PalestineRemembered | About Us | Oral History | العربية | |
![]() |
Pictures | Zionist FAQs | Haavara | Maps |
Search |
Camps |
Districts |
Acre |
Baysan |
Beersheba |
Bethlehem |
Gaza |
Haifa |
Hebron |
Jaffa |
Jericho |
Jerusalem |
Jinin |
Nablus |
Nazareth |
Ramallah |
al-Ramla |
Safad |
Tiberias |
Tulkarm |
Donate |
Contact |
Profile |
Videos |
Post Your Comment
*It should be NOTED that your email address won't be shared, and all communications between members will be routed via the website's mail server.
—————————–
” هو اول مستشفى وطني أسس في البلاد، وقد قام بتأسيسه ذلك الدكتور الهمام النشيط أعني به الدكتور خمره صاحب المواقف الوطنية المشهورة والجرأة الأدبية التي قلما رأيناها متمثلة في رجل كما تمثلت به” هكذا كتبت صحيفة مرآة الشرق بتاريخ 15 تموز، 1930
يشكل الأطباء في أي مجتمع من المجتمعات، فئة هامة لما يقدمه الطبيب من خدمات صحية للمجتمع، لكن الأمر في حالة المجتمع الفلسطيني له أهمية خاصة لما للأطباء من دور يتجاوز المهام الصحية في العيادة او في القطاع الطبيّ فسيرة الأطباء تزودنا بمعرفة هامة حول التاريخ المحلي الفلسطيني بشكل عام وحول مواقف الأطباء في الأوقات الصعبة بشكل خاص، وقد تكون سيرة عثمان الخمرة إحدى السيّر الملفتة في هذا الصدد، لمع اسمه في المجتمع الحيفاوي المحلي على المستويين الاجتماعي والطبي.
درس عثمان الخمرة (المعروف بعثمان الخمرة الصغير) الطب في جنيف وفرنسا في عشرينيات القرن الماضي، وعاد الى حيفا في سنة 1926[1] حيث حصل على رخصة المزاولة حينها وكانت تحمل الرقم 808.
انتخب الخمرة خلال الفترة 1927-1934 عضواً في مجلس حيفا البلدي، وخلال الفترة ذاتها عمل على انشاء مستشفى خاص في شارع الكنفاني عام 1930 لكن المشفى اغلق بعد شهر ولا نعرف اليوم سبب الاغلاق، تدعي السلطات البريطانية أن عثمان الخمرة لم يكن يحمل شهادة تخصص وأن الموافقة على رخصة المشفى استندت إلى أن الدكتور الالماني هوفمان هو من سيقوم بإجراء العمليات، لكن المؤكد أن الخمرة قد تخصص خلال عمله في مجال الأمراض الداخلية في سنوات الاربعينيات في حيفا حيث كانت عياداته في شارع فيصل، الحي الشرقي، شارع العراق رقم 19 وهو الشارع المعروف في أيامنا بشارع كيبوتس غولويوت.
عرفت عائلة الخمرة في أواخر الفترة العثمانية باسم عائلة أبو النصر، واعتبرت احدى العائلات المرموقة في حيفا، بسبب المناصب التي وصل إليها أبناءها، في العلم والتجارة، والوظائف الادارية والذي مكن العائلة من تملك مساحات من الأراضي وبناء علاقات نسب ومصاهرة مع عائلات أخرى ذات مكانة اجتماعية مرموقة[2]. وهو ما اعطى عائلة الخمرة مكانة اعتبارية نسبياً في المجتمع الحيفاوي.
يمكن ملاحظة مكانة عائلة الخمرة ونفوذها مثلاً في ساحة الحناطير في حيفا والتي حملت مع الوقت اسم ساحة الخمرة، والتي كانت إحدى أبرز معالم مدينة حيفا في فترة الانتداب والمعروفة اليوم بساحة باريس. إن تسمية الساحة على اسم عائلة الخمرة يدل على استمرارية حفاظ عائلة الخمرة على مكانة مرموقة من نهاية الفترة العثمانية وحتى فترة الانتداب البريطاني.
كان الدكتور عثمان الخمرة نشيطاً في المجتمع الحيفاوي خلال فترة الانتداب، برز دور الدكتور عثمان الخمرة ونشاطه الاجتماعي في حيفا بداية في ترشحه لعضوية البلدية سنة 1927 إلى جانب كل من حسن شكري وعبد الله مخلص حيث حظيت قائمة حسن شكري بدعم من صحيفة الكرمل خلال فترة الدعاية الانتخابية وقد ذكر فيها أن عثمان الخمرة شاب في مقتبل العمر نشيط، ونزيه وسيكون له دور في خدمات البلدية من الناحية الصحية[3]، وكانت النتيجة فوز الخمرة في الانتخابات حيث حصل على 1591 صوت[4].
يتردد اسم الخمرة كثيراً في ملفات وحدة الاستخبارات التابعة للهاجاناة (شاي) وسجلاتهم وهو ما يشير إلى ذروة نشاطاته السياسية في سنوات الاربعينيات من القرن العشرين، وفق الملفات المذكورة فان الخمرة قد انضم بعد عودته إلى حيفا لمعسكر حسن شكري وهو ما عرف بمعسكر المعارضة في السياسة المحلية الفلسطينية خلال فترة الانتداب أي معارضة للمجلس الإسلامي الأعلى متمثلاً بالحاج أمين الحسيني.
