بسم الله الرحمن الرحيم
الاخ صلاح منصور - ابو السوس - المحترم
فلسطين في الذاكرة
تحية معطرة بنسيم فلسطيني مفعم بروائح زهر برتقال وياسمين فلسطين
اشكرك من الاعماق على رسالتكم البريدية المرسلة على بريدي حول الوثائق الفلسطينية.ويسرني ان ارفق طيه مقالتي والتي اسميتهالعبة الوثائق تفهما لوجهة نظرك وتدعيما لها، لعل اخوتنا ابناء الوطن يدركون قبل فوات الاوان حقائق ووقائع القضية الفلسطينية،ومايحيط بها من اشواك وكمائن وعقبات ويتداركون ذلك. وخاصة بعد نشر قناة الجزيرة وصحيفة الغارديان اللندنية لبعض وثائق مفاوضات بعض افراد السلطة الفلسطينية وبعض افراد الصهاينة.
لعبة الوثائق
بالنسبة لي، كما للكثيرين من اخوتنا الفلسطينيين والعرب وكذلك المحبين لفلسطين من غيرهم، فلم تفاجئ بها لاننا قراناها قبل 27 عاما اي في مؤتمر القمة العربي المنعقد في الجزائر عام 1984 يوم اتخذ هذا المؤتمر قرارا باذلال الامتين العربية والاسلامية عامة والشعب الفلسطيني خاصة ، ذلك القرار القاضي بوقف الحرب مع الصهاينة وانتهاج الحل السلمي للمشكلة الفلسطينية, وقرأناها ايضا قبل 37 عاما يوم قرر انور السادات ان تكون حرب 73 اخر الحروب مع الصهاينة وقيامه بزيارة فلسطين تحت رايات واعلام الصهاينة والتي سببت اخراج الشقيقة مصر من الجامعة العربية ونقل الجامعة العربية من قاهرة الاعداء الى تونس وقرأناها مرة ثالثة قبل 23 عاما يوم قرار الاردن فك الارتباط مع فلسطين والاتجاة نحو السلام مع الصهاينة، وقرأناها مرة رابعة يوم فاجئنا ابوعمار باتفاقية اوسلو قبل 18 عاما.
نعم اخي صلاح قراناها الاف المرات، مع كل لقاء بين من يدعون انهم ابناء فلسطين والذبن خيل لهم انهم قادرون على بيعها بابخس الاثمان اي مقابل ربطة عنق وكرسي مهترئ خلف مكتب عفن تحت رايات الصهاينة - بؤسا وتعسا لهم، كم كانوا اغبياء حينما حسبوا ان من خانوا الرب وعصوه وقتلوا الانبياء وامتشقوا نصوص الخيانة والغدر والخسة لكل ما هو من عند الله ـ سوف يصدفون معهم ويتخلون عن غنيمتهم وفريستهم فلسطين مقابل سواد عيونهم ، دونما قوة او سلاح .
نعم اخي صلاح قرأناها الاف المرات وبعدد شعر رؤوس كل من ساهم او شارك في اي قرار يتعلق بالموافقة على قيام كيان لكائن من كان لغير اهل فلسطين على جزء من ارض فلسطين، اولئك قصيري النظر والذين ما خطر ببالهم يوما انما هم شاركوا في بيع اوطانهم ودولهم لصاحب بأس او لذي قوة يطمع يوما في اوطانهم ودولهم، فلا يستطيعون ساعتها الرد او الرفض لانه قد سبق لهم اقرار مبدأ القوي يكسب. وانهم بذلك يعمدون سابقة ليس لها مثيل في التاريخ الا وهي مبدأ التنازل او القبول بالتنازل عن الحقوق غير القابلة للتصرف والتفريط فيها.
اخي صلاح، فما الجديد في الموضوع سوى اننا نتلهى بلعبة الاوراق، بينما هناك من لا ينامون ليلا او نهارا يحملون ارواحهم على اكفهم رافضين كل ما لايعيد الحق الى اصحابه كاملا غير منقوص: عودة الارض والبيت وعودة الانسان الى مسقط راسه والتعويض عليه بمافقد او خسر على مدى اكثر من ستين عاما من الضياع والتشتت وفقدان الاحبة شهداء واسرى وجرحى وثكلى. ولا من يمد لهم يد العون
والمؤازرة ولا من يهئ نفسه للرباط معهم على وحول ارض الرباط فلسطين.
اخي صلاح: ليس عاقلا من فكر لحظة ان فلسطين وكل فلسطين يمكن ان تعود بغير سنان الرماح، بل مجنون من ظن يوما ان لصا قد يعيد ما سرق او سلب دون ان تقظع يده.
عاشت فلسطين حرة عربية ابية من بحرها الى نهرها ومن ناقورتها الى ام رشراشها وعاشت الايدي التي تقبض على الزناد، مدمية بايدي اشقائها.
مرة اخرى اشكرك اخي صلاح، وليعلم وكذلك وليعمل كل ابناء وطني على: ان الحديد لا يفله الا الحديد، وان ما سلب بالقوة لا يسترد بغير بالقوة.
اخوكم
ابو فنونه
28/1/2011
شارك بتعليقك