فلسطين في الذاكرة من نحن تاريخ شفوي نهب فلسطين English
القائمة الصراع للمبتدئين دليل العودة صور  خرائط 
فلسطين في الذاكرة سجل تبرع أفلام نهب فلسطين إبحث  بيت كل الفلسطينيين على الإنترنت English
من نحن الصراع للمبتدئين    صور     خرائط  دليل حق العودة تاريخ شفوي نظرة القمر الصناعي أعضاء الموقع إتصل بنا
السابقة

القدس الشريف: مآذن المسجد الأقصى المبارك..المزيد في قسم التعليقات

  تعليق واحد
التالية

English

صورة لمدينة القدس الشريف: مآذن المسجد الأقصى المبارك..المزيد في قسم التعليقات. تصفح 70 ألف صورة تدون الحياة والتراث الفلسطيني جلهم قبل النكبة

 رُفعت في12 آب، 2025
 
شارك السابقة   3320   3321   3322   3323   3324   التالية القمر الصناعي
 

شارك بتعليقك

المآذن تشكيل هندسي معماري ، تُعد أحد أهم العلامات البارزة في عمارة المساجد ، فقد استُخدمت للإعلان عن مواقيت الصلاة بالأذان ، واهتم المسلمون بعمارتها وهندستها حتى منحت بُعداً روحياً مميزاً .
وقد يتضمن المسجد أكثر من مئذنة كما هو سائد في المساجد الكبرى في ربوع العالم الإسلامي مثل المسجد الأقصى المبارك .
وعُرفت بأسماء عديدة منها المنارة والصومعة والميذنة والمنار .. فهندستها وتصميمها ارتبط ارتباطاً وثيقاً بالعمارة الاسلامية وشهدت المزيد من التطوير والإبداع واختلاف الاشكال على مر العصور ، حيث أخذ المعماري المسلم على عاتقه تطويرها حتى أصبحت نموذجا تاريخياً ابداعياً مميزاً .
فإلى متى يعود إنشاء المآذن بشكل عام والمآذن التي تزدان في المسجد الأقصى بشكل خاص وما هي ماهيتها وميزاتها ؟!
نشأة المآذن
اختلف المؤرخون حول مسيرة المآذن ، ففي العهد الاسلامي الاول في العصر النبوي كان بلال رضي الله عنه يصعد مكان مرتفع بقرب المسجد ليصدح بالأذان ، ولم يكن مصطلح المآذن موجوداً ، واستمر هذا الامر في عهد الخلفاء الراشدين حتى جاء العصر الأموي حيث برزت فكرة بناء المئذنة .
ففي رواية لابن دقماق والمقريزي يقولان فيها أن مسلمة بن مخلد الذي عامل مصر لمعاوية بن أبي سفيان وابنه يزيد وحفيده معاوية انشأ في سنة 53هـ/672 م أربع صوامع في أركان جامع عمرو بن العاص في الفسطاط لغرض الاذان .
ويذكر آخرون أن فكرة بناء المئذنة ولدت على أيدي (زياد بن أبيه) في البصرة عام (45هـ/ 665م)
إلا أن المؤرخ ابن الفقيه قال أن الوليد بن عبدالملك هو الذي اتَّخذ أبراج المعبد الوثني كمآذن لجامعه الذي حلَّ مكان المعبد
وفي ظل الإتساع المتنامي للفتوحات الاسلامية انتشرت المساجد المزدانة بالمآذن وتطورت اشكالها وتميزت من منطقة لأخرى ، فنراها في المسجد الأقصى المبارك ذات تصميم هندسي ابداعي مميز ، حجارتها تدق على أوتار القلوب لتنير الأفئدة بالهدى وتضيء البصائر بالتقى .
مآذن المسجد الأقصى المبارك
في المسجد الأقصى المبارك مآذن تاريخية أربعة مازالت إلى يومنا تقع ثلاثة منها على امتداد الجهة الغربية للمسجد ابتداءاً من باب الغوانمة ثم باب السلسلة ثم باب المغاربة والرابعة في الجهة الشمالية بين باب الأسباط وباب حطة .
