربي كان مسيطرًا عليه،
- كيف واجه أهالي عمواس الهجوم؟
+ عندما حدث الهجوم في المرة الأولى، مثل الجميع حملوا بواريدهم مثل الجيش، وفي المعركة قاتلوا إلى جانب الجيش وفي تلك الليلة أخذوا أسيرًا من قريتنا
- هل تذكر اسم الأسير؟
+ اسمه حسن قدورة
- عندما بدأ الهجوم، هل كان لديكم أي تحصينات؟
+ لا، لا تحصينات ولا استحكامات
- هل يمكنك أن تشرح لنا كيف واجه أهل عمواس الهجوم، وما هي نتائجه؟
+ لقد عادوا بعد الهجوم الأول، أريد أن أقول كلمة حق وبكل أمانة ، رجال الجيش العربي رجال بحق، هذا ليس مراءً لأنني كنت بصحبتهم، سرت معهم وسهرت معهم، الهجوم الأول كان معركة صغيرة، أما المعركة الكبيرة كانت خلف الدير وقت المغرب ـ ليلة المعركة كان هنالك شخص اسمه قاسم العايد كان قائد سرية، وكان هنالك قائد سرية آخر اسمه عبد الله سالم، وقائد سرية آخر كان اسمه كامل عبد القادر، ومحمد محاسنة كان مساعدًا لقائد السرية، ومحمود مهاجر، وحابس المجالي، كلهم عرفتهم، قامت المعركة في الساعة العاشرة، دخلوا على اللطرون عند الدير، تصدى لهم عبد المجيد المعايطة وكانوا 24 مجند ومجندة وبحوزتهم أربع دبابات، قُتلوا جميعًا، تغلّب عليهم الجيش لأن الكتيبة التي كانت في يالو منعت طريق باب الواد ، وحين اشتد عليهم الأمر حاولوا الانسحاب من الناحية الغربية وهي سهلية بطبيعتها، فقاموا بضربهم بالمدفعية، لقد كنت بصحبتهم، ذهبت معهم ورأيت بعيني جثثهم، من قطع رأسه ومن قطعت رجله، ومن انقسم جسده نصفان، وكانت تقديرات الجيش العربي أن قتل منهم حوالي ال 800 ، ثم توالت الأيام وتم عقد الهدنة، وبعدها حدثت عدة هجمات لكنها لم تكن بقوة المعركة التي حدثتك عنها،
- هل تذكر في هذه المعركة أن سقط شهداء من أهالي عمواس؟
+ نعم، سعيد العامرية، و عيسى أبو عاقلة، وعبد الله حسن السعيد،
- هل سقط شهداء من الجيش العربي؟
+ نعم، لكنني لا أذكر الأسماء
- ما هو انعكاس مجزرة دير ياسين على أهالي عمواس؟
+ دير ياسين ليست قريبة من قريتنا
- اقصد، ما جرى في دير ياسين، المجزرة؟
+ الكل كان يتألم، لكن ليس لدينا ما نستطيع فعله
- هل ساعدكم المجاهدون في الدفاع عن عمواس؟
+ لا
- هل قدمتم أي مساعدات للقرى والمناطق المحيطة بكم عندما كانت تتعرض للهجمات؟
+ المعارك كانت تحدث في باب الواد ويأتي الناس يفزعون للنجدة
- من أين كانت تأتي النجدة؟
+ من كل مكان، من كل المنطقة، من نابلس لجبل الخليل يأتي الناس للنجدة يفوق عددهم الألفين،
- قبل مغادرة القرية، هل استقبلتم لاجئين في قريتكم؟
+ نعم، جاء الكثير من الناس، من القباب ومن عنابة ومن أبو شوشة، من القرة القريبة لقريتنا ، ومن الرملة واللد حيث كانت قريتنا مركزًا للتسلل، كان الكثيرون يتسللون من قريتنا ليلًا للّد والرملة وغيرها، ويحضرون ما يجدونه للانتفاع منه ومن ثمنه، جاؤوا بسكك الحراثة وباعوها في عمواس، أي شيء يحدونه كانوا يأتون به.
