دولة سبتمبر الفلسطينية
بسم الله الرحمن الرحيم
مرة ثانية اكتب تحت هذا العنوان حيث كانت المرة الأولى قبل ثلاثة أشهر تقريبا وعلى صفحة سجل زوار فلسطين في الذاكرة .
ولكن هذه المرة وبعد أن سألني احدهم قبل أكثر من شهر سؤال طرح بعد تداول أخبار أو إشاعات مفادها أن عباس سيتراجع عن تقديم طلب الاعتراف بدولـــة فلسطينيـــة إلى مجلس الأمن، وكان السؤال هل سيتراجع عباس في النهاية عن هذا الطلب أم لا؟ . وكانت إجابتي بأنــــه سيمضي قدما لان هذه فرصته الأخيرة في حياته السياسية فإما أن يكسب قرارا سياسيا لا يقدم ولا يؤخر أو سيعود خالي الوفاض لأنه قرر اعتزال العمل السياسي ويتمنى أن ينال القرار وهو يعلم في قرارة نفسه أنَ ذلك مستحيلا بعد معاناته لأكثر من 25 سنة من الجـدال مـــــع الصهاينة مرتزقة وأمريكان وأوروبيين لتبصر دولة فلسطين النور دون جدوى، فسواء أكانت فلسطين ممثلة بمنظمة التحرير الفلسطينيــــة وهذا هو الأجدى عمليا ولو من جهة وجود كلمة تحرير في اسمها وهي خير ألف مرة من دولة تنازلت عن معظم جسدها ومنظمة التحرير هــي بمثابة دولة تعترف بها دول أكثر من الدول التي تعترف بالمرتزقة الصهاينة المحتلين وهي أيضا تمتلك من مبررات العمل السياســي إضافة إلى العمل العسكري لاستكمال عملية التحرير كونها حركة تحرر وطني. ولكن ما فائدة دولة لا تحمل من صفاتها سوى الاسم فقـط فهي ستكون بمثابة خمس الحسد الفلسطيني وليس لها يدين ولا قدمين ولا رأس يحمل دماغا للتفكير وبالتالي فهي ستكون مشلولة كما باقـي الدول العربية والتي أضاعت قيمها ومثلها بعد عام 1973. فمثلا مصر انتصرت في حرب أكتوبر 1973 عسكريا لتعود ومن اجل ما سمي استعادة سيناء لتخسر مصر كلها باتفاقية كامب ديفيد ولتصبح "رغم أنها دولة وهي الأكبر عربيا " دمية في أيدي الصهاينة بسبب قيادة فقدت كل قيم الكرامة والنخوة العربية وأفقدتها قدسية معاركها القومية والعالمية بجبنها وقصر نظرها ولتصبح مصر كلها محتلة من السلوم غربا حتى العريش شرقا ومن الإسكندرية شمالا حتى النوبة جنوبا فلم ينفعها اسم الدولة ولا تمثيلها على مستوى دول العالم اجمع ولا طول قامة رئيسها حتى جاءت ثورة 25 والتي نأمل أن تلغي كل ما يكبلها ويعيد لها كرامتها وأسس الدولة الحقيقية، كذلك سورية فهي دولــة وعلــى مستوى العالم اجمع ورغم انها تدعم المقاومة فجولانها محتله منذ 45 عاما فما استفادت من اسم الدولة ولا استطاعت رغم كونهـا دولـة أن تعيد جولانها حتى الآن. ولا حتى الأردن رغم انه دولة ويتمتع بدعم عربي فلم يستطع وعلى مدى عشرين عاما أن يسترد أو يستعيــد مــــا احتلـه الصهاينة من أرضه عام 1967يوم كان شرق فلسطين أو ما تبقى من فلسطين تابعـا لـه ضمن المملكة الأردنية الهاشمية حتى العــام 1988 عام فك الارتباط .
