بلدة الصفصاف
القرية الوديعة القابعة أمام جبل الجرمق غربا وميرون جنوبا والجيش شمالا و طيطبا شرقا المحاطة بأشجار التين والزيتون والعنب من جميع الجهات وهي التي تربط الخط اللبناني بالفلسطيني الواصل إلى صفد وعكا .
يعمل أهلها بالزراعة وتربية المواشي و التجارة ومع هجرة الفلاحين هاجر بعض شباب القرية إلى حيفا للعمل في مرفأها و الإنخراط بشرطة المدينة الإنجليزية .
إن تكلمنا عن سكانها قبل العام 1948 م فقد كانوا حوالي521 نسمة و تبلغ مساحتها 7391 دونما وإختيرت لتكون مقرا لقيادة جيش الإنقا
عام 1948م أما اليوم فيبلغ عدد سكانها بما يزيد عن 6000 نسمة مشردين ومشتتين في جميع أصقاع العالم كبقية إخوانهم من أهل فلسطين الذين كتب عليهم الشقاء والحرمان من الوطن وقد عاشت هادئة في بحبوحة من العيش إلى أن جاء موعدها مع العصابات الصهيونية في يوم 29/10/1948 حيث أحاطت العصابات بالقرية ونزلت بهم تقتيلا وتشريدا بعد أن مهدت لضربها بالطيران الحربي و إسألوا وايزمن ( حمامة السلام ) الصهيوني ماذا فعل بالأبرياء من أهل بلدة الصفصاف ؟
وفي الموعد المشؤوم و مع غروب شمس ذلك اليوم قام الصهاينة بقصف البلدة بالطيران الحربي وذلك لترهيب الناس وحملهم على النزوح من البلدة و قد كان بطل هذه المعركة السيد وايزمن فهو الطيار الذي قام بقصف بلدة الصفصاف ( وهو حمامة السلام و الذي يدعو لتطبيق إتفاقيات السلام مع الفلسطينيين ) .
كما قامت عصابات كاخ وشتيرن والهاغانا بإحتلال البلدة بعد أن قاوم أهلها مقاومة عنيفة وقد قام الأهالي بطرد الصهاينة من جهة الشرق فقام الصهاينة بعملية إلتفاف من ناحية الغرب حيث وجدوا الطريق مفتوحا .
قام الصهاينة بجمع شباب القرية لينتقموا منهم وقد كان عددهم حوالي المائة شاب فقاموا بتعذيبهم قبل أن يقتلوهم و يرموا بجثثهم في بئر القرية و إسالوا ذلك المكان فيخبركم بتفاصيل تلك الجريمة الشنعاء بعد أن سلبت القرية و دمرت و قتل شبابها تركت البقية الباقية من الأهالي القرية هاربين هائمين على وجوههم يبحثون عن مأوى يأويهم فاتجهوا شمالا نحو لبنان حيث كانت الحدود مفتوحة لاحارس ولارقيب .
إنتقل الأهالي إلى يارون اللبنانية و بنت جبيل الحدودية وبعدها إستقر بهم المقام في برج الشمالي في صور ، حيث عاش الأهالي ( نقصد بكلمة الأهالي أهالي فلسطين من اللاجئن و المشردين من كافة القرى و البلدات الفسطينية و ليس فقط أهالي بلدة الصفصاف ) حياة لاتطاق من قلة ماء و قلة طعام و قلة خيم تأوي الناس فقد كان يقيم في الخيمة الواحدة عائلتان أو ثلاثة كالحيوانات في قفص .
جاءت الأوامر بعد ذلك بترك المخيم و التوجه شمالا إلى مدينة صيدا ثم إلى نهر الباردثم إلى بعلبك ثم إلى عنجر وهكذا إنتشر الفلسطينيون في جميع أرجاء لبنان وقد إستقر المقام بنا نحن أهالي بلدة الصفصاف في عين الحلوة في صيدا منذ عهد النكبة حتى الآن . وقد عشنا حياة شاقة و صعبة و مريرة قلة عمل أجور ضعيفة نحلم وننتظر العودة وأي عودة ننتظر؟
بعد مرور تلك المأسي على شعبنا و التي لازالت مستمرة تحرك ضمير العالم بعد أن نام خمسين عاما - لاندري من حرك أو أيقظ ذلك الضمير هذا إن كان هناك ضمير - بدأت الوفود الصحفية ، صحافي تلو الآخر ليسالك وبكل مودة ومحبة هل تحب العودة إلى فلسطين ؟ وقد نسي أن قيمة الأوطان لاتقدر بثمن و إسترجاعها يحتاج إلى بذل كل غالي و نفيس و صاحب الحق سلطان وماذا سيكون الجواب ؟
لاندري بماذا نجيب فذلك سؤال من الصعب الإجابة عليه ؟؟؟؟؟؟؟
ولكن نحن من سيسال ، سنسأل العالم ( أبوضمير ) عن قرارات الأمم المتحدة و على رأسها القرار 194 الداعي إلى عودة جميع اللاجئين إلى فلسطين و التعويض عليهم وسنسأل عن مبادىء حقوق الإنسان .
أمام تحديات الصهاينة ( تلك العصابات التي تمثل اقبح صورة للإنسانية ) نفتش ونبحث عن السلام الموعود الذي سوف يذهب أدراج الرياح ونحن كشعب فلسطيني لانرضى بديلا عن وطننا ونقولها بملىء الفم :
لا للتوطين و نعم لحق العودة إلى فلسطين و ياجماعة ما اخذ بالقوة لن يعود لنا إلا بالقوة مصداقا لقوله تعالي :"و أعدوا لهم ما استطعتم من قوة و من رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم".{
صدق الله العظيم
و هاكم أسماء من إستشهد في تلك القرية الباسلة التي إن نسيها التاريخ لن تمحى من صدور أبنائها :
نمر حسن جليله عوض محمد زغموت عبدالله أحمد شريده
محمد مرعي حسون محمد حشمه أحمد عوض زغموت
فخري أحمد علي شريده عبد مرعي حسون أحمد محمد حشمه
عبدالله مرعي حسون أبوطه زغموت حسن إبن أبو حسن
عزيزه محمد حشمه أحمد محمد سعيد زغموت عبد أحمد غزالة
ذيب يونس زين إسماعيل عيشه احمد كريم زغموت
خليل غزالة أحمد ذيب يونس أحمد محمود كايد
إسماعيل أبو الزين محمود علي حسنه صالح الحاج يونس
خالد حسن الحوراني مرعي حسن بلشه محمود إسماعيل أبو الزين
أحمد إبراهيم يونس مرعي محمود مرعي محمد ذيب حمد
عبدالله أحمد حسين فياض فرهود نايف إبن أبو نجيب
الحــاج عوفــه أبو موسى خلف أحمد إسماعيل ناصر
سعيد خالد شريده محمد أحمد حاجه قاسم حمد حيجان
محمد محمود ناصر عبد خالد شريده إسماعيل حمد
ناصر أحم ناصر نمر سعيد شريده نايف حجله
عبدالله محمد عوض إبراهيم أحمد شريده
الحاج أبو معروف - عارف حسين الحوراني - احد أبناء بلدة الصفصاف
شارك بتعليقك