__________________________________________
القسم الخامس من المقابلة
- أود سؤالك عن شهداء عمواس، هل تستطيع أن تذكر لنا عددًا ممن استشهدوا في عمواس في المناوشات والاحتكاكات التي جرت مع العصابات الصهيونية وفي الهجمات التي تعرضت لها عمواس؟
+ يوسف أبو عاقلة، سعيد العامرية، محمد العبد برغش، توفيق العبد برغش، عبد الله حسن السعيد، علي اسماعيل، زينب( يقول الحاج انه لا يتذكر اسم عائلة زينب، ويمضي وقت قصير يتم فيه البحث هم أحد الوثائق التي تحوي على أسماء الشهداء) ويبدأ بسرد الأسماء: علي اسماعيل عبد الله
محمد شحادة مصطفى
نمر مصطفى أبو خليل
سليمان القبابي
- نكتفي بهذا القدر من الأسماء، لكن ذكرت اسم فاطمة الحاج حسين، كيف استشهدت؟
+ كانت في الخندق وحدثت هجمة،كانت تتم هجمات عشوائية واطلاق نار على الجميع، أصابتها رصاصة فاستشهدت
- تقول أنها كانت في الخندق، تقصد أنها كانت تحارب مع الرجال؟
+ نعم نعم
- بعد سلسلة الهجمات التي تعرضت لها عمواس، ما الذي حصل؟
+ لم يحصل سوى الخراب
- هل يمكنك ذكر الحوادث التي جرت بعد سلسلة الهجمات التي حصلت؟
+ لم يحصل سوى الخراب واستمرار القتل والاعتداءات
- هل يمكنك أن تحدثنا عن الهدنة التي جرت؟
+ امتدت الهدنة لشهر، وبعد انقضاءه استأنف القتال وتم الاستيلاء على اللد والرملة، ثم طلبوا هدنة أخرى
- هل تذكر متى كانت الهدنة الأولى؟
+ تقريبا في شهر 10 أو 9 عام 1948
- كم استمرت الهدنة الأولى؟
+ شهر
- ما الذي جرى بعدها؟
+ توقف القتال وبعد شهر استأنف القتال مرة اخرى، وسقطت اللد والرملة بيد العدو، وبعض القرى الاخرى مثل عجنجول، والبرج، وسلبيت، والقباب، وعنابة، وجمزو، وبيت نبالا، والمدية،
- وبعد ذلك؟
+ توقف القتال
- هل تذكر عملية انسحاب الجيش البريطاني من منطقتكم؟
+ كانت في أواخر ال48، كان الجيش البريطاني في الكامب، باعوا الكامب أولًا، اشتراه رجل اسمه الحاج محمود من قريتة لفتا، وقام بنقله إلى الرملة، ثم خسؤ كل أمواله لأن الرملة سقطت بيد الاحتلال
- كم كان معسكر الجيش البريطاني يبعد عن قريتكم؟
+ قامت الحرب في أواخر ال 39، تقريبًا سنة ال40 تم إنشاء المعسكر، كات هنالك معسكران
- كم كان يبعد؟
+ لا تتجاوز المسافة نصف كيلو متر
- هل تذكر أي حوادث حصلت مع قوات الاحتلال البريطاني؟
+ كان يعمل في الكامب أربع أو خمس أشخاص من عمواس وغيرها، ولم يحدث أب مشكلات
- هل تذكر أن قامت قوات الاحتلال البريطاني بتقديم المساعدات للعصابات الصهيونية؟
+ لا أعلم، لأن في منطقتنا لم يكن هنالك يهود،
- قلت أنه بعد سقوط اللد والرملة توقف القتال، حدث ذلك في أي شهر من عام 1948؟
+ قبل شهر 9، كان ذلك في الصيف، كل ما حدث كان في شهر 7 أو 8
- بعد سقوط القرى حول عمواس، كيف كان الوضع داخل القرية؟