فكيف لنا الآن ولكل ذي عين بصيرة آن يتصور أن عباس أو غيره يستطيع أن يسترد ما سيطر عليه الصهاينة اللصوص سواء أكان دولة أو دويلة على بضعة أمتار من ارض لن يكون له عليها أي سلطة آو قيادة . هذا من جهة ، ومن جهة أخرى فهل تصور هو ومن يشير عليه أن القيادات العربية ستنتفض انتصارا له وتعاقب أمريكا على رفضها قيام الدولة الفلسطينية وهم الذين لم ينتفضوا عندما تم سلبهم كل مقومــات عروبتهم وقيمهم الدينية والروحية ورفض كل مبادراتهم وجميع دولهم لا تساوي ولا تخيف العدو الصهيوني كضاحية صغيرة في لبنـان لان فيها من القوة ما يخيف ذلك العدو. وهذه الضاحية ليست دولة ولا كيان بل هي مجموعة من البشر محدودي العدد والعدة ولأنهم امنـــوا بان ما حك جلدك غير ظفرك وان ما اخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة وقد استردوا مدنهم وقراهم من هذا المحتل الغاصب, كما أن لنـا فـي جـزء منا أي من فلسطين "غزة هاشم" ما يرعب ويرهب الصهاينة في الوقت الذي يعتبر أولئك اللصوص الصهاينة أن 22 دولة لها ما لها وتملك من العدة ومن الأموال ما تملك لا تساوي عندها قيمة بعوضة وما ذلك إلا لان تلك الدول لا تملك إرادة التحدي ولا إرادة الكرامـة وكسَرت أنياب قوتها ودفنت رؤوسها في الرمال.
لذلك نقول لعباس أن يغير خطابه في مجلس الأمن ويقول لمجلس الأمن ما يلي:
قبل أكثر من 30 عاما وعندما كان للأمة العربية كرامة اضطرت الأمم المتحدة بكلها وكليلها أن ترحل من نيويورك إلى مقرها الأوروبــي في جنيف بسبب رفض الولايات المتحدة منح ياسر عرفات تأشيرة دخول ليتمكن من إلقاء خطاب منظمـة التحريـر الفلسطينيـة "العضـــــو المراقب فيها" أي أنها ليست دولة ولا كيان بل مجرد مجموعات مقاتلة تملك القوة . ويومها قال لكم ياسر عرفات احمل بيد غصن الزيتون واحمل البندقية باليد الأخرى فلا تسقطوا الغصن الأخضر من يدي. ولكنكم خدعتم ذلك الرجل.
والآن اطلب منكم الاعتراف بدولتنا الفلسطينية وتسلمونا مقعدنا المغتصب منذ العام 1948على حدودها الجغرافية التاريخية من بحرهـا إلى نهرهـا ومن ناقورتها إلى أمِ رشراشها كما سبق لكم أن أعطيتم شعب جنوب إفريقيا مقعد الدولة العنصرية .
كما اطلب من عباس صباح الجمعة أن يفعل ما فعله مندوب سوريا في الأمم المتحدة في العام 1947 عندما احتل مقعد مندوب فرنسا فــي الأمم المتحدة لمدة 25 دقيقة ورفض إخلائه رغم محاولات المندوب الفرنسي المتكررة له أن يقوم من المقعد ورغم التهديــد والغضـــــب ومحاولة الاعتداء عليه، ودون أن ينطق بكلمة واحدة حتى اكتملت أل 25 دقيقة، عندها ترك المقعد وقام ليوجه كلمة إلى المندوب الفرنسي ليقول له غضبت وأزبدت وكدت تقتلني لأنني احتليت مقعدك لمدة 25 دقيقة فماذا نفعل بكم وانتم تحتلوننا منذ 25 عاما. وحصلـت ســوريـا يومها على استقلالها.
يعني أنني اطلب من عباس أن يحتل مقعد الأمريكية القذرة مندوبة أمريكا في مجلس الأمن لمدة 63 دقيقة وان يطلب من احد أعضاء وفده المرافق أن يحتل مقعد المندوب البريطاني الأقذر لمدة 30 دقيقة: الأول لان أمريكا هي من يحتــل فلسطين عمليا منـذ العــام 1948 لأنهــا الممول والمسلح للمرتزقة الصهاينة المحتلين، أي لمدة 63 عاما، أما الثاني فلان بريطانيا استعمرت فلسطين لمدة 30 عاما أي من العـــام 1917 حتى العام 1948 وهي التي قدمت للصهاينة وعد بلفور المشئوم ومهدت وساهمت في تسليح الصهاينة واعترفت بعصاباتهم ككيان غاصب على تراب وطننا. وان يلقي خطابه بعد انتهاء الوقت مطالبا بالاعتراف بدولة فلسطين على كامل ترابها الوطني كما أسلفنا. ويترك الباقي على أصحاب الضواحي التي فجرها الربيع العربي. ونأمل أن لا يرتكب خطاه القاتل بان يطالب بدولـة فلسطينيـة منقوصة ولا حتى شبر واحد من حجمها التاريخي حرصا أن يناله ربيع فلسطين القادم ويحاسب كما هو ومن شاركه في هذه الخطوة وله في "بن علي" و في "مبارك" خير مثال.