بُنيت هذه المآذن في زمن لم يكن فيه مكبرات للصوت لذا لم تُبن في الجهتين الشرقية والجنوبية لكونها آخر حدود البلدة القديمة وعدم وجود سكان بقرب من هذه الجهتين اضافة الى طبيعة المسجد المنخفضة في الشرق والجنوب آنذاك .
فقد تم بناء المآذن في الفترة الأموية التي تعتبر المرحلة الاولى لتأسيس المآذن ، كما ذكر بعض المؤرخون مثل مجير الدين الذي قال أنه زمن عبد الملك بن مروان كان للمسجد أربع منابر . وقول ابن عبد ربه " وفيه أربع مناور لمؤذنين "
ويبدو أنها دمرت أثناء الاحتلال الصليبي ثم اعيد بناؤها على الاساس القديم في الفترة المملوكية بين عامي 677- 769 هـ الموافق 1278- 1367م
وقد كان من عادة المؤذن الصعود لإحدى المآذن وإعطاء إشارة لباقي المؤذنين من خلال راية ليصدحوا بالأذان معاً ، ولكن بعد تركيب مكبرات الصوت عليهم عام 1371هـ-1952م لم يعد هناك حاجة للصعود إليهم .
مئذنة باب المغاربة (المئذنة الفخرية)
مئذنة مربعة الشكل تتدنى منها مقرنصات جميلة ، بُنيت بلا أساس ، كما تعد أصغر مآذن المسجد الأقصى ، إذ يبلغ ارتفاعها 23.5م ويصعد لها بـ50 درجة .
تقع في الركن الجنوبي الغربي للمسجد الأقصى المبارك قريباً من باب المغاربة ، وتحديداً فوق الطرف الشمالي الغربي لجامع النساء الواقع داخل المسجد الأقصى .
سميت مئذنة باب المغاربة لقربها من باب المغاربة وحارة المغاربة التي هدمها الاحتلال عام 1967. وتسمى أيضا (( المنارة الفخرية )) نسبة الى المدرسة الفخرية التي بناها القاضي فخر الدين محمد بن فضل الله ناظر أوقاف الحرمين الشريفين بمكة والمدينة وحرمي القدس الشريف والخليل عام 677هـ- 1278م ، حيث يذكرها مجير الدين بقوله " ولعلها بناء صاحب الفخرية والله أعلم "
ولكن من قوله " لعل والله أعلم " يبدو عدم التأكد من ذلك حيث ان فضل الله العمري قد زار مدينة بيت المقدس عام 746ه -1345م ووصف في كتابه مسالك الابصار ما شاهده ولم يذكر هذه المئذنة لذا من المرجح أنها لم تبن على يد فخر الدين بل في الفترة ما بين وصف العمري 747هـ-1345 م ووصف مجير الدين 900هـ-1495م
ويتم الوصول إلى المئذنة بواسطة سلم حجري يقع في الزاوية الجنوبية الغربية عند التقاء مبنى جامع المغاربة بجامع النساء، وتتكون هذه المئذنة من بناء مربع الشكل يقوم على قاعدة مربعة عالية ولها مدخل شمالي. ويقوم الطابق الاول فوق القاعدة وهو مربع الشكل أيضا ويقوم فوقه طابق ثان وله شرفة حجرية مربعة في أعلاه،وهي محمولة على حطتين من المقرنصات وفي وسطها بناء مربع صغير يشكل انتهاء بناء المئذنة،وقد أقيمت طاقية حجرية جميلة الشكل فوق هذا المربع الصغير في أعلى المئذنة
تعرضت لزلزال عام 1341هـ- 1922م فأعاد المجلس الاسلامي الاعلى بناء القسم العلوي منها في العام نفسه على طراز جميل، ووضعت لها قبة فوق المربع العلوي لم تكن موجودة من قبل، كما قامت لجنة إعمار المسجد الأقصى المبارك مؤخرا بترميمها وكست قبتها بالرصاص
