PalestineRemembered | About Us | Oral History | العربية | |
![]() |
Pictures | Zionist FAQs | Haavara | Maps |
Search |
Camps |
Districts |
Acre |
Baysan |
Beersheba |
Bethlehem |
Gaza |
Haifa |
Hebron |
Jaffa |
Jericho |
Jerusalem |
Jinin |
Nablus |
Nazareth |
Ramallah |
al-Ramla |
Safad |
Tiberias |
Tulkarm |
Donate |
Contact |
Profile |
Videos |
Post Your Comment
*It should be NOTED that your email address won't be shared, and all communications between members will be routed via the website's mail server.
كانت الحاجّة عايشة اللافي (١٩١٠-٢٠٠٩) رحمها الله تقول: (هذا جارنا الرّفاعي، وياما وَقّفْ معنا ضِدْ القرود). لا عَجَبْ في قولها، فهي من جِوارِه الأَقرب، إذْ كان بَيتُها على طَرَفِ حارَةِ المِسْيِد في عقربا القَديمة، ومَقامُ جارِهم الشّيخ الرّفاعي المَبني مِنَ الفَترَةِ العُثمانية واقِعٌ قِبالَتَها جَنوبَاً في أَوّلِ طُلوع منطقة القَلعْ.
الرّفاعي الذي انزوى مَقامُه مُقابِلَ عَقربا القديمة ليكونَ مَطَلَّ أولياءِ الله إلى الشّرقِ، حَيثُ طَريقُ العائِدين مِنَ الغور، أو حيثُ أثر خَطوِ الذّاهبين إلى شَرِقِ الأردن عَبرِ دَربِ السّلطيّة، ليكون بِمَوقِعه وَنيسَ الرّائينَ لقُبّّةِ المَقام، وحامي خُطَى المَشائين في الغور من الضّباع والوُحوش وحتى من العقارب الأفاعي.
وفي تحويطات وتهاليل نسوة البلد ما يقول:
حَوّطتك بالشّيخ الرفاعي .. من كل شيء ساعي
هُوَ جارُنا كما تقول العَجائز في عقربا، ولذا يخاطبنه بالقول: إرفاعي يا جارنا لا تضيع ابذارنا، لكنه ليسَ جوار مَقامِ القَداسَةِ التي حَظيَ بها عِندَهُنْ فَحَسبْ، وإنّما هُو جُوارٌ حَيٌّ يُحكَى عَنهُ قِصَصٌ وكرامات، كَوقوفِه مَعنا ضِدّ (القُرود) على رأي الجَدَّة عايشة رَحِمَها الله.
القُرود في حكايات الجَدّات، هُمْ سُكّان العالَمِ السُّفلي مِنْ جِنٍ وعفاريت، فلا يَصحُ ذِكرُهُم، وَلا أنْ يُؤتَى عَلى طاريهِم في المجالس، تَجَنُبَاً لِحُضورِهم -دِستور لِخاطِرهم-.
تَروي العَجائز في عقربا جُملَة مِنْ الحَكايات عَن (القُرود)، التي كانت تسكن مغارة في طرف سهل العين الحمرا والكلامُ على ذِمتهن، وأنهم -أي القرود- لطالما عَكّروا مَزاجَ الأطفال وأخافوهُم، حَتى نَهَضَ إليهم سيدي الشيخ الرفاعي (جارنا) بعد أن نَخاه أهل القرية وقصدوه و"حقّ الجار على الجار"، فأقبل الشيخ إليهم يمشي، وهو يتلو من آيات الله والأدعية ما غلبهم به، فحشَرَهم في مَغارَتِهم تَحتَ الأرض والتي لها أربعون درجة، ومن يومها أَغلق عليهم بابها إلى يوم يبعثون.
هذا مقام سيدي الشيخ الرفاعي الذي في الصورة، قبل أن يُسارع الناس لطلب جواره، فيصبح مقامه وسط بيتوتهم، فاختفت طَلّته كما اختفت قصصه وحكاياته.