في الحقيقة اني شعرت ببعض الاسف لعدم ذكر سيرة هذا البطل الشامخ والاسد الهزبر الرجل الذي وقف وقال لا عندما فكر العديد بالهروب هذا المجاهد الذي دفع ابنائه الى الامام في جبهة القتال ولم ينتظر اليهود ليدخلوا عليه بلدته الطاهرة بل خرج اليهم شاهرا سلاحه ومعه من تابعه من رجال قطرة الافذاذ
شيخنا لم يتخرج من اكاديمية عسكرية ولم ينشا على العسكرية والسلاح وانما نشأ يتيما بلا مأوى ذهب الى يافا ليعمل في مينائها وعانى في حياته ما عانى حياة مريرة قاسى فيها ما قاساه من مرارة الحرمان وبؤس اليتم ليعود الى قطرة وتساعده امه في شراء بضعة أمتار في هذه البلدة الطيبة, حتى نشأ مزارعا ليصبح بعد سنين من أغنى اهل البلد, وليصبح من أعظم ملاك البلد, وعندما بدأت عصابات الهاجانا وغيرها من عصابات اليهود بالاستيلاء على البلدات المجاورة ارسلت الثورة العربية مندوبا لها على قطرة وأمدته ببعض الذخيرة,صار هذاالمندوب ويدعى بالشامي -ولم يكن له في قطرة سوى كشك صغير في ناحية نائية من القرية-صار يتحكم ويتصرف كزعيم للبلد باسم الثورة ,حتى قام ببعض التصرفات الغير لائقة كالاستيلاء على الخيول عنوة وغيرها من فرض الضرائب المجحفة على الاهالى حتى لاقت هذه تضجرٍا بين الأهالى , حتى عزم في أحد المرات على جلد أحد أبناء عائلة اسماعيل علي بحجة عدم الخروج للعمليات وكان مريضا, وعندها فاض الكيل وخرج له الشيخ عبد الحفيظ ومعه أبنائه حسن ومحمدالملقب "ابوالريش" وابراهيم,ووقفوا ببابه وأخرجوه من البلد الى غير رجعه.
وهنا ..بدأت الحكاية
المزارع صاحب الاموال يتحول الى زعيم للثوار بعد ان طرد الشامي ,وعندها ارجع الذخيرة لاصحابها اي للثورة العربية وكان مقرها "يبنا"انذاك ويترك المزارع بياراته ليحول الى المدرب والزعيم ليدرب الشباب ومن يقدرون على حمل السلاح واشترى من ماله الخاص "البنادق"و "الفشك" واستعان بأهل الفضل من المقدرين من أعيان البلد,وخاض معركة طاحنة وكان النصر حليف الثوار وكاد بعض الرجال من الثوار ان يتخلفوا عنه ليرجعوا بأهلهم الى مأمنهم ؛الشيخ عبد الحفيظ استشاط غضبا ووقف وقفة الزعيم الحريص على ارضه وبلدته وقف قائلا :اني سأقتل كل من تدرب على حمل السلاح ولن يخرج معي للجبهة.......
بعض الرجال هرعوا الى مولاناالشيخ احمد القطراوي وكان وليا من أولياء الله وكان أهل القرية يخضعون له ويكنون له كامل الاحترام فانصاع الشيخ عبد الحفيظ لارادةالشيخ أحمد القطراوي قال للشيخ عبد لحفيظ :اتركهم فوالله لن ينفعوك بجبنهم, فسيكونون عليك عبئا ولن تنصر بهم , وعندها عزم الشيخ عبد الحفيظ على مواصلة الدرب رغم قلة ذات اليد وقلة الرجال , وخرج وكانت معركة بشيت وتلك المعركة لم تكن بداخل قطرة وانما على حدود المغار وبشيت وكان النصر في البداية حليف المجاهدين وسقط القتلى في جانب القوات الاسرائيلية المدربة أمام القواد الفلسطينية الباسلة إلى أن جائت الدبابات الانجليزية وظن المجاهدون انها للفصل بين القوات وكانت هذه العادة في ذاك الوقت ان تأتي القوات الانجليزية لفض النزاع ,ولكن هذه المرة لم تات لذلك وانمالإمداد اليهود بالذخيرة وكان المجاهدين في حالة إرهاق شديد بعد طول القتال,وكانت الفاجعة اذ وقف الانجليز بجانب اليهود ليقوموا بتصفية عناصر الثورة لتحسم المعركة لصالح اليهود ,ويرتقى اثرهمن بين الشهداء المجاهدالشهيد باذن الله عبد الحفيظ الى رحمة الله وجناته.
رجع من رجع من المجاهدين وقاد الانسحاب بعده ابنه الشاب حسن عبد الحفيظ القطراوي وامن للبقية طريق الانسحاب واصر ابنه الاخر محمد الملقب "ابو الريش" اصر على الرجوع ليحضر جثمان ابيه الشهيد,فلما وصل بعد يومين وجده طريحا كمالو قتل الان وتفوح رائحته الطاهرة بريح المسك ودفنه بتلك البقعة على أرض المعركة ليسجل للتاريخ قصة مجاهد لم تسعفه الامكانيات ليحرز النصر لامته وسجل ايضا أعلى درجات الحقد على اليهود اعداء الله وليروي بدمه الطاهر قصة التشبث بالارض وعدم تركها والهروب عنها بسهولة
ابناء الشيخ عبد الحفيظ القطراوي الذكور هم
* حسن الإبن الأكبر ويسكن الان هو وابنائه في مدينة غزة
*محمد"ابو الريش" ويسكن هو وأبنائه الان في مدينةالخليل
*إبراهيم وهاجر الى الاردن
*اسماعيل ويسكن مع ابناءه الان مدينة غزة
يشار الى ان اسماعيل اخوهم لاب ومن ام ثانية
جائت ام اسماعيل لزوجها االشيخ عبد الحفيظ وهو في الجبهة ليرجع وتحمل بكفيها ابنها الرضيع"اسماعيل" فقام بنهرهاوقال :ان لم ترجعي الى البلد الان ساتبرع برصاصتينواحدة في رأسك وواحدة للطفل !!!!
ليست غلظة وقسوة في القلب وإنما يريد بذلك ارهابها من ان تؤثر في مشاعره وتراوده للرجوع عن الجبهة
رحم الله شهيدنا فلقد عاش بطلا شجاعاوارتقى الى العلياء شهيدا يخلد بنائه سيرته وإذا ذكرت قطرة لا بدأن يذكر هذا الاسد
فما معنى الحياة بدونك يا قطرة الاسلام
......................................
المصادر\ جدي العظيم ووالدي وكل ابناء البلد يعرفون من هو الشيخ عبد الحفيظ
شارك بتعليقك