+ كان الوضع سيئًا، لأن الناس خسرت أرضها، كما أن أرض عمواس هي 5 آلاف دونم وهي مشاع لم يكن بها طابو، لم تكن ملكًا لأحد، قمنا بزراعتها لثلاث أو أربع سنوات، لكن بعد سنتين استنر الاحتلال بالاستيلاء على الأراضي والاقتطاع منها جزئياً حتى وصل إلى حدود البيوت في جانب القرية، لم يتبق لنا شيء من ناحية القرية الغربية، والناحية الجنوبية أيضًا
- تقصد أن قوات الاحتلال قامت بالاستيلاء على معظم أراضي عمواس سنة ال 48، لكنها لم تدخل القرية؟
+ نعم
- عل يمكن أن تشرح لنا كيف كان وضع عمواس وأهالي عمواس على مدار السنوات التي اعقبت ال48؟
+ الوضع كان سيئًا جدًا، فقدت الناس أراضيها وبدأوا يتنقلون بحثّا عن عمل، هنالك ممن يذهب إلى عمان أو أماكن أخرى، ولم يتوفرللناس أي فرص عمل، أنا أعرف أناسًا توفوا أولادهم من الجوع وانعدام مصادر الرزق، مثلًا كان الحصاد الذي يعمل في حصد المحاصيل بعمل عدّة أيام فيجني قنطارًا من القمح، بعد الذي جرى لم يعد هنالك أراضي لتزرع وتحصد، من أين سيحصل مثل هذا الحصاد على الرزق؟
- في هذه الحالة عمواس كانت قرية متقدمة في خط الهدنة؟
+ كنا نسير من عند قرية عجنجول وبين نوبة إلى حد عمواس في المنطقة الحرام، كانت تقريبًا 10 أو 12 كيلو متر
- هل عمواس القرية شكلت مركز انطلاق لمن كان يرغب بالعودة إلى قريته أو مدينته التي تم احتلالها؟
+ لم يستطع أحدًا الرجوع، كان يتسلل بعض الأشخاص لاحضار بعض اللوازم من البيوت، من اللد والرملة
- إذن كانت عمواس ممرًا لمن يريد التسلل
+ نعم، يتسللون في الليل وفي الصباح تجد سوقًا في عمواس
- إلى متى استمرت هذه الحالة؟
+ استمرت ثلاث أو أربع سنوات ، حتى لم يتبق شيئًا ليجلبه المتسللون، وتوقف الناس عن التسلل والاحتلال شدد قبضة الحراسة وبات من الخطير على أي أحد الذهاب خشية التعرض للقتل، كثير من الناس حاولوا التسلل وقتلهم الاحتلال
- هل تذكر أي حوادث جرت هذه الفترة أسفرت عن استشهاد أي أشخاص من عمواس وغيرها؟
+ أهل عمواس كانوا يتسللون لقرية أبو غوش، لم يذهبوا للد والرملة، تبعد أبو غوش عن عمواس 14 كيلومتر، كان يذهب الناس إليها، أحد الأشخاص كان يحمل كيس الطحين 14 كيلو ويأتي به لعمواس،
_ هل تذكر أن استشهدت أي من أفراد القرية إثناء عمليات التسلل؟
+ بالطبع، أذكر ، منهم مصطفى الزلط، وحسن قاسم، وعلد الحميد برغش، وشعبان محمود،
_ بعد الاجراءات التي تم اتخاذها للحد من عمليات التسلل، كيف سارت الأمور في عمواس؟
+ استمرت عمليات الدخول وكان ذلك في غاية الخطورة لأن الكثير من الناس قتلوا جراء محاولاتهم تلك
- هل استمر ذلك حتى سنة ال 67؟
+ قبل ال67، ال 65 تقريبًا
- ما الذي جرى بعد ذلك؟
+ بدأ الناس بالذهاب إلى عمان وقسم آخر من الناس يذهب لرام الله للعمل، الناس كانوا يبحثون عن عمل في أي مكان ليعيلوا أسرهم
- في حرب ال67، ما كان تأثير الحرب على أهل عمواس؟
+ الخراب ولا شيء غيره،
- صف لنا ماجرى؟
