محمد شكري عبد الرحمن المزين من مواليد قرية (القبيبة قضاء الرملة) عام 1945م، هاجرت أسرته إلى قطاع غزة أثر النكبة التي حلت بالشعب الفلسطيني عام 1948م ولم يكن قد تجاوز الثالثة من عمره، حيث استقر بهم المطاف في مخيم رفح للاجئين الفلسطينيين، كانت أسرته مكونة من عشرة أفراد ثلاث بنات وسبعة أبناء، وكان ترتيب محمد هو الثالث بينهم، تلقى دراسته الابتدائية والاعدادية في مدراس وكالة الغوث (الأونروا) ومن ثم أنهى الثانوية العامة من مدرسة بئر السبع الثانوية للبنين بمدينة رفح عام 1963م.
كان محمد منذ الصغر يعشق الرسم وقد رسم العديد من اللوحات وكانت أمنيته أن يكون رساماً فتحققت أمنيته بعد ذلك.
سافر إلى مصر والتحق بكلية الفنون الجميلة بالإسكندرية والتي حصل منها على بكالوريوس في الفنون الجميلة عام 1967م، حيث كان من المتفوقين في دراسته.
تفرغ للعمل في حركة فتح بعد العام 1967م، عمل في التعبئة والتنظيم.
عام 1970م كان أحد مؤسسي مجلة الأشبال والفتوة والزهرات التي تصدرها حركة فتح في دمشق، ومديرها الفني، عمل بعد ذلك في جهاز الإعلام الموحد، ومن ثم في المدينة التعليمية لأبناء الشهداء في (عذرا) بدمشق حتى العام 1983م.
أكمل دراسة الماجستير من جامعة الإسكندرية عام 1979م.
بعد عام 1984م عمل في مقر القائد العام لمنظمة التحرير الفلسطينية في تونس، وكان مشرفاً فنياً وثقافياً للبرنامج الثقافي الفني الفلسطيني في الفترة من عام (1984 – 1994م).
الفنان/ محمد المزين عضو الاتحاد العام للفنانين التشكيليين العرب، وأستاذ زائر للمعهد العالي للفنون الجميلة في باماكو (مالي) من عام (1986 – 1990م).
وعضو مؤتمر حركة فتح الذي عقد في تونس عام 1989م.
نائب الأمين العام للاتحاد العام للفنانين التشكيليين الفلسطينيين منذ عام 1991م.
بعد اتفاق أوسلو وعودة السلطة الوطنية الفلسطينية إلى أرض الوطن عام 1994م عاد محمد المزين وعمل في جهاز التفويض السياسي، حيث عين مديراً للدائرة الفنية والثقافية فيه، وبقي حتى تقاعده عن العمل عام 2005م.
من مؤلفاته:
- كتاب فني مشترك (محمد المزين – عبد الرحمن المزين) بعنوان: بصمات فنية من أفريقيا – 1990م.
- معارض فنية محلية وعربية ودولية خاصة، وثنائية وجماعية (1970 – 2000م).
- له بطاقات وملصقات مطبوعة، ومقتنيات لأعماله الفنية التشكيلية (1970 – 2000م).
- ديوان الشعر بعنوان: (عتاب) 2010م.
- ديوان شعر بعنوان (جارة روحي) 2011م.
بعد الانقسام الذي حصل في قطاع غزة غادر إلى الضفة الغربية ومنها استقر في المملكة المغربية.
الفنان التشكيلي/ محمد المزين متزوج وله أربعة أولاد أكبرهم فراس.
الراحل الكبير/ كان مناضلاً وفناناً مبدعاً، ورائعاً، ترك خلفه لوحات فلسطينية رائعة، كان فناناً ملتزماً بقضيته العادلة وشعبه، عاش مناضلاً، متواضعاً محافظاً، عصامياً، يحترم الجميع، عاش في عائلة فنية فشقيقه الدكتور/ عبد الرحمن المزين هو الأمين العام للاتحاد العام للفنانين التشكيليين الفلسطينيين.
لقد عاش الثورة بكل تفاصيلها، بآلامها وأفراحها، بانتصاراتها، وانكساراتها، سخر جل حياته من أجل فلسطين، كان ملتزماً بالقيم السامية التي تربى ونشأ عليها في أسرته.
حمل قضية شعبه من خلال لوحاته الفنية وسافر بها إلى العديد من الدول شارحاً لهم المعاناة والآلام التي يعانيها شعبه وحرمانه من عودته وإقامة دولته المستقلة فوق تراب ارضه، لقد كان خير من يمثل ثورته وقضيته.
غيب الموت يوم السبت الموافق 9/1/2016م في المملكة المغربية الشقيقة الفنان التشكيلي المبدع المناضل العميد/ محمد شكري عبد الرحمن المزين (أبو فراس) نائب الأمين العام للفنانين التشكيليين الفلسطينيين، عن عمر ناهز السبعون عاماً، قضاها في خدمة وطنه وشعبه وقضيته الماجدة.
لقد ترك الفنان التشكيلي والشاعر الموهوب ورائه سمعته الطيبة وأرشيفاً كاملاً بالأعمال النضالية والفنية.
نصف قرن من العطاء والنضال والعمل والنجاح لرجل تفتخر به فلسطين، إنه ابنها البار/ محمد المزين الذي أنجبته متفاني في خدمة وطنه وقضيته العادلة.
رحمك الله يا أخي/ محمد المزين (أبو فراس) وأسكنك فسيح جناته، وإلى أن نلقاك لروحك الطاهرة ولأرواح الشهداء الميامين. الرحمة وكل الوفاء والتقدير.
بقلم لواء ركن/ عرابي كلوب
https://www.amad.ps/ar/Details/106629
شارك بتعليقك