وتشكل الحفريات اليوم تهديدا خطيرا على المسجد الأقصى ومئذنة باب المغاربة خاصة بعد الدعوة الاحتلال إلى مد نفق تحت الزاوية الجنوبية الغربية للمسجد الأقصى المبارك ليصل بين قرية سلوان وساحة البراق المحتل كما تتعرض لاعتداءات عديدة كمحاولات اسكات الاذان فيها بدعوى انه يزعج الصهاينة خارج الاقصى فغيروا اتجاهات المكبرات لداخل المسجد ولم يستطيعوا اسكات صوت الأذان
مئذنة باب المغاربة
مئذنة باب السلسلة (مئذنة المحكمة)
مئذنة مربعة القاعدة والأضلاع ارتفاعها 35 م ، يُصعد إليها من خلال مدخل المدرسة الأشرفية بحوالي 80 درجة .
قال عنها مجير الدين في وصفها " وهي مختصة بالأماثل من المؤذنين وعليها عمل المسجد واعتماد بقية المنابر "
مئذنة باب السلسلة
تميزت عن سائر المآذن برفع الأذان منها وظل المؤذنون يرفعون منها الأذان يوميا إلى أن بدأ استخدام مكبرات الصوت الموجودة في غرفة المؤذنين المقابلة للباب فوق صحن قبة الصخرة .
تقع في الجهة الغربية للمسجد الأقصى ، فوق الرواق الغربي قرب منتصفه تقريبا الى الشمال قليلاً من باب السلسلة الذي سميت باسمه .
كما سميت بالمحكمة نسبة لموقعها القريب من مبنى المحكمة الشرعية والذي يُعرف بالمدرسة التنكيزية .
أما بناؤها فهو مملوكي في عهد السلطان محمد بن قلاوون على يد سيف الدين تنكز الناصري سنة 730 ه - 1329 م ، وهناك نقش تذكاري متآكل في اسفل قاعدة المئذنة .
تضررت بسبب الزلزال عام 1341هـ -1922م فأعاد المجلس الإسلامي الأعلى بناءها
كما أن موقعها الحساس القريب من حائط البراق جعلها عرضة للتهديد المستمر .. اضافة الى الحفريات الصهيونية المتمركزة في تلك الجهة أثر عليها فأعيد ترميمها قبل بضعة أعوام على يد لجنة إعمار المسجد الأقصى .
مئذنة باب الغوانمة (مئذنة السرايا)
مئذنة تميزت بارتفاعها واتقانها المعماري في الزخارف والبناء وأعمدتها الرخامية الرائعة ، وشكلها الرباعي ، وتميُز جزءها العلوي ذو الاضلاع الثمانية ، حيث يبلغ ارتفاعها 38 م يصعد إليها بحوالي 120 درجة .
مئذنة باب الغوانمة
تقع في الزاوية الشمالية الغربية للمسجد الاقصى المبارك قرب باب الغوانمة المدعوة به ، أما بناؤها فكان كما قال مجير الدين في عهد السلطان حسام الدين لاجين عام 677هـ - 1278م وذلك على يد القاضي شرف الدين عبد الرحمن
ثم جددت في عهد السلطان المملوكي الناصر محمد بن قلاوون عام 730هـ – 1329م ، فسميت " منارة قلاوون " كما سميت أيضا " منارة السرايا " نسبة للسرايا العثمانية القريبة منها والتي تعرف الان بالمدرسة العمرية
كذلك جدد المجلس الاسلامي الاعلى رفرافها عام 1341هـ-1923 م
مئذنة باب الأسباط (المئذنة الصلاحية)
مئذنة يبلغ ارتفاعها 28.5م ، تتميز عن باقي المآذن باسطوانية شكلها الحالي بعد تجديدها واعادة بناءها في العهد العثماني بعد تضررها بسبب زلزال ، فقد كانت مربعة الشكل عند بناءها الاول في عهد السلطان الأشرف شعبان على يد ناظر الحرمين الشريفين السيفي قطلو بغا عام 769هـ-1367م