وفيما يلي اقتباس لقصة المندوب السوري كما نشرت على احد المواقع:
اقتباس
<< هاني العوران
دخل فارس بيك الخوري، ممثل سوريا في الامم المتحدة حديثة المنشأ، بطربوشه الأحمر و بزته البيضاء الأنيقة.. قبل موعد الاجتماع الذي طلبته سوريا من اجل رفع الانتداب الفرنسي عنها بدقائق و اتجه مباشرة الى مقعد المندوب الفرنسي لدى الأمم المتحدة و جلس على الكرسي المخصص لفرنسا. . بدء السفراء بالتوافد إلى مقر الأمم المتحدة بدون إخفاء دهشتهم من جلوس 'فارس بيك' المعروف برجاحة عقله و سعة علمه و ثقافته في المقعد المخصص للمندوب الفرنسي، تاركا المقعد المخصص لسوريا فارغا.. دعوني أخبركم، أيها الأحبة هذه المعلومة عن فارس بيك الخوري:
فارس بيك احد 'مؤسسي' الأمم المتحدة، رغم معارضته الشديدة لصيغة مجلس الأمن، و اعتقد ان هذا يفسر سبب ذهول الوفود من تصرف فارس بيك، يعني فارس بيك احد واضعي نظام الأمم المتحدة و لا يعرف بروتوكول المقاعد المخصصة؟؟
المهم أحبائي، دخل المندوب الفرنسي، و وجد فارس بيك يحتل مقعد فرنسا في الجلسة.. فتوجه إليه و بدأ يخبره أن هذا المقعد مخصص لفرنسا و لهذا وضع أمامه علم فرنسا، و أشار له إلى مكان وجود مقعد سوريا مستدلا عليه بعلم سوريا ولكن فارس بيك لم يحرك ساكنا، بل بقي ينظر إلى ساعته. دقيقة، اثنتان، خمسة. استمر المندوب الفرنسي في محاولة 'إفهام' فارس بيك: يا حبيبي، يا روحي، مونامور، مون شيري... هون محل كرسي بتاع فرنسا، محل كرسي بتاع سوريا هنيك، سيفوبليه قوم انقلع من هون بدنا نقعد و لكن فارس بيك استمر بالتحديق إلى ساعته: عشر دقائق، احد عشرة، اثنا عشرة دقيقة و بدء صبر المندوب الفرنسي بالنفاذ: يا .... قوم انقلع يا عربي يا متخلف هون مطرح فرنسا الحرة و لكن فارس بيك استمر بالتحديق بساعته، تسع عشرة دقيقة، عشرون، واحد و عشرون. و اهتاج المندوب الفرنسي، و لولا حؤول سفراء الأمم الأخرى بينه و بين عنق فارس بيك لكان دكه و عند الدقيقة الخامسة و العشرين، تنحنح فارس بيك، ووضع ساعته في جيب الجيليه، و وقف بابتسامة عريضة تعلو شفاهه و قال للمندوب الفرنسي: سعادة السفير، جلست على مقعدك لمدة خمس و عشرين دقيقة فكدت تقتلني غضبا و حنقا، سوريا استحملت سفالة جنودكم خمس و عشرين سنة، وآن لها ان تستقل: فــي هــذه الجلسة ، نالت سوريا استقلالها >> انتهي الاقتباس
عاشت فلسطين حرة عربية سواء أكانت دولة أو خيمة فشعبها كفيل بان يحقق رفعتها وسموها وعلو شأنها كأعظم دولة يوم ترفرف رايات الحرية فوق أقصاها وقيامتها ومهدها وعلى كل تلالها وكهوفها
شارك بتعليقك