PalestineRemembered | About Us | Oral History | العربية | |
![]() |
Pictures | Zionist FAQs | Haavara | Maps |
Search |
Camps |
Districts |
Acre |
Baysan |
Beersheba |
Bethlehem |
Gaza |
Haifa |
Hebron |
Jaffa |
Jericho |
Jerusalem |
Jinin |
Nablus |
Nazareth |
Ramallah |
al-Ramla |
Safad |
Tiberias |
Tulkarm |
Donate |
Contact |
Profile |
Videos |
Post Your Comment
*It should be NOTED that your email address won't be shared, and all communications between members will be routed via the website's mail server.
قبة سليمان من زاوية مختلفة
إعداد: داود إبراهيم
إمعان النظر في النمط المعماري لبعض القباب المقدسية من جهة، وتغاضي النظر عن كثير مما نُشرَ حول بنائها ونسبتها لأشخاص من فترات زمنية مختلفة لأمر غاية في الأهمية في "الاستدلال على شيء من حقيقتها"، وقد درجت جُلُّ الأقلام على تكرار ما كتبه السابقون دون تعمق وتمحيص ليس في هذا الشأن فحسب بل وفي الكثير من تاريخية المعالم في فلسطين التاريخية.
وفي هذا السياق تنسب الكثيرُ من الأقلام قبةَ سُليمان للخليفة الأموي سليمان بن عبد الملك من القرن الثامن الميلادي، علمًا بأن الشكل العام للمبنى وما يتضمنه من أقواس مدببة للنوافذ ومحيط القبة جد مختلف عن الأقواس الأموية في قبة الصخرة المشرفة، ناهيك عن أن نمط الأقواس المدببة عُرف في بلادنا بدايةً على يد العباسيين واستخدمه من لحقهم من الدول الإسلامية، ناهيك عن انتشار استخدامه على يد الفرنجة الصليبيين خلال احتلالهم لبيت المقدس في القرن الثاني عشر الميلادي، وما الذي يدفع سُليمان بن عبد الملك لتشييد قبة صغيرة تنبعج فيها صخرة بارزة تشغل حوالي ربع مساحة القبة إذا ما علمنا أن المصلى القبلي في عهده كان يشمل مساحة أكبر مما هي عليه اليوم؟ مضافًا إلى ذلك قبة الصخرة المشرفة، فلا داعي لتبديد الطاقات خاصة عند من شيّدَ أول مدينة إسلامية في فلسطين وهي مدينة الرملة العريقة.
مزيد من التأمل في قبة سليمان يجعلنا ندرك أن هذا المبنى المثمن يعود لفترتين زمنيتين، أولهما من الفترة الصليبية تكوّن من أربعة وعشرين عمودًا رخاميا يعلوها تيجان كورنثية صغيرة وجدران كانت مفتوحة بمداخل مدببة الأقواس ويعلوها نوافذ مدببة أيضًا ولم تكن مغطاةً بقبة، وحافظ من شيّدَ هذا المبنى على نتوء صخري طبيعي ، ربما يكون الصليبيون قد تركوه لاعتقادهم بأنه صخرة ارتبطت بقصة "صعود سليمان بن داود عليهما السلام"، وهي قصة اهتم بها الأوروبيون والصفيون في إيران والعثمانيون، وتخيلوها ورسموها على لوحات وطرزوها بالحرير على قماش.
لعل الفترة الثانية التي شهدت إضافات على مبنى قبة سليمان هي الفترة الأيوبية المبكرة، حيث أُضيفتْ القبة (وهي حدباء أقل اتقانًا فيما لو خُطط لها منذ التأسيس)، ونصبوا محرابًا متقنًا بإتجاه القبلة، وسدّوا المداخل السبعة بجدران شوّهت جمال الأعمدة الرخامية من الخارج، ولعل المتصوفين الأيوبيين أتخذوها زاوية للتعبد مبقين على الصخرة البارزة ومحتفظين باسمها "قبة سليمان"، والتي ربما هي اختصار لاسم فرنجي "قبة صعود سليمان" Dome of Ascension of Solomon، ولعل الإضافات الأيوبية هنا لا تختلف عن تلك التي نشاهدها في قبة الصعود على جبل الزيتون.