ثم تصدعت بفعل زلزال عام 1346هـ – 1927م مما اضطر المجلس الإسلامي الأعلى إلى هدم القسم العلوي وبنائه من جديد.
وعند الاحتلال الصهيوني لمدينة بيت المقدس سنة 1387هـ 1967م ، تضررت المئذنة إثر إصابتها بالقذائف ، وجرى ترميمها كاملاً على يد لجنة إعمار المسجد الأقصى المبارك وكُسيت قُبتها بالرصاص .
اما موقعها فهو على الرواق الشمالي للمسجد الأقصى المبارك بين بابي الأسباط وحطة.
ومن أسمائها (مئذنة الصلاحية) لكونها واقعة في جهة المدرسة الصلاحية الواقعة خارج المسجد الأقصى ، والتي أصبحت “كنيسة القديسة حنة” خلال العهد العثماني
الخاتمة
مآذن شامخة على أسوار المسجد الأقصى المبارك تحرس المدينة ، ومآذن مدهشة في بنيانها واتقانها ، ففي ثناياها عبق التاريخ يفوح نتنسم منه عبق التوحيد.
وكل مئذنة منهم لها حكاية ورواية وكل منهم لها ميزة خاصة
فمئذنة باب الغوانمة تتميز بأنها اطول المآذن ارتفاعها 38.5 ومئذنة باب السلسلة مربعة القاعدة والاضلاع ارتفاعها 35 متر ، اما مئذنة باب الاسباط تتميز باسطوانية شكلها وارتفاعها 28.5 ، وأصغرهم تلك التي توجد في جنوب غرب المسجد وهي مئذنة باب المغاربة ارتفاعها 23.5 .
ستبقى هذه المآذن رغم أنينها وبكاءها مع كل تدنيس لأرضها ولفقدانها للكثير من المصلين الخاشعين الذين كانوا يزورونها .. ثابتة صامدة كصمود الجمال بل أشد بإذن الله عز وجل .
المصادر والمراجع
موسوعة بيت المقدس
1- حسين مؤنس ؛ كتاب المساجد ، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ، الكويت 1981م ، ص114
2- صلاح ابو زيد ، المآذن عمارة اسلامية تسبح في شرايين المجد ، مقالة في الجندي المسلم ،ص 64
3- ابن فقيه ، ابي عبد الله احمد بن محمد الهمذاني ، كتاب البلدان ، عالم الكتاب يوسف الهادي 1996 م.
4- الحنبلي ، الإمام مجير الدين العليمي ، كتاب الأنس الجليل بتاريخ القدس والخليل ، مكتبة المحتسب-عمان ، ج2 ، ص27
5- ابن عبد ربه ، أحمد بن محمد بن عبد ربه الأندلسي ، العقد الفريد ، تحقيق مفيد محمد قميحة ، دار الكتب العلمية ، 1983 ، ص 279
6- الحنبلي ، مصدر السابق ، ص26
7- العمري ، شهاب الدين أحمد بن يحيى ، كتاب مسالك الأبصار في ممالك الأمصار ، دار الكتب العلمية ، جزء 1
8- الجلاد ، إيهاب سليم الجلاد ، كتاب معالم المسجد الأقصى تحت المجهر ، ص 213
9- أنظر المعالم الإسلامية في البلدة القديمة للقدس فادي عبد الغني شامية
10- أنظر المعالم الإسلامية في البلدة القديمة للقدس فادي عبد الغني شامية
11- الحنبلي مصدر سابق
12-أحمد فتحي خليفة ، دليل أولى القبلتين ثاني المسجدين ، مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات الإسلامية - فلسطين 48 ، طبعة 1421هـ / 2001م ، ص 32
13- الحنبلي مصدر سابق
14- الجلاد ، مصدر سابق ، ص 216
15- الجلاد ، مصدر سابق ، ص 218
 
American Indian Freedom Dance With a Palestinian


الجديد في الموقع