في احدى التوثيقات التي تكتبها الهاجاناة حول الخمرة نقرأ ما يلي : “يناصر الخمرة المجلس الإسلامي الأعلى، بعد أن كانت عائلته في السابق من المعارضين له.
إن التبعية للمجلس الإسلامي تمت بتأثير من شقيق عثمان المحامي أنس الخمرة والذي ترأس جمعية الصحوة الإسلامية وهي جمعية إسلامية مسيحية، يبدو أنها لم تستمر طويلاً حيث توقف نشاطها في سنة 1929 لشح موارد مالية. اشترك عثمان الخمرة خلال السنوات 1943-1944 في اجتماع في بيت الياس كوسا وهو اجتماع تحضيري لتمثيل العرب سياسياً، الاشتراك في اجتماع حول حقوق العرب في بلدية حيفا، العضوية في اللجنة الخاصة لتجديد الجمعية الإسلامية في حيفا، الاشتراك في النشاطات الثقافية الخاصة بنادي الفضيلة، دعي عثمان الخمرة من خلال المحامي مصطفى أبو زيد لاجتماع خاص في مدينة يافا حول انقاذ أراضي فلسطين[5].
إن غالبية المعلومات التي تقدمها الهاجاناة تعود لسنوات الاربعينيات وهو ما يعني أن الخمرة كان من بين الفلسطينيين الذين بنوا أمالهم على المشاركة في السياسة والحكم المحلي من خلال بلدية حيفا وأن مناصرته المتأخرة لمعسكر الحاج أمين والمجلس الإسلامي الأعلى المعارض للسياسة البريطانية هي تعبير واضح عن فقدان الأمل بالانتداب البريطاني في ظل تزايد الهجرة اليهودية وانتقال الأراضي الى ملكية يهودية.
قد يتساءل البعض: ما هي أهمية الخوض في سيرة عثمان الخمرة الذاتية ونشاطاته الاجتماعية والسياسية؟ والاجابة هي أن هذه الجوانب هامة جداً لما تقدمه لنا من معلومات حول شبكة علاقات الخمرة خارج أسوار عيادته ومدى تأثيره في المجتمع وهو ما يعطي صورة أكثر وضوحاً عن مدى قوة الطبيب ودوره في المجتمع الحيفاوي خلال فترة الانتداب، قوة قد تبرز من خلال العلاقة الوطيدة بين الخمرة وصحيفة الكرمل التي واكبت وغطت دوماً أخبار عثمان الخمرة من تخرجه وحتى ترشحه الى بلدية حيفا، كما يظهر مثلاً في دعوة لشرب الشاي في بيت أحد أعضاء بلدية حيفا وهو توفيق الخليل وهي دعوة وجهت إلى نجيب نصار، عبد الله مخلص، الدكتور عثمان الخمرة والهدف منها الاجتماع للمطالبة بمجلس النيابي[6].
لا توضح الصحيفة ما المقصود من مجلس نيابي إلا أن سياق الخبر يوحي أن الاجتماع مخصص للدعوة لتوحيد الممثلين السياسيين عن مدينة حيفا وعكا للمطالبة بحقوق العرب أمام السلطات البريطانية.
كان الخمرة نشيطاً في الصحافة الفلسطينية بغرض التوعية الاجتماعية، فقد واظب على نشر مقالاته في صحيفة الكرمل بين الفينة والأخرى وهي في غالبيتها مقالات ارشادية وتوعوية في الجانب الصحي، فمثلا نشر مقالات عن شرب الكحول ومضارها، تأثير الكحول على النسل، أهمية الفحص الصحي قبل الزواج، مقالة حول تاريخ العرب، الطب عند العرب (7) .
قدم عثمان الخمرة الكثير للمجتمع الحيفاوي خلال فترة الانتداب البريطاني، سواء كطبيب أو عضو بلدية أو من خلال مواقفه اتجاه الهجرة اليهودية وانتقال الأراضي لملكية يهودية، أنتهى المطاف بالخمرة في سنة 1948 مع سنوات الحرب إلى لاجئ في جنين حيث استقر هناك، وما نعرفه اليوم عن الخمرة أنه قد أورث المهنة لابنه بدر الخمرة والذي لا يزال يزاول المهنة في رام الله.
[1] الكرمل، 31 كانون ثاني 1926، ص5.
[2] محمود يزبك. النظم الادارية والبنى الاجتماعية في حيفا في آواخر العهد العثماني (1870-1914). الناصرة: مطبعة النهضة. 1994.ص269.
[3] الكرمل، 8 أيار 1927، ص6.
[4] الكرمل، 22 أيار 1928، ص4.
[5] ملفات وحدة الاستخبارات التابعة للهاغاناة (شاي)، ملف رقم 1، ص159
[6] الكرمل، 29 كانون ثاني 1928، ص6.
[7] للمزيد أنظر أعداد صحيفة الكرمل الكرمل خلال التواريخ: 26 أيلول 1926، ص8، 28 تشرين ثاني 1928 ص7، 5 كانون أول 1926 ص6، 23 كانون ثاني 1927 ص4، 6 شباط 1927، ص4