+ قتل ما يزيد عن 15 شخص من عمواس بالإضافة لمقتل آخرين من الجيش العربي،
- سنة ال67؟هل يمكنك ذكر أسماءهم ؟
+ لا في سنة ال67 لم يقتل سوى شخص عند خروجنا من القرية، واسمه أحمد حسن السعيد
- ما الذي جرى بالضيط؟
+ دخلت فرقة من 15 ألف جندي صهيوني، قمنا برفع الأعلام البيضاء، ثم بدأوا لجمع الناس عند البيادر قرب بيت المختار، اعتقد الناس أنهم يريدون عمل احصائية لهم أو أنهم يريدون أن يروا هوياتهم أو ما شابه، خرجنا من القرية ليس بحوزتنا أي شيء، حدثنا واحد منهم قال: أنتم الآن ستذهبون لرام الله ، تخرجون للشارع وتمشون في صف وأي شخص يخرج عن الصف سنطلق عليه النار، تأخذون طريق بيت نوبة وبيت لقيا وبيت عور، لا تقتربوا من بيت سيره لأن من يقترب منها ستطلق عليه النار، ومشت الناس، انا في رأيي كان أن علينا المعاودة وعمل مناوشات معهم وقتل جنود منهم لقد جن جنوني ولم أعد قادرًا على التفكير، لكن كان هنالك شخص قال لي الآن لو فعلنا ما يدور برأسك لن يسفر ذلك إلا عن مقتل 10 أو 15 شخص وستحمل دماءهم في رقبتك، ثم سكتت
- تقصد أنه تم أجبار أهالي عمواس على مغادرة القرية؟
+طبعاً، من بيوتنا أخرجونا، جاء أحدهم يحمل الكلاشنكوف وكان يصرخ بالناس، أخرجوا وإلا متتم، خرج الجميع إلى البيادر، لم يبق سوى بعض الكبار في السن الذين رفضوا مغادرة بيوتهم، قام الاحتلال بنسف البيوت فوق رؤوسهم بعد ذلك
- هل تذكر أسماءهم؟
+نعم، نمر مصطفى أبو خليل، وزينب زوجة محمود صالح، وسليمان هو من قرية القباب، وأحمد حسن السعيد، وعلي اسماعيل
_______________________________________________________________________
القسم السادس من المقابلة
- هل يمكنك أن تحدثنا عن رحلة المعاناة التي عاشها أهالي عمواس والتي بدأت منذ لحظة إجبارأهالي عمواس على مغادرة بيوتهم؟
+ دخل الجيش القرية وذهبوا لكل بيت يخبرونهم بوجوب ترك منازلهم والخروج منها، وجمعونا في منطقة تسمى البيادر، حدثنا عندخا ضابط من جيش الاحتلال وهو يحمل في يده الكلاشنكوف، قال :ستخرجون لرام اله، أي منكم إن خرج عن الطريق الذي نحدده سنطلق عليه النار، خرجنا مشيًا بدون إفطار، لا يملك إحدنا سوى الملابس التي يرتديها، لم نتمكن من اخذ النقود القليلة التي في بيوتنا، لأننا أجبرنا على الخروج دون مهلة، لم نتوقع أن يحدث معنا ما حدث، كما أخبرتك توقعنا أنهم يريدون عمل إحصائية أو أنهم يريدون الحصول على معلومات ما، ثم مشينا ووصلنا بتونيا، كان بصحبتي نحو المئة شخص، التقينا بمختار بتونيا عند وصولنا، سألني ماذا سوف تفعلون ؟ فأجبته : ما الذي سنفعله؟
- ما هي وسيلة النقل التي استخدمتموها عند مغادرتكم؟
+ خرجنا مشيًا بلا نقل مع الاطفال والنساء، حتى أن هنالك كانت امرأة عجوز، عمة أبو زيد، توفت في الطريق
- كيف كان ذلك؟
+ توفت بسبب ارتفاع درجة الحرارة، كانت تعاني من الوزن الزائد، توفت ودفنت في الخربة
- هل خرج أهالي عمواس جميعا معًا أم كانوا متفرقين؟
+ مع بعضهم خرجوا جميعًا، كل أهل القرية باستثناء الكبار في السن الذين لا يستطيعون الخروج، فيما بعد قسم منهم أخرجوه وقسم آخر هدمت البيوت فوق رؤوسهم، بقينا يومًا في بتونيا، وفي اليوم التالي قالوا ليرجع كل شخص إلى قريته، فرجعنا، وبالطبع طريق العودة كانت أصعب وأكثر مشقة، عندما وصلنا قرية بيت لقيه أوقفتنا دورية من دوريات جيش الاحتلال، سألونا هل ترون هذا الغبار العظيم الذي يملئ الجو؟ قلنا نعم، قالوا : هذا من عمواس، يمنع عليكم الذهاب إليها فهي الآن منطقة عسكرية، عليكم المبيت هنا وغدًا ترجعون إلى رام الله، حاولنا محاورتهم ومناقشتهم لكن ذلك كان بلا فائدة، أذكر أن واحد مننا تكلم معهم باللغة الانجليزية، فما كان من الضابط إلا أن أشهر في وجهه السلاح، لا أعرف ما الذي قاله حتى يغضبه ذلك الغضب، بتنا الليلة في بيت لقيه ثم رجعنا إلى رام الله في اليوم التالي، بعد يومين فتشوا الناس في بتونيا، مع أن البعض مننا لم يكن يملك رغيفًا من الخبز، بقينا في رام الله، كان الناس تساعد بعضها وتتعاطف معنا لما جرى،
- ماذا حل بالأطفال؟
+ بعض الأطفال توفوا،
- ما سبب ذلك؟
+ الجوع الشديد والعطش، والشمس الحامية، ثم بدأ جيش الاحتلال يخبر الناس أن من يرغب بالذهاب إلى عمان فهم مستعدون لنقله، وبدأوا يقلون الناس حتى جسر الملك حسين، لأنهم أرادوا إخراج الناس نهائيا، ثم ظل الناس في بتونيا قرابة ال20 يوم، أنا كنت أحب الذهاب إلى عمّان، لكنني في تلك الفترة لم أطق الذهاب إليها، أرسلت أولادي وعائلتي، لأن أبنائي الاثنين كانوا منتسبين للأمن العام هناك، وحرت في أمري، ما بين البقاء أو الذهاب إلى عمّان، لكن في النهاية لم يكن بإمكاني ترك عائلتي والبقاء لوحدي، وبشكل خاص أنه لا عمل لدي، ماذا سأفعل؟ هل أشحذ من الناس قوت يومي؟فذهبت لعمان، وسعيت لطلب الرزق، ماذا سنفعل، ليس بحوزتي أرض أزرعها، ولا بيت أؤجره، ولا شيء،
- لماذا تعاملت قوات الاحتلال مع الاهالي بتلك الطريقة؟
+ حسب ما يقولونه هم ، وما قالوه أنهم أرادوا أن ترى جميع القرى المجاورة قوافل أخالي عمواس في باب الواد يخرجون بوضع مهين، لأن أهالي عمواس كانوا ينفذون عمليات مقاومة ضد قوافل الصهاينة وقوافل الامدادات التي كانت تصلهم، أريد أن أخبرك شيئًا آخر، جماعات من شبابنا كانت في قرية أبو غوش وظلت في أبو غوش، عندما ذهبت لرؤيتهم قالوا أن الأوامر الأولى جاءت بهدم عمواس دون إخراج أهلها منها، أرادوا هدمها فوق رؤوس أصحابها، فاعترض على ذلك الحزب الشيوعي، وقالوا إذا أردتم هدم القرية اهدموها لكن دون قتل أهلها، الصهاينة أرادوا التخلص من القرية ومن سكانها
- إذا كان هذا السبب، ماذا تسمي الاجراءات التي اتخذوها بحق أهالي عمواس؟
+ يقول الحاج بعض الجمل لكنها ليست واضحة بسبب انخراطه في البكاء
........
........
........
- أريد أن أحييك يا حاج أبو مصطفى، روايتك هذه جزء من التاريخ الذي ينبغي أن تتعلمه كل الأجيال لتعرف المعاناة التي عاشها أجدادهم،
+ يستمر في الحديث وهو يبكي، عندما جئنا لبتونيا كنت أعرف مختارها، كان صديقي، أحضر لي قمبازًا( اللباس الفلسطيني التقليدي للرجال) لأغير ملابس، كان الوفت صيفُا، كنت أرتدي طقمًا من الصوف لبسته على عجالة وخرجت حين أجبرنا الاحتلال على الخروج مسرعين، وعندما أردنا الخروج لرام الله أحضر لي قميص ولباس وقمباز وقال لي بدل ملابسك، بكيت بشدة، بكيت بحرقة، بكيت يومها أكثر من بكائي يوم وفاة والدي،
- هل حاولت الرجوع إلى عمواس بعد الذي جرى
+ حاولت
- كيف؟
+ جاء لزيارتنا رئيس دير اللطرون، وبعدها جاء الضابط المسؤول عن احتلال عمواس، كان للدير شوفير يسكن في رام الله اجتمعنا في بيته، قال الضابط : أنتم تذهبون كل يوم للحاكم العسكري، ما الذي سيفعله الحاكم العسكري لكم؟ عمواس منطقة عسكرية ، ولا شيء هنالك تستطيعون فعله، الحاكم العسكري لا يمكنه فعل شيئ، تدبروا أمركم،- بمعنى أنك لم تتمكن من العودة لعمواس
+ أبدًا ، يمنع دخول عمواس لانها منطقة مغلقة ، ثم ذهبنا في زيارة سنة 71 ، هنالك أشخاص نعرفهم ولهم جواسيس هناك أيضًا، قالوا لنذهب لنلتقي بحارس أملاك العدو، ذهبنا، دخلنا المكان وألقينا التحية، كان بصحبتي حسن ابن أبي غوش وأحمد ذيب ابن عمه، وواحد اسمه حيدر وآخرين من الحضور كانوا هناك، من بينهم أنا من كنت أفهم في موضوع الأراضي، كنت أحرث وأزرغ واعمل في الأرض وأعرفها حق المعرفة، تحدث ذلك المسؤول وقال أن هذه الأرض لهم وملكهم، وكان ينظر في دفتر أمامه ، قلت له أن هذا الدفتر أنا من دون فيه البيانات، ومدوّن فيه ألفي دونم، وهما ما تبقى من 50 ألف دونم استوليتم عليها، أرض عمواس 5 آلاف دونم، أرض اللطرون 10 آلاف دونم 6 منها لأهل عمواس، 4 آلاف دونم للدير، وألفي دونم لأهل اللطرون، ومن ثم خلايا عمواس ( غير واضح في التسجيل بدقة ما هي الكلمة، أقرب كلمة كانت خلايا) كلن لها لجنة، كان في اللجنة شخص اسمه شكري شاكر وآخر اسمه عبد الحميد عبد العزيز، وكان فيها طابو ومسجل بها 38 دونم، سألني هل هي لكم الخلايا، فقلت له : نعم لي ، أتظنها لك؟؟ كدت أجن من الغضب، قال : لماذا أنت غاضب؟ إنه مجرد سؤال! قلت نعم لنا، هذه أرضنا ورثناها عن آباءنا وأجدادنا منذ آلاف السنين، إنكم تدّعون أنكم ديمقراطيون وإنسانيون، وأنكم تتعاطفون مع أصحاب الحق، لكنكم كشفتم على حقيقتكم مرة واحدة، تقولون أنكم تريدون السلام، وكل كلامكم كذب، كما نظن أن الأنجليز هم أكذب الأعداء، لكنكم أنتم أكذب منهم ألف مرة، قال: أنتم تسمعون هذا الكلام من الإذاعة وهذا الكلام للاستهلاك المحلي، هذه القرية أصبحت منطقة عسكرية وممنوع أن يدخلها أحد، إذا أردتم الرجوع، يمكنك أن تعطيني أسماء المالكين في القرية، وسنشتري منهم الأرض، ولكم أن تطلبوا السعر الذي تريدون، لكن هيهات من يقبل أن يبيع لهم أرضه؟ قلت له أنهم كانوا قد أنشأتم مشروعًا في بيت نكوبة سنة 1948، هي بلدة صغيرة تقع بجانب قرية أبو غوش، أعطيتم للعائلات التي أسكنتموها هناك لكل عائلة 15 دونم، كل شخص متزوج أخذ 15 دونم، لماذا لا تعطي لكل عائلة من عمواس 15 دونم، ونسامحكم فيما تبقى؟ قال : لا، عمواس منطقة عسكرية لا يمكن لأحد أن يدخلها، لماذا ؟ هي الأوامر! لعن الله أباك وأبا أباك... قال لي: أنت غاضب بشدة! قلت له بسخرية: لا شيء يدعو للغضب، أنت تخرجني من قريتي وتهدم بيتي وتقطع برزقي! فعلًا تستحق أن أقيم مراسم احتفالية حين أراك!
-تعني أنك لم تتمكن من زيارة عمواس
+استطعت الذهاب مرة وشاهدتها
-ما الذي حل بها؟
+القرية كلها مهدمة وممسوحة، الرهبان كانوا صادقين لم يكذبوا، قالوا أنهم في البداية أخرجو الأثاث الجيّد، ومن ثم الراديوهات، الفرشات، أتوا اليهود من ناحية بيت محسير وبيت سوسين وانتقوا الأشياء الجيّدة من أثاث وما شابه، وحمّلوه في السيارات ، أهل البلد أخذوا البواقي،
- بعد ال67 هل عشت في المخيم؟
+ لا لم نسكن في المخيم
- هل لدى أهالي عمواس جمعية أو ديوان الآن؟
+ نعم، لدينا ديوان لآل الشيخ
- ما أبرز أنشطة الديوان
+ عندما يكون هنالك مناسبة زواج أو عزاء نجتمع فيه، لأنه من الصعب على الناس استقبال أعداد كبيرة من الضيوف في منازلهم وغرف ضيوفهم، لذلك اشترينا هذا الديوان وفيه 200 كرسي، عندما يتوفى شخص من العائلة نجتمع ل3 أيام،
- بعد عام 48، هل تم تسجيلك ضمن تسجيلات الأمم المتحدة الاونروا؟
+ لم يقبلوا بتسجيلي، حاولنا كثيرًا، قالوا أنتم ببلدكم، ليس من حقكم ذلك، كان هنالك شخص مسؤول اسمه محمد نمر الهواري، مسؤول من يافا عن اللاجئين، ذهبت لأتحدث معه، قال: إنهم لا يريدون تسجيلكم، قلت له: لماذا؟ بعد ذلك ذهب مع الوفد لهيئة ( ربما كان يفعل الرذيلة معها XDXD يشتم الحاج غاضبًا)الأمم وعاد إلى تل أبيب عند جولدا مائيير
- بعد الذي حل بالشعب الفلسطيني بعد النكبة، وأنت جزء منه، وقد عشت هذه التجربة بكل آلامها وتفاصيلها، ما الذي تقوله لأبنائك وأحفادك، لكل أبناء هذا الشعب؟
+ أقول وأنا رجل مسن ، لو أن هناك قراراً بالحرب والمقاومة المسلحة أنا أول الذاهبين للحرب،
- لماذا؟
+ لأننا ظلمنا، وتم الاعتداء علينا وعلى بيوتنا وأراضينا، من يرتكب كل هذه الجرائم فإن قتله حلال، ويأتي المتنطعون من الدول العربية يقولون لا يصح ذلك أنت لست في حالة حرب
- حق العودة كفله القانون الدولي لكل لاجئ فلسطيني بموجب القرار 194، نؤكد أن حق العودة يضمن لكل فلسطيني الحق في العودة لدياره واسترداد ممتلكاته، إذا توفرت لك الفرصة للعودة، ما هو موقفك؟
+ أقسم بالله أنه لو بأمكانني العودة الآن، سأعود فورًا
- هل هناك أي شيء ممكن أن يعوضك عن أرضك وممتلكانك؟
+ لا شيء في هذا العالم يعوضني ، قبل خروجنا بعامين كان هنالك شخص اسمه عوينيت فرعون، كان من مالكي شؤكة الباصات يافا القدس وحيفا، هو كان صديقي، يوم من الأيام قال لي: أريد أن أبيع الأرض التي عندكم، 42 دونم مساحتها، اتفقنا على ألفين وخمسمئة ليرة، وبعد سنتين ذهبت مع باقي الأراضي
- الحاج مصطفى الشيخ أود أن أشكرك على وقتك ومجهودك
انتهت
شارك